تقرير اخباري : السيسي يلتقى اسلاميين ودبلوماسي امريكي و"الدفاع الوطني" يمنح الفرصة للوساطات

/مصدر: شينخوا/  11:12, August 05, 2013

القاهرة 4 أغسطس 2013/ دعا مجلس الدفاع الوطني في مصر اليوم (الاحد) المعتصمين من انصار الرئيس المعزول محمد مرسي إلي"نبذ العنف نبذا قاطعا..والالتحاق بخارطة المستقبل".

كما قرر فى ذات الوقت"إعطاء الفرصة للوساطات " لحل الأزمة السياسية ، بالتزامن مع لقاءين عقدهما وزير الدفاع عبدالفتاح السيسي مع ممثلين للتيار الاسلامي ، ونائب وزير الخارجية الامريكي وليام بيرنز.

وأكد المجلس - في بيان له - " المضى قدما، وبكل الإصرار الواجب والالتزام تجاه أبناء الوطن ، فى تحقيق النتائج المرجوة من خارطة المستقبل سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ، مع عدم السماح لأي معوقات أياً كان مصدرها أن تنال من عزم المصريين أو خطواتهم نحو مستقبلهم المستحق " .

وتنص خارطة المستقبل التى تم بموجبها عزل مرسي ، واعلنها السيسي بعد اجتماع مع رموز سياسية ودينية وشبابية فى الثالث من يوليو الماضى ، على تولى رئيس المحكمة الدستورية رئاسة البلاد لحين اجراء انتخابات، وتشكيل حكومة كفاءات ، ولجنتين للمصالحة الوطنية وتعديل الدستور.

وقرر المجلس"دعم الحكومة فى كل الخطوات والإجراءات التى بدأت فى اتخاذها بالفعل، فى إطار فرض الأمن على ربوع الوطن ومجابهة التهديدات والخروقات الأمنية الصادرة عن تجمعي رابعة العدوية والنهضة، بما يتفق مع صحيح القانون ويحترم حقوق الإنسان". ويعتصم انصار مرسي فى ميداني رابعة العدوية ونهضة مصر منذ 28 يونيو الماضى قبل عزل الرئيس السابق، لكن اعدادهم زادت بعد العزل فى محاولة للضغط من اجل عودته للحكم.

وكلفت الحكومة قبل ايام وزارة الداخلية باتخاذ كل ما يلزم لفض الاعتصام وفقا للقانون، ووجهت وزارة الداخلية بدورها انذارين للمعتصمين بفض الاعتصام سلميا مع ضمان عدم ملاحقتهم وإلا تعرضوا للمساءلة القانونية.

وأكد المجلس أن" دعمه الكامل لجهود الحكومة لمجابهة التهديدات الأمنية لا يحول دون إعطاء الفرصة لكافة الجهود والوساطات والمفاوضات، التي يمكن أن تؤدي إلى تجنيب الوطن المخاطر الصادرة عن هذين التجمعين، وتحافظ على أرواح المواطنين.. طالما أن ذلك يتم فى مدى زمني محدد ومحدود، ولا يكون ضد القانون".وشدد على"عدم السماح بأي محاولة لترويع المواطنين أو ابتزاز الدولة أو رهن المجتمع، أو إعاقة حركة إنتاجه وتنميته"، وأهاب بالمواطنين تفهم طبيعة الخطوات الواثقة التي تتخذها الحكومة ومن شأنها الحفاظ على سلامة الأرواح وحقن الدماء، مؤكدا أن هذه الخطوات المتأنية والمدروسة لن تفرط أبدا في التزامات الحكومة حيال أمن المجتمع، وانه لا مهادنة مع الخارجين عن القانون أو الداعين للصدام مع الدولة. ويعقد مجلس الدفاع الوطني اجتماعاته برئاسة رئيس الجمهورية، وعضوية رئيس الوزراء، ووزراء الدفاع، والخارجية، والداخلية، ورئيس اركان حرب القوات المسلحة، ومدير المخابرات العامة.

من جانبه ، أكد وزير الدفاع عبدالفتاح السيسي ان "الفرص متاحة لحل الازمة السياسية سلميا"، شريطة نبذ العنف والالتزام بخريطة الطريق، وذلك خلال لقائه بعض ممثلي التيار الاسلامي .

وذكر المتحدث العسكري العقيد أحمد محمد علي ،على صفحته بموقع (فيس بوك)، ان السيسي التقى" بعض ممثلي التيارات الدينية الاسلامية " لبحث الأزمة السياسية الحالية ، مؤكدا أن "الفرص متاحة لحلها سلميا ".

واوضح أن السيسي رهن ذلك بـ " التزام كافة الأطراف بنبذ العنف وعدم تعطيل مرافق الدولة أو تخريب المنشآت العامة، ودون الرجوع إلى الوراء، والالتزام بخارطة الطريق التي ارتضاها الشعب". ولم يحدد المتحدث موعد اللقاء أو ممثلي التيارات الدينية التي شاركت فيه، إلا أن الداعية السلفي محمد حسان، قال في كلمة بثت على (يوتيوب) إن اللقاء ضم بجانبه كل من رئيس جماعة أنصار السنة المحمدية عبدالله شاكر، ورئيسها السابق جمال المراكبي، والشيخ محمد عبدالسلام، والرئيس العام للجمعيات الشرعية محمد مختار المهدي، وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر محمد ابو موسى.

وأوضح حسان أن اللقاء تم بـ"تنسيق وترتيب مع التحالف الوطني لدعم الشرعية"، الذى اسسه الاخوان المسلمين لدعم مرسي.

وتابع أن اجتماعا مع ممثلين للتحالف الوطني جرى قرب ميدان رابعة العدوية و"استمر لخمس ساعات"، وذلك قبيل اللقاء مع السيسي .

ومضى حسان قائلا " جلسنا وتناقشنا (مع ممثلي التحالف)، ثم قالوا لنا لو لم تحققوا في مهمتكم هذه إلا ثلاث نقاط في الوقت الراهن فهذه نعمة عظيمة، وهي حقن الدماء وعدم فض الاعتصامات بالقوة.. وتهيئة الأجواء لمصالحة حقيقية.. والإفراج عن جميع المعتقلين بعد 30 يونيو وإسقاط جميع القضايا".

وتابع " تحركنا بالفعل.. وقابلنا السيسي ومجموعة من أعضاء المجلس العسكري ، وأسمعناهم ما أرضي به ربي بل ما لا تتصورون " وقال " وعدنا (السيسي) بعدم فض الاعتصامات بالقوة بل وبعدم إنهاء الاعتصامات.. ثم وعدنا أيضا بتهيئة الأجواء في وسائل الإعلام ، لكن طلب منا أن نهيئ الأجواء نحن أيضا عبر منصتي رابعة والنهضة وأن تظل الاعتصامات سلمية في أماكنها".

وأوضح حسان أن " هذه هي المرحلة الأولى من مرحلة المصالحة..ثم هناك مرحلة ثانية حتمية ألا وهي طرح مبادرات حقيقية للخروج من الأزمة"، وشدد على أن "الأزمة عميقة وخطيرة"، وأن الوضع في مصر " إما أن يكون المصالحة والإصلاح وإما الهلاك " .

وفى الاثناء،حددت محكمة استئناف القاهرة 25 أغسطس الجاري موعدا لبدء أولى جلسات محاكمة مرشد جماعة الإخوان المسلمين محمد بديع، ونائبيه خيرت الشاطر، ورشاد بيومي، بتهمة ارتكاب جرائم قتل والتحريض على قتل المتظاهرين أمام مقر مكتب الإرشاد الخاص بالجماعة فى منطقة المقطم بالقاهرة.

فيما خرجت مسيرة لانصار مرسي من مسجد الفتح بميدان رمسيس فى اتجاه ميدان رابعة العدوية، مرددة هتافات مناهضة للسيسي،فى حين قطعت مسيرة اخرى طريق صلاح سالم المؤدي لمطار القاهرة ما ادى الى ارباك حركة المرور، والسفر.

فى غضون ذلك التقى السيسي اليوم نائب وزير الخارجية الامريكي وليام بيرنز حيث تبادلا الاراء حول الوضع السياسي فى مصر وتأثيره علي عملية التحول الديمقراطي ، بحسب وكالة انباء (الشرق الاوسط) .

وأكد السيسي وبيرنز "ضرورة نبذ العنف وتهيئة الاجواء لتحقيق الاستقرار والمصالحة الوطنية بمشاركة كافة الاطياف والقوي السياسية الفاعلة في ضوء خارطة الطريق للمرحلة الانتقالية".

وكان السيسي طلب ، خلال مقابلة مع صحيفة "واشنطن بوست" الامريكية امس ، ان تستخدم واشنطن نفوذها وتأثيرها على جماعة الاخوان المسلمين فى حل الازمة فى مصر .

ووصل بيرنز إلي القاهرة يوم الجمعة الماضى فى ثاني زيارة لمصر فى غضون حوالي اسبوعين، والتقى منذ وصوله الرئيس المؤقت عدلي منصور ، ونائبه محمد البرادعي ، ورئيس الوزراء حازم الببلاوي ، ووزير الخارجية نبيل فهمي ، والتحالف الوطني لدعم الشرعية المؤيد لمرسي.

وأوضح بيرنز "أن الشعب المصرى هو الذى يقرر مستقبله، وأن الولايات المتحدة تسعى فقط إلى المساهمة فى تقريب وجهات النظر بين مختلف الأطراف، لما تمثله مصر واستقرارها من أهمية محورية للشرق الأوسط".