دمشق 7 اغسطس 2013 / تشهد اسواق العاصمة السورية دمشق حركة نشطة غير اعتيادية ، وخاصة في الاسواق الشعبية ، عشية عيد الفطر ، ولكن الغلاء الذي شمل كل السلع من الطعام الى اللباس خطف بهجة هذه المناسبة لدى الكثير من الاسر فضلا عن الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد.
ومنذ يومين ، تعج المحال التجارية بالحركة حيث تقصد العائلات، بعد تناول الإفطار ، الاسواق الشعبية الرخيصة الثمن بغية شراء ما يلزم من ثياب للاولاد.
لكن اللافت غياب طقوس العيد ، وعدم انشغال الناس بصنع حلويات العيد ، وإحجامهم عن شرائها ، وخاصة في منطقة الميدان بدمشق التي اشتهرت بتقديم مثل هذه الصنوف من الحلويات ، مثل المعمول والغربية ، والمبرومة المحشوة بالفستق الحلبي .
وفي بادرة لكسر الغلاء ، افتتحت الحكومة السورية عدة اسواق في عدد من الصالات التابعة لها ، وعرضت الالبسة المتنوعة ، وباسعار مناسبة ، حتى يتمكن السوريون من شراء ما يلزم لاطفالهم.
واعتبرت المواطنة السورية ام علاء ان الغلاء الذي حصل خلال الشهرين الماضيين في سوريا ، "كبل أيدينا ، وجعلنا نعد للعشرة قبل ان نفكر بشراء أي شيء " ، مشيرة الى ان "الاطفال يجب ان نشتري لهم ثيابا جديدة ، حتى نرسم الفرحة على وجوههم في ظل العنف الذي تعيشه البلاد حاليا".
وقالت ام علاء لوكالة أنباء ((شينخوا)) وهي تتسوق في منطقة المزة بدمشق " كما ترى السوق مزدحمة ، والكل يشتري لأطفاله بعض الالبسة " ، مؤكدة ان الاعياد السابقة كان لها دلالة ورمزية كبيرة لدى السوريين ، مستذكرة انشغال النساء بصنع الحلوى في مثل هذه الاوقات لان الاقرباء سيقومون بزيارتهم في اول ايام العيد.
وعلى بعد امتار من هذا السوق الشعبي ، تعيش اسر مهجرة في إحدى المدارس المخصصة لايواء المهجرين بالمزة ، استغل قسم منها الفرصة وقام بوضع بعض الاصناف من الحلوى البسيطة على طاولة صغيرة على قارعة الرصيف ، وهو ينادي باللهجة المحلية " تعال عيد يا صايم " ، و "فرح ابنك بهدية بسيطة".
وأكد ابو محمد (55 عاما) من سكان حي الصالحية بدمشق أن طقوس عيد الفطر هذه السنة لن تكون كما في السابق ، لافتا الى ان الحالة الاقتصادية ضيقة ، والنفوس "غير مرتاحة".
وقال ابومحمد لـ ((شينخوا)) وهو يشتري حلوى إن " الناس مهما حاولت ان تحجم عن الشراء طيلة ايام السنة الا انها في العيد ستضطر لشراء بعض الاشياء ، رغم الغلاء الذي تشهده الاسواق " ، مؤكدا ان العيد سيكون مقتصرا على المقربين لان الاوضاع الاقتصادية ارهقت كل الاسر .
واعلنت دمشق ان غدا الخميس هو ايام عيد الفطر ، بحسب ما ذكرته وكالة الانباء السورية ((سانا)).
وأكد ابو سليمان ، صاحب محل للالبسة للاطفال بسوق البرامكة بدمشق ان الحركة بدأت تتحسن منذ يومين ، مع اقتراب موعد عيد الفطر ، مشيرا الى ان المواطنين يشترون بكميات قليلة ، ولكنها بنفس الوقت جيدة .
واوضح ابو سليمان لـ (شينخوا) بدمشق ان الاسعار التي تقدم في الاسواق الشعبية مناسبة ، وهي افضل من الاسواق المشهورة في سوق الحميدية ، مبينا انهم يبيعون بسعر اقل ، ويكسبون اكثر ، وهذه هي حكمة التجار في هذا السوق.
من جانبه ، اشار الشاب باسل وهو بائع العاب لـ (شينخوا) ان الالعاب هي من السلع التي تجد لها زبائن في عيد الفطر ، معتبرا ان هذه الايام هي فرصته ليكسب اكثر ويعوض فترة الكساد التي اصابت معظم المحلات ، إضافة للغلاء المتزايد ، واحجام الناس عن الشراء.
ويمر عيد الفطر على السوريين في وضع أمني وسياسي صعب انعكس على الحياة الاقتصادية والاجتماعية للمواطنين، الذين علت صرختهم منذ تفجر الأزمة في بلدهم في مارس من العام 2011.
وقال جابر صاحب محل في سوق الحميدية إن ارتفاع الأسعار أثر على استعدادات السوريين لعيد الفطر ، فحالة الكساد تعلن عن ذاتها بوضوح من خلال ضعف إقبال الناس وقد لا يكون سبب الغلاء محليا لكن المشكلة هي في الدخل المتواضع للسوريين وهذا يؤدي إلى ضعف القوة الشرائية لدى الزبائن.
/مصدر: شينخوا/
1. حافظوا على القوانين، والانظمة المعنية التى وضعتها جمهورية الصين الشعبية، وحافظوا على الاخلاق على الانترنت، وتحملوا كافة المسؤوليات القانونية الناتجة عن تصرفاتكم بصورة مباشرة وغير مباشرة.
2. لصحيفة الشعب اليومية اونلاين كافة الحقوق فى ادارة الاسماء المستعارة والرسائل المتروكة.
3. لصحيفة الشعب اليومية اونلاين الحق فى نقل واقتباس الكلمات التى تدلون بها على لوحة الرسائل المتروكة لصحيفة الشعب اليومية اونلاين داخل موقعها الالكترونى.
4. تفضلوا بابلاغ arabic@peopledaily.com.cn آراءكم فى اعمالنا الادارية اذا لزم الامر.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn