مقابلة خاصة : قيادي كردي : الوضع الإنساني والإغاثي في الشمال السوري "سيء للغاية"

دمشق 20 اغسطس 2013/ وصف امين عام الحزب الديمقراطي الكردي السوري جمال ملا محمود اليوم (الثلاثاء) الوضع الإنساني والإغاثي في المناطق الكردية في شمال سوريا بأنه "سيء للغاية" حيث تتعرض لهجمات من قوى "ارهابية" ، نافيا ان يكون الاكراد طالبوا بتدخل عسكري من جانب اقليم كردستان العراق.

وقال القيادي الكردي ، في مقابلة خاصة مع وكالة انباء ((شينخوا)) ، إن الوضع في المناطق الكردية بالشمال السوري "سىء للغاية" ، مضيفا " نحن نتعرض لهجمات من قوى ومنظمات ارهابية وهي جبهة النصرة ودولة العراق والشام ، وبدعم من قوى إقليمية".

وتابع " الوضع في المنطقة سيء من الناحية الإنسانية والخدمية والاغاثية " ، مؤكدا ان " الاكراد مصرون على عدم دخول أي من الغرباء إلى مناطقهم".

وتشهد مناطق تقطنها غالبية كردية في سوريا خلال الفترة الماضية اشتباكات ومعارك بين مقاتلين أكراد من جهة و"جبهة النصرة" ومقاتلين من "دولة العراق وبلاد الشام" من جهة أخرى.

وأعلنت الأمم المتحدة،الاثنين، أن أكثر من "20 ألف كردي سوري لجأ إلى العراق في الأيام الأخيرة هربا من المعارك العنيفة بين لجان الدفاع الكردية والحركات الجهادية".

وقالت الأمم المتحدة، في بيان تداولته وسائل اعلام ، ان "وتيرة تدفق الأكراد للعراق ازدادت بشكل كبير عقب انتهاء هدنة بين المقاتلين الأكراد ومسلحين معارضين"، مشيرة الى أنه "تم إيواء اللاجئين الأكراد في مخيم بدأت الأمم المتحدة بتشييده على مشارف مدينة أربيل بإقليم كردستان".

واستبعد ملا محمود الاتفاق على حل سياسي مع وصفها بـ"القوى الظلامية" الموجودة في الشمال السوري ، مشيرا الى ان هناك"صراعا وتناقضا قويا بين القوى الظلامية والارهابية وبين المنطق الكردي الذي يحذو المنطق السلمي والديمقراطي والمعارضة السلمية" ،مؤكدا انه من "الصعب جدا الاتفاق معها على المستوى السياسي".

ونفى ان تكون الفصائل الكردية الموجودة في سوريا طلبت مقاتلين لمساعدتها.

وقال ان الاحزاب الكردية أبلغت رئيس اقليم كردستان العراق مسعود البارزاني انها " لا تريد احدا ان يأتي ليقاتل بدلا عنا ".

كما طالبت الاحزاب الكردية بارزاني ، بحسب محمود ، بـ" عدم إغلاق الحدود والسماح للمساعدات الاغاثية والطبية الى المناطق الكردية "، وان يستغل علاقة اقليم كردستان الجيدة والطيبة مع الدول الكبرى لدعم القضية الكردية سياسيا ومعنويا.

ودعا البارزاني، في وقت سابق، المجتمع الدولي إلى الاستجابة العاجلة وتقديم المساعدة للاجئين الأكراد السوريين في الإقليم ، مشددا على ضرورة منع إفراغ المناطق الكردية في سوريا من سكانها.

وقال البارزاني السبت قبل الماضي، إن بعض وسائل الإعلام أفادت بأن مسلحين إرهابيين تابعين لتنظيم القاعدة أعلنوا "النفير العام" ضد الأكراد في سوريا، مضيفا أنه إذا ثبتت صحة تلك الأنباء والتأكد من أن حياتهم تتعرض لخطر الإرهاب، فإن إقليم كردستان سيبذل كافة جهوده وإمكانياته للدفاع عنهم.

وردا على سؤال حول ما اذا كان للاكراد في سوريا نية الانفصال عن جسم الدولة السورية ، نفى ملا محمود ذلك وقال ان " البرنامج الاستراتيجي على المدى البعيد بالنسبة للاحزاب الكردية (...) يقول نصا، نحن نرى ان المستقبل الفيدرالي الديمقراطي في سوريا هو الافضل "، مؤكدا ان هذا الشيء هو مجرد" رأي لا أكثر ".

واستطرد " نحن ككرد الآن لا نطرح أي صيغة من صيغ الانفصال او الاتحاد الفيدرالي".

وأضاف "الان ، ليس هناك مشروع انفصال وما حدث هو أمر واقع ، والناس بحاجة الى إدارة اعمالهم ولهذا تم تنظيم ادارة شؤون الناس في كافة المجالات بما فيها الدفاع عن النفس وتشكيل ادارة محلية مؤقتة وتم طرحها على القوى الاحزاب الكردية للنقاش".

ورأى ملا محمود أن زيارة صالح مسلم رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي ، اكبر الاحزاب الكردية في الشمال السوري ، الى كل من تركيا وايران تأتي بهدف إزالة بعض الهواجس لدى الجوار والشعوب المتعايشين معها تاريخيا.

واشار الى ان الزيارة جاءت كذلك لشرح الموقف الكردي وما يتعرض له من استهداف من قبل بعض التنظيمات المتشددة المدعومة من قبل بعض الدول الاقليمية.

واوضح ان الجانب الايراني تفهم الرؤية التي طرحها الاكراد لإدارة مناطقهم ذاتيا في الوقت الراهن ، مؤكدا ان تركيا لم تكن مرتاحة لما يجري داخل المناطق الكردية في سوريا.

وزار مسلم انقرة الاسبوع الماضي لإجراء محادثات مع مسؤولين أتراك حول مدى التعاون الذي تحقق بين الجانبين منذ زيارته الأولى في 25 الشهر المنصرم، وسط تكتم إعلامي بناء على طلب أنقرة.

وكانت قوات النظام السوري قد انسحبت من معظم المناطق التي يسيطر عليها الاكراد في شمال وشمال شرق سوريا العام الماضي تاركة الجماعات الكردية تدير شؤونها بنفسها.

ويعتبر المقاتلون المعارضون الموالون للقاعدة المنطقة حلقة وصل مع عناصرهم في العراق ويخوضون قتالا داميا مع الميليشيا الكردية منذ بضعة اشهر.

ملف خاص: تطورات الوضع في سوريا

/مصدر: شينخوا/