المعلم : إسرائيل باتت طرفا واضحا في الحرب على سوريا

دمشق 21 أغسطس 2013 / قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم اليوم (الأربعاء) إن " إسرائيل باتت طرفا واضحا في الحرب على سوريا وهي المستفيد من تدميرها "، مشيرا إلى أن كفة الحسابات السياسية والميدانية تميل لمصلحة القوى الوطنية ومحور المقاومة مع تغير المشهد السياسي في مصر.

وقال المعلم، خلال عرض سياسي شامل أمام حشد من الإعلاميين السوريين والمحللين السياسيين والكادر الدبلوماسي بحضور وزير الإعلام عمران الزعبي في وزارة الخارجية اليوم، إن " المصلحة الإسرائيلية باتت واضحة فيما تشهده سوريا والمنطقة من أحداث الأمر الذي تدلل عليه تصريحات مسئوليها بأنهم لن يسمحوا لمحور المقاومة بالانتصار ولذلك فإن إسرائيل تشعر بالسعادة لما تشاهده من تصاعد للإرهاب في المنطقة وتدمير البنى التحتية واستنزاف الاقتصادات والجيوش العربية وخاصة في سوريا والعراق ومصر وهي منتشية بما ترى من خراب يعم المنطقة ".

وأشار الوزير السوري إلى أن كفة الحسابات السياسية والميدانية تميل لمصلحة القوى الوطنية ومحور المقاومة مع تغير المشهد السياسي في مصر وتلقي تيار الإسلام المتطرف الذي تقوده تركيا ضربة قوية بسقوط الاخوان المسلمين في مصر جعلته مرتبكا.

وكانت اسرائيل قد قصفت بالطائرات عدة مواقع سورية في ريف دمشق واللاذقية، لاعتقادها انها تحتوي على اسلحة كيميائية، كما اعلنت سوريا ان اسرائيل تدعم المجموعات الارهابية المسلحة التي تقاتل في سوريا ، وقد عثرت في يونيو الماضية على عربة اسرائيلية في منطقة القصير بريف حمص (غربا).

وحذر المعلم من أن محور أعداء سوريا يراهن على الحل العسكري ويضع الخطط البديلة إذ تم تحضير جبهة الأردن لاستهداف سوريا في حال تراجعت تركيا، كما أن النظام السعودي يرفض الحل السياسي ويعمل على تأجيج الوضع ويعرقل عقد مؤتمر جنيف وهو في ذلك يتماهى مع الموقف الأمريكي الذي يتنصل من تفاهماته مع الجانب الروسي ويتهرب من الذهاب إلى جنيف.

وبالنسبة للموقف الأمريكي، أكد وزير الخارجية السوري أن الولايات المتحدة تريد استمرار العنف والإرهاب في سوريا طالما يحقق المصلحة الإسرائيلية ولذلك تؤجل الجهود الروسية لعقد مؤتمر جنيف بذرائع عديدة وهذا الموقف يلتقي مع الموقف الخليجي والسعودي وخاصة بعد أن تبين أن زيارة بندر بن سلطان رئيس الاستخبارات العامة السعودية إلى موسكو حملت التأكيد على عدم مشاركة السعودية أو رغبتها في تسهيل عقد المؤتمر الدولي حول سوريا في جنيف لاعتقادها بأن الميدان وحده الذي سيحسم الأمور في سوريا.

واعتبر المعلم أن الموقف الأمريكي والسعودي ينعكس مباشرة على معارضة الخارج التي تضع شروطا مسبقة ولا تتخذ موقفا واضحا للمشاركة في مؤتمر جنيف الأمر الذي يؤكد أننا نتعرض لمؤامرة خارجية تقودها إسرائيل بأدوات خليجية.

وأكد المعلم أن المعطيات السورية من خلال التواصل مع المسئولين الروس تؤكد ثبات الموقف الروسي ، موضحا أن سوريا تتشارك مع روسيا في قراءة الموقف من مسألة التحقيق في استخدام الأسلحة الكيميائية انطلاقا من الثقة التامة بأن من استخدم هذا السلاح هو المجموعات الإرهابية المسلحة.

وكانت المعارضة السورية اتهمت اليوم الجيش السوري باستخدام السلاح الكيماوي في ريف دمشق، الأمر الذي نفته دمشق واعتبرته محاولة لحرف بعثة المحققين الدولية بالسلاح الكيماوي إلى سوريا عن أهدافها، كما طالبت المعارضة من بعثة التحقيق التوجه فورا إلى ريف دمشق للتحقق من ذلك، غير ان سوريا رأت ان هذا يحتاج الى اتفاق بين الجانبين.

وفيما يتعلق بالوضع في لبنان، رأى المعلم أن الانقسام هناك ما زال قائما بين تيار يقدم السلاح والدعم للمجموعات الإرهابية وتيار آخر لم يتردد بدعم موقف الدولة السورية بكل جرأة.

وبالنسبة للموقف الأوروبي، اعتبر المعلم أن هناك تطورا في هذا الموقف رغم أنه تطور بطيء ولم يصل إلى المستوى الذي نرغب به ، مشيرا إلى محاولات أوروبية للتواصل مع سوريا كما أن هناك محاولات أوروبية للعودة إلى سوريا من خلال المنظمات الإنسانية إلا أن ذلك مرفوض بالنسبة لسوريا رابطا بين ضعف الموقف الأوروبي وتردد الموقف الأمريكي.

وكانت دول الاتحاد الاوروبي اغلقت معظم سفاراتها بدمشق بسبب الاحتجاجات التي شهدتها البلاد منذ منتصف مارس 2011 ، واستخدام السلطات السورية ما اسمته العنف المفرط من قبل قوات الامن والشرطة ضد المحتجين ، الامر الذي دعا الاتحاد الاوروبي الى فرض عقوبات اقتصادية على سوريا.

ملف خاص: تطورات الوضع في سوريا

/مصدر: شينخوا/