تقرير إخباري: مبارك الخاضع للإقامة الجبرية محروم من المشاركة في الانتخابات واعتقال أعضاء آخرين من الاخوان المسلمين

القاهرة 22 أغسطس 2013/ ُنقل الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك, الذي أطاحت به ثورة 25 يناير 2011, يوم الخميس على متن طائرة مروحية مجهزة طبيا من محبسه في سجن طرة إلى مقر إقامته الجبرية بمستشفى القوات المسلحة في حي المعادي جنوبي القاهرة.

وضبطت الشرطة المصرية عددا من قيادات جماعة الاخوان المسلمين, التي ينتمي إليها خلفه المعزول محمد مرسي الذي أطاحت به ثورة 30 يونيو الماضي, بينهم المتحدث الإعلامي أحمد عارف, والمستشار القانوني أحمد أبو بركة, وعضو مكتب الإرشاد مصطفى غنيم.

وذكر التليفزيون الرسمي أن مبارك وصل إلى مستشفى القوات المسلحة بالمعادي, بعد أن نقلته مروحية مجهزة طبيا من منطقة سجون طرة.

وقال اللواء مصطفى باز، مساعد وزير الداخلية لقطاع مصلحة السجون, إن نقل مبارك إلى مستشفى القوات المسلحة بالمعادى جاء "بناء على طلب شخصي منه", وبعد أن استلمت مصلحة السجون قرارا من النيابة العامة بنقل الرئيس الأسبق بعد أن اتضح أنه لم يعد مطلوبا على ذمة قضايا أخرى.

ويأتي نقل مبارك غداة حكم غرفة المشورة بمحكمة الجنح المستأنفة بشمال القاهرة إخلاء سبيله في قضية حصوله على هدايا باهظة الثمن من المؤسسات الصحفية القومية بدون وجه حق, وهي آخر القضايا التي كان محبوسا على ذمتها.

وإثر صدور الحكم الأربعاء، قرر رئيس الوزراء حازم الببلاوي ، نائب الحاكم العسكري للبلاد، وضع مبارك تحت الإقامة الجبرية, وذلك " في إطار حالة الطوارئ" التي أعلنها الأربعاء قبل الماضي الرئيس المؤقت عدلي منصور لمواجهة أعمال العنف التي نشبت بعد فض اعتصامات أنصار مرسي.

وفي هذا السياق، قال الفقيه القانوني عصام الإسلامبولي , إن الإقامة الجبرية نظمها قانون الطوارئ, والذي أعطى الحق لرئيس الجمهورية بوصفه الحاكم العسكري أو نائب الحاكم العسكري وضع أي شخص تحت الإقامة الجبرية, خلال فترة حالة الطوارئ.

وأضاف الإسلامبولي لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن "الشخص الصادر بحقه قرارا بوضعه رهن الإقامة الجبرية يسري عليه القرار إلى أن يتم إعلان إلغاء حالة الطوارئ".

وأوضح الإسلامبولي أن "مبارك خلال خضوعه للإقامة الجبرية لا يحق له التصويت أو الترشح في الانتخابات, أو ممارسة الحقوق السياسية, وإن كان من حقه استقبال ذويه ومن يوافق عليهم, وذلك باخطارات وموافقات مسبقة"

وشاطره الرأي الدكتور علي الغتيت، رئيس المجلس الاستشاري لرئيس الوزراء الأسبق أستاذ القانون الدولي, الذي قال "إن إخلاء سبيل مبارك لا يعني تبرأته من هذه القضايا, وإنما جاء احتراما لقانون الإجراءات الجنائية, الذي وضع حدا أقصى للحبس احتياطيا, استنفذها الرئيس الأسبق وتخطاها".

وأضاف الغتيت لـ((شينحوا)) أن "مبارك تحت الإقامة الجبرية محروم من ممارسة حقوقه السياسية المختلفة, وخاصة المشاركة في أية انتخابات تصويتا وترشحا".

وجاء نقل مبارك إلى مستشفى المعادي في وقت ألقت أجهزة الأمن القبض على عدد من قيادات جماعة الاخوان المسلمين, وحبس آخرين احتياطيا بتهم التحريض على العنف والقتل.

ونقلت وكالة أنباء ((الشرق الأوسط)) الرسمية المصرية أن الشرطة ألقت القبض على أحمد عارف، المتحدث الرسمي باسم الاخوان المسلمين، في أحد العقارات السكنية بمدينة نصر شرقي القاهرة.

كما ألقت الشرطة القبض على أحمد أبو بركة، المستشار القانوني للاخوان المسلمين, ومصطفى غنيم عضو مكتب الإرشاد بالجماعة, وتم إيداعهما سجن ليمان طرة وسط إجراءات أمنية مشددة.

وضبطت الشرطة أيضا كلا من حسن البرنس وفتحي شهاب القياديين بالجماعة, وسط أنباء لم يتسن التأكد منها عن اعتقال القيادي البارز محمد البلتاجي الصادر بحقه أكثر من قرار من النيابة العامة بضبطه واحضاره لاتهامه في أكثر من واقعة بالتحريض على العنف.

وضبط الشرطة كذلك عددا من قيادات الاخوان في عدة محافظات من بينها البحيرة والغربية والسويس.

بموازاة ذلك, أمرت النيابة العامة بحبس الدكتور محمد بديع، المرشد العام للاخوان المسلمين 15 يوما، على ذمة التحقيق في اتهامات بالتحريض على العنف والقتل في محيط ميدان رابعة العدوية بالقاهرة أثناء اعتصام أنصار مرسي.

ووجهت النيابة إلى بديع "تهم التحريض على القتل والشروع فيه واختطاف وتعذيب مواطنين بمحيط اعتصام رابعة العدوية, والتحريض على حرق منشأة حكومية".

فضت الشرطة بالقوة اعتصام أنصار مرسي في ميدان رابعة العدوية الأربعاء قبل الماضي, بعد أكثر من شهر على بدئه, ما أدى إلى أعمال عنف غير مسبوقة في القاهرة والمحافظات أسفرت عن مقتل أكثر من 850 شخصا.

كما أمرت نيابة أمن الدولة العليا بحبس مراد علي، المستشار الإعلامي لحزب الحرية والعدالة, المنبثق عن جماعة الاخوان المسلمين, والذى تم القبض عليه الأربعاء، لمدة 15 يوما احتياطيا على ذمة التحقيقات في اتهامات ببث دعايات كاذبة بالخارج من شأنها المساس بالأمن القومي للبلاد.

ووجهت النيابة إلى مراد علي اتهامات بـ" الانضمام إلى جماعة مؤسسة على خلاف أحكام القانون, الغرض منها تعطيل مؤسسات الدولة عن تأدية عملها, والاعتداء على الحريات الشخصية والوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي, وكان الإرهاب أحد وسائلها لتنفيذ أغراضها".

في غضون ذلك, وجه المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية, عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي الإلكتروني ((فيسبوك)), رسالة لشباب جماعة الاخوان قال فيها "إن مصر تفتح لهم ذراعها", ودعاهم إلى "رؤية الأمور بوضوح بعدما سقطت الأقنعة عن معظم قيادات الاخوان الذين حاولوا الهرب, وترك الشباب يواجهون مصيرهم أمام غضب الشعب".

لكن التحالف الوطني لدعم الشرعية, الذي أسسته جماعة الاخوان وقوى إسلامية مؤيدة لمرسي, أعلن عن تنظيم 28 مسيرة بعد صلاة الجمعة في إطار فعاليات أطلق عليها "جمعة الشهداء".

وأوضح التحالف في بيان أن المسيرات ستخرج من 16 مسجدا بالقاهرة, و12 مسجدا بالجيزة, لكنه لم يشير إلى وجود أية نية للاعتصام في أي مكان أو وجهة محددة تتجه لها المسيرات.

ملف خاص: تطور الوضع المصري بعد عزل محمد مرسي

/مصدر: شينخوا/