تقرير إخباري: تحقيقات مكثفة لكشف مرتكبي محاولة اغتيال وزير داخلية مصر وسط ردود فعل خارجية منددة

القاهرة 6 سبتمبر 2013/كثفت أجهزة الأمن المصرية اليوم (الجمعة) تحقيقاتها لتحديد مرتكبي محاولة اغتيال وزير الداخلية اللواء محمد أبراهيم ، التى اسفرت عن مقتل مجند شرطة وإصابة 21 أخرين، وسط ردود فعل دولية منددة بالحادث.

وذكرت بوابة (الاهرام) الالكترونية أن أجهزة الأمن تكثف التحقيقات مع ستة من المشتبه فيهم بتنفيذ محاولة الاغتيال الفاشلة التى تعرض لها أمس الخميس وزير الداخلية، كما أجرت تحليل الحمض النووي لأشلاء عثر عليها وثبت انها لمنفذ الهجوم.

ونقلت عن مصدر أمنى رفيع بوزارة الداخلية أن الأجهزة الأمنية تقوم حاليا باستجواب مالك السيارة التى استخدمت لاستهداف موكب وزير الداخلية للوقوف على مدى صلته بالحادث الإرهابى.

وأوضح المصدر أنه تم التوصل إلى مالك السيارة من خلال فحص ارقام الموتور والشاسيه الخاصين بها بالادارة العامة لمرور القاهرة حيث تبين أنه مقيم بمنطقة حدائق القبة فى القاهرة.

وأشار المصدر إلى أن وزير الداخلية تلقى تقريرا من جهات سيادية بالدولة قبيل محاولة اغتياله تفيد بوجود مخطط لاستهداف موكبه واغتياله.

وأضاف أن التقرير تضمن رصد مخطط لعناصر إرهابية بسيناء بالتعاون مع عناصر خارجية لاغتيال وزير الداخلية، لافتا إلى أن أجهزة الأمن كثفت من إجراءاتها لتأمين موكب الوزير عقب تلقيها هذه المعلومات.

وتابع أن محاولة اغتيال وزير الداخلية تشير إلى تورط عناصر أجنبية فى الحادث نظرا لطريقة ارتكاب الحادث والتقنية التى استخدمت فى التفجير.

وأردف أن وزير الداخلية عقد اجتماعا مع مساعديه لبحث إجراءات تأمين جميع الوزراء حيث سيتم مراجعة إجراءات وخطط التأمين الخاصة بهم وبجميع المنشآت الحيوية منعا لتكرار حوادث التفجير.

ولفت المصدر إلى أن الايام المقبلة ستشهد إجراءات تأمين مشددة لجميع المنشآت العامة والأماكن الحيوية لطمأنة المواطنين بعدم تكرار مثل هذه الحوادث، وذلك بالمشاركة بين الشرطة وقوات الجيش لضمان تحقيق أقصى درجات التأمين لحياة المواطنين.

وفى الأثناء، نظم المئات من المصريين اليوم الجمعة مسيرة طافت مختلف أرجاء حى المعادى بالقاهرة تنديدا بالحادث الإرهابى الذي استهدف موكب وزير الداخلية أمس.

وحمل المشاركون في المسيرة الأعلام المصرية، ورددوا هتافات مؤيدة للقوات المسلحة ووزارة الداخلية، وأخرى مناهضة لجماعة (الإخوان المسلمين) التى وصفوها بالإرهابية.

كما شارك المئات فى مسيرة أخرى بمدينة كفر الدوار فى محافظة البحيرة شمال القاهرة، لتأييد الجيش والشرطة للوقوف ضد الإرهاب ومحاربته.

وانطلقت المسيرة من مسجد النور، وجابت الشوارع حتى وصلت إلى مركز شرطة كفر الدوار، رافعين الأعلام المصرية وصور الفريق أول عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع والإنتاج الحربي، وسط رقص الخيول على الطبل البلدى، والأغانى الوطنية.

إلى ذلك، أعلنت وزارة الصحة اليوم وفاة مجند متأثرا بإصابته فى التفجير الإرهابي الذى استهدف أمس وزير الداخلية .

وذكرت أن المجند علي سيد عبدالعظيم توفى متأثرا بتهتك فى خلايا المخ، اصيب به خلال محاولة اغتيال وزير الداخلية بعبوة ناسفة، فيما لا يزال 13 من إجمالي 21 مصابا يتلقون العلاج بالمستشفيات.

فى حين ذكرت وزارة الداخلية ان عدد القتلى من الشرطة منذ فض اعتصام انصار مرسي فى 14 أغسطس الماضى وحتى اليوم بلغ 117 قتيلا فيما وصل عدد المصابين إلى 1063 مصابا.

واوضحت الداخلية ان من بين القتلى 28 ضابطا، و39 فرد شرطة، و49 مجندا،وموظف مدني.

وتوالت ردود الفعل الداخلية حيال محاولة الاغتيال، حيث أكدت جماعة (الدعوة السلفية) ،المنبثق عنها حزب (النور) ثاني أكبر الأحزاب الإسلامية، رفضها " رفع السلاح والاغتيالات سواء للأفراد أو للمسئولين أو أصحاب الرأي مهما بلغ الخلاف السياسي أو الأمني أو الفكري معهم".

وذكرت الدعوة، في بيان، أنه لا ينبغي المسارعة باتهام أحد بارتكاب محاولة اغتيال وزير الداخلية، مشيرة الى" أنها لا تستبعد وقوف جهات أجنبية وراء الحادث سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة لا سيما مع ما أسفرت عنه التحقيقات الأولية من أن العبوة الناسفة المستعملة ليست محلية الصنع ، ومع احترافية التنفيذ كما صرحت بعض القيادات الأمنية ، ومن ثم فيجب الانتظار حتى تثبت التهمة على أحد وعندئذ يجب أن ينال العقوبة الرادعة".

وأهابت الدعوة السلفية بـ"كل الاتجاهات الإسلامية أن تسارع بالتبرؤ من هذا الفعل، وتحصين شبابهم من هذا الفكر حتى لا تستغلهم أي جهة داخلية أو خارجية أو يدفعهم اليأس الذي يستبد ببعضهم إلى الاشتراك في عمليات تضر ولا تنفع وتستهين بدماء الأبرياء".

كما أهابت بوزراة الداخلية أن ترد على هذه العمليات بالالتزام بالقانون وعدم اللجوء إلى أسلوب العقاب الجماعي.

وأكدت " أن الحل الأمني دائمًا لا يكفي، بل لابد من الحل السياسي ، والتصحيح الفكري والمنهجي من كل القوى السياسية، وضرورة تصحيح الخطاب الإعلامي الذي ينشر الكراهية والعداوة والإقصاء، ويدفع البعض إلي اليأس ثم التكفير ثم القتل، مع ضرورة ملاحقة المتورطين بالأسلوب العلمي العادل والقانوني ، دون توسعة دائرة الاشتباه الذي يؤدي إلي توسيع دائرة الانحراف والعنف".

بدوره، أكد الازهر الشريف ، أكبر مؤسسة دينية فى العالم الاسلامي، أن محاوَلة اغتيال وزير الداخلية لن تزيد الشعب المصري إلا تماسكا وتوحدا، في مواجهة مثل هذه الجرائم التي أثبتت التجارب فشلَها خِلال العقود الماضية وتحطمت على صخرة إرادة الشعب المصري.

ورأى الأزهر فى بيان " أن مثل تلك الأعمال الإجرامية والإرهابية لن يكَتب لها النجاح أبدا، ولن يكتَب لأصحابها إلا الخزي والخذلان".

ووصف محاولة اغتيال وزير الداخلية بأنها "عمل إجرامي إرهابي ينم عن الخسة والجبن وموجه بصفة أساسية ضد استقرار الوطن وأمنه".

وعلى صعيد ردود الافعال الخارجية، أعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية هونغ لي اليوم عن إدانة الصين للتفجير الذى تعرض له وزير الداخلية المصري.

وقال هونغ " لقد اطلعنا على التقارير المعنية، ونتوقع أن مصر ستقوم بعملية انتقال سياسية شاملة للسلطة، وستعيد النظام والاستقرار الاجتماعي".

من جهتها، أدانت فرنسا بأشد العبارات محاولة الاغتيال الفاشلة التى تعرض لها اللواء محمد إبراهيم، وقال فيليب لاليو المتحدث الرسمى باسم الخارجية الفرنسية،فى مؤتمر صحفى اليوم الجمعة، إن بلاده تستنكر وبشدة الهجوم الذى وقع أمس بالقاهرة لدى مرور موكب وزير الداخلية.

وأضاف أن فرنسا تعرب عن تعاطفها مع عائلات الضحايا وتضامنها مع الشعب المصري، مشددا على أن باريس تؤكد مجددا رفضها للإرهاب بكل أشكاله. بدورها، أدانت روسيا بشدة محاولة اغتيال وزير الداخلية المصري، داعيةً إلى استبعاد جميع أساليب العنف من أجل تحقيق الأهداف السياسية.

وأكدت موسكو ، في بيان أصدرته وزارة الخارجية الجمعة، أن السير في طريق الإصلاح الذي طال انتظاره في البلاد يخدم مصالح كل مكونات الشعب المصري.

وأشارت إلى أن الإصلاح يجب أن يجري على أساس حوار واسع بمشاركة كل القوى السياسية الرئيسية في البلاد.

كما استنكرت أمريكا عبر سفارتها بالقاهرة الحادث، حيث أرسل القائم بأعمال السفير الأمريكي بالقاهرة ديفيد ساترفيلد رسالة خطية إلى وزير الداخلية محمد إبراهيم، أعرب فيها عن إدانته للحادث الذى وصفه بـ" العمل الجبان".

/مصدر: شينخوا/