تحقيق : حملات شعبية في مصر تدعم ترشح السيسي للرئاسة

القاهرة 25 سبتمبر 2013 /في ميدان التحرير وسط القاهرة، رمز الثورة في مصر، وقف مصريون يجمعون توقيعات المارة على استمارات تأييد لترشح وزير الدفاع عبدالفتاح السيسي لانتخابات الرئاسة المقبلة في حملة من بين عدة حملات شعبية لدعمه رئيسا لمصر.

وجمع منسقو "الحملة الرسمية لدعم الفريق اول عبدالفتاح السيسي رئيسا لمصر" اليوم (الأربعاء) نحو ستة الاف و600 توقيع من مواطنين على استمارات تأييد للسيسي، حسب ما قال منسقها العام عيسى المطعني.

وتحمل الاستمارة بيانات الموقعين، وشعار الحملة، ومكتوب فيها " انا الموقع ادناه ادعم الفريق اول عبدالفتاح السيسي للترشح لرئاسة جمهورية مصر العربية وذلك لما قام به والقوات المسلحة فى ثورة 30 يونيو من مساندة للشعب المصري فى ثورته".

ويقول المطعني لوكالة أنباء ((شينخوا)) إنه " منذ ثورة 30 يونيو الماضى ولدت لدينا فكرة تأسيس حملة لتشكيل ضغط شعبي على السيسي حتى يترشح في انتخابات الرئاسة المقبلة".

وتابع أن " فكرة الحملة جاءت نتيجة قيام السيسي بمساعدة الشعب في 30 يونيو، كما أنه شخصية متزنة ومنضبطة ورجل متدين، والبلاد في أمس الحاجة له كقائد ذي خلفية عسكرية لينتشلها من الفوضى".

وانحاز السيسي الى مطالب ملايين المصريين الذين خرجوا للشوارع والميادين فى 30 يونيو الماضى للمطالبة باسقاط نظام الرئيس محمد مرسي، واعلن فى الثالث من يوليو الفائت عقب اجتماع مع رموز سياسية وشبابية ودينية خريطة طريق تم بموجبها عزل مرسي.

ونصت خريطة الطريق على تولي رئيس المحكمة الدستورية العليا المستشار عدلي منصور رئاسة البلاد مؤقتا، وتشكيل حكومة تكنوقراط، وتعديل الدستور تمهيدا لاجراء انتخابات برلمانية ورئاسية جديدة.

وتقوم حاليا لجنة تتألف من خمسين عضوا باجراء تعديلات على دستور 2012 الذى تم اقرار خلال حكم مرسي، وكان محل خلاف بين التيارين الديني والليبرالي.

ومن المقرر اجراء الانتخابات عقب اقرار التعديلات الدستورية التي سيتم طرحها في استفتاء على الشعب في غضون شهرين ونصف من الان.

ونفى المتحدث باسم القوات المسلحة العقيد اركان حرب احمد محمد علي، نية الفريق السيسي الترشح في انتخابات الرئاسة.

وقال علي في تصريحات سابقة إن وزير الدفاع " فخور بقيادته للقوات المسلحة..ويكفيه فخرا ان يرى هذا التلاحم غير المسبوق بين الشعب وقواته المسلحة، وانه لا يتطلع لاكثر من ذلك".

لكن بالرغم من موقف السيسي الا أن حملات دعمه رئيسا تسير على قدم وساق.

ويقول المطعني إن الحملة بدأت فعالياتها في الشارع المصري مطلع سبتمبر الجاري لجمع توقيعات المواطنين على استمارات لتأييد ترشيح السيسي.

وتابع أن الحملة طبعت نحو مليوني استمارة كمرحلة أولى، ويقوم منسقوها في محافظات مصر وفى 25 دولة عربية واجنبية بتوزيعها على المواطنين للحصول على توقيعاتهم.

وتستهدف الحملة جمع توقيعات 20 مليون مواطن يؤيدون ترشيح السيسي، لممارسة ضغط شعبي على الاخير لدفعه نحو الترشح في انتخابات الرئاسة، حسب المطعني.

وقال : عندما نجمع التوقيعات المستهدفة سوف ندعو اصحابها الى التظاهر والاعتصام في ميدان التحرير، وامام وزارة الدفاع " لاجبار الفريق السيسي على الترشح، ونرى انه لن يرفض رغبة الشعب".

وواصل: نحن على يقين انه بعد حشد 20 مليون مواطن، فان السيسي سيستجيب" لطلبهم بالترشح.

ويقول محيي نوح المسؤول بالحملة الرسمية لدعم السيسي رئيسا، إن " السيسي هو الاقدر على حكم مصر خلال الفترة القادمة، ولا احد على الساحة السياسية لديه القدرة مثله على حكم مصر ".

وأضاف نوح، وهو لواء جيش متقاعد، أن " السيسي ساعد الثورة في 30 يونيو، لازالة نظام مرسي الذى افسد البلاد واهدر هوية الدولة" ما يجعلنا نقول ان وزير الدفاع هو" انسب واحد يتولى حكم مصر" خاصة انه "استطاع ان يحافظ على هوية الدولة وهيبتها داخليا وخارجيا".

وواصل ان " الشعب ينظر للسيسي كبطل قومي يستطيع ان يقود مصر، لذلك نطلب منه الترشح في الانتخابات، واذا خاضها اعتقد انه سيكتسح".

وأقر مرشحون سابقون للرئاسة، بينهم الأمين العام السابق للجامعة العربية رئيس لجنة الخمسين لتعديل الدستور عمرو موسى، ورئيس التيار الشعبي حمدين صباحي، بأن السيسي هو الأكثر شعبية في الوقت الحالي، وأنه سيفوز بالانتخابات لو قرر الترشح.

والى جانب الحملة الرسمية لدعم الفريق اول عبدالفتاح السيسي رئيسا لمصر، انتشرت حملات اخرى مماثلة تدعو لنفس الهدف، منها حملة (كمل جميلك)، وحملة (نريد).

وأعلنت حملة (نريد) أنها جمعت حتي الآن 964 ألف استمارة من المواطنين لتأييد السيسي، بحسب الدكتور عبد العزيز عبد الله الأمين العام للحملة.

وقال عبدالله، فى مؤتمر صحفي اليوم، إنه تم جمع هذا العدد في القاهرة وعدة محافظات قليلة، مشيرا إلى أنه سيتم الاتجاه خلال أول اكتوبر لبقية المحافظات للحصول على توقيعات المواطنين لدعم الفريق السيسي .

وطالب جموع الشعب بدعم هذه الحملة، التى قال أنها ستتوجه باستمارات التأييد إلي المحكمة الدستورية العليا استنادا إلي قاعدة أن الشعب هو مصدر السلطات.

لكن الدكتور جمال سلامة رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة السويس توقع ان يظل الفريق السيسي على موقفه الرافض للترشح فى انتخابات الرئاسة.

وقال سلامة ان السيسي اعلن عدم الترشح فى الانتخابات واعتقد انه لم يكن يناور، مضيفا ان المكانة التى يحظى بها حاليا لدى الجيش وقلوب المواطنين افضل من مكانة رئيس الجمهورية.

واعتبر الحملات الداعية الى ترشيح السيسي مجرد " مبادرات شخصية" من مواطنين، لكن قرار الترشح سوف يتوقف على وزير الدفاع الذي سيقرر ما اذا كان سيخوض الانتخابات ام لا.

وحول امكانية ان تدفع هذه الحملات وزير الدفاع الى الترشح، قال سلامة " لا اظن ان هذه الحملات سيكون لها تأثير على قرار السيسي"، لكن اذا عقد العزم على الترشح فان هذه الحملات سوف تكون مفيدة له، لانها تمثل نوعا من الدعم الشعبي والمعنوي له.

وعزا تعدد هذه الحملات الى دور وزير الدفاع فى "ثورة 30 يونيو"، واحتياج الشعب حاليا الى المؤسسة العسكرية، ويأس المواطنين من السياسيين، وعدم وجود شخصية تنافس السيسي على الساحة السياسية.

وواصل ان السيسي يحظى بشعبية كبيرة، ولو خاض الانتخابات سأعطى صوتي له، واعتقد انه سينجح باكتساح، وقد يحصل على اصوات تصل الى 90 فى المئة من الناخبين، وأي واحد سيترشح امامه سيظلم نفسه.

/مصدر: شينخوا/