تقرير إخباري: آشتون تؤكد دعم الاتحاد الأوروبي لخارطة الطريق في مصر وتدعو إلى عملية سياسية شاملة

القاهرة 3 أكتوبر 2013/أكدت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون يوم الخميس دعم الاتحاد لخارطة الطريق في مصر, التي دعتها إلى عملية سياسية شاملة, في خطوة رأتها القاهرة تعكس الإدراك الأوروبي المتزايد لحقيقة الأوضاع في البلاد .

وقالت آشتون, في مؤتمر صحفي في ختام زيارتها, "لم آت لمصر للوساطة أو التدخل", معتبرة أن "العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي مهمة ونريد البناء عليها ... والاتحاد يعمل عن كثب مع الحكومة المصرية لدعمها".

ووصلت آشتون إلى القاهرة مساء الثلاثاء في زيارة امتدت ثلاثة أيام, وهي الثالثة لها منذ عزل الرئيس محمد مرسي في الثالث من يوليو الماضي.

والتقت المسؤولة الأوروبية في وقت سابق يوم الخميس كلا من الرئيس المؤقت عدلي منصور, ووزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي, ونائب رئيس الوزراء زياد بهاء الدين, وشيخ الأزهر الإمام الأكبر أحمد الطيب, وبابا الأقباط تواضروس الثاني, وحركة (6 ابريل) الشبابية.

وعقدت آشتون الأربعاء لقاءات مع وزير الخارجية نبيل فهمي, وممثلي التحالف (الوطني لدعم الشرعية) المؤيد للرئيس المعزول محمد مرسي, وحزب (النور) السلفي, وعمرو موسى رئيس اللجنة المكلفة بتعديل الدستور.

وأضافت آشتون أن "الاتحاد الأوروبي شريك قوى يعمل مع الحكومة والمجتمع المدني وغيرهما لبحث كيفية مساندة المصريين وخاصة الأكثر احتياجا".

وتابعت آشتون قائلة "تم التباحث حول الأوضاع السياسية, وأهمية أن تسير مصر إلى الأمام", مشيرة إلى أنها ناقشت مع عمرو موسى" العمل الذي يجرى من أجل كتابة الدستور, وأهمية مبدأ الشمولية للتأكد من أن المستقبل السياسي لمصر هو في أيدي الشعب المصري".

وردت آشتون على سؤال حول استمرار رفض جماعة (الأخوان المسلمين) المشاركة في العملية السياسية وإصرار الاتحاد الأوروبي على مبدأ الشمولية، بقولها "إن الشمولية تعني محاولة إدماج الجميع ومد اليد للجميع".

ومضت آشتون قائلة "إنه من المهم إيجاد طرق للحوار, وهذا ما يقوم الاتحاد الأوروبي بتشجيع الجميع عليه, ليس لأننا نتدخل, لكن لأن لدى الاتحاد الأوروبي خبراته, لأننا نعرف من خلال خبراتنا في أوروبا مدى أهمية التفاعل والاندماج في العملية السياسية".

وأردفت آشتون قائلة "هناك حاجة للاستمرار في تحقيق ذلك, وهذه عملية لا تتحقق بين يوم وليلة, لكنها تستغرق وقتا وهناك أهمية لاستمرارها ... إننا لا نصر على أي شيء, فهذه بلدكم ونحن سعداء أن نكون شركاء معكم, وداعمين لمصر في طريقها لإيجاد ديمقراطية بشكل شمولي".

وواصلت آشتون قائلة "لابد من إيجاد وسيلة للسير إلى الأمام على أن تسمح للناس بالمشاركة بشكل كامل في العملية السياسية. من المهم أن يشعر الجميع أنهم قادرون على المشاركة في العملية السياسية بشكل عام في المستقبل".

وحول لقائها مع وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي، قالت آشتون إنه استمر وقتا طويلا وتم خلاله بحث عدد كبير من الموضوعات مثل الوضع في سيناء, وتحسين الاقتصاد, والطريق الذي تسير فيه الحكومة إلى قدما، مضيفة "من المهم القول بأن لدي شعور حقيقي بإن الجميع يسعى للسير إلى الأمام بطريقة صحيحة".

وردا على سؤال حول موقف الاتحاد الأوروبي إذا ما قرر الفريق السيسي خوض الانتخابات الرئاسية القادمة, قالت "الأمر متروك للأفراد ليحددوا إذا ما كانوا يريدون خوض انتخابات أم لا ... وليس لدي فكرة وليس لدى الاتحاد الأوروبي على الاطلاق أية رؤية حول ذلك, وشعب مصر هو الذي سيحدد من يريد أن يكون مرشحا ومن سيصوتون له".

من جهته, قال السفير إيهاب بدوي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، إن آشتون أوضحت أن زيارتها للقاهرة تأتي في إطار الإعداد لاجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في 21 أكتوبر الجاري, مشيرا إلى أنها أعربت عما لمسته من أوضاع إيجابية في مصر.

وأضاف بدوي, في مؤتمر صحفي, أن آشتون أكدت استمرار المساعدات الأوروبية لمصر, وأنها سوف تبذل مساعيها لدى المؤسسات المالية الأوروبية المختلفة لدعم القاهرة.

وأشار بدوي إلى أن آشتون أكدت على دعم الاتحاد الأوروبي لخارطة الطريق في مصر, وأثنت على الجهد الذي تقوم به لجنة الخمسين لتعديل الدستور, وما لمسته خلال لقائها مع عمرو موسى رئيس اللجنة من توجه باعتماد دستور يعبر عن كل المصريين.

وتنص خارطة الطريق التي أعلنها وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي في الثالث من يوليو الماضي بتأييد رموز سياسية ودينية وشبابية, وعزل بموجبها مرسي, وعين خلفا له المستشار عدلي منصور رئيسا مؤقتا للبلاد, على تعديل الدستور وإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية جديدة.

وتقوم لجنة تتألف من 50 عضوا منذ الثامن من سبتمبر الماضي بتعديل الدستور الذي تم إقراره في عهد مرسي وكان محل خلاف بين التيارين الديني والليبرالي, ومن المقرر أن تنتهي اللجنة من مهمتها في غضون 60 يوما من بدء أول اجتماع لها, على أن ترسل مسودة التعديلات إلى الرئيس منصور الذي سيطرحها بدوره على الشعب في استفتاء عام.

وأوضح بدوي أن آشتون قالت للرئيس منصور إنها تقوم في حديثها مع 28 دولة بالاتحاد الأوروبي بشرح الصورة التي لم يفهمها الكثيرون للأوضاع في مصر, لأنهم كانوا يتابعونها عبر الشاشات التليفزيونية دون غيرها.

وأكد بدوى أن الرئيس منصور عبر عن تقديره للإدراك الأوروبي المتزايد لحقيقة الأوضاع في مصر, التي تسير في اتجاهين أولهما سياسي يتضمن تنفيذ خريطة الطريق, والثاني أمنى حيث تخوض القاهرة حربا ضروسا ضد الإرهاب, مؤكدا أن مصر مصممة على مواجهة الإرهاب واقتلاعه من جذوره.

ودشن الجيش المصري حملة عسكرية في سيناء تتواصل منذ شهور, لتصفية البؤر الإرهابية والقضاء على العناصر الجهادية والتكفيرية, لاسيما بعد أن شهدت شبه الجزيرة أعمال عنف عديدة استهدفت خصيصا قوات الجيش والشرطة.

بدوره, دعا نائب رئيس الوزراء وزير التعاون الدولي زياد بهاء الدين، آشتون إلى العمل على تنشيط برنامج المساعدات الأوروبية لمصر, من أجل المساهمة في تحقيق النمو الاقتصادي المأمول والاستقرار السياسي.

وقال بهاء الدين خلال لقائه المسؤولة الأوروبية أن كلا المسارين الاقتصادي والسياسي متداخلان ولا يمكن تحقيق تقدم كاف في أيهما دون الآخر, مشيرا إلى أن الحكومة المصرية اتخذت خطوات لتنشيط الاقتصاد وإخراجه من العثرات التي يعاني منها, وذلك عبر إجراءات عاجلة تهدف لمواجهة الأزمات الفورية أو تلك التي تهدف لوضع الأساس لإعادة إنطلاق الاقتصاد من جديد.

/مصدر: شينخوا/