تقرير اخباري: أشتون تبحث مع عدد من المسئولين والقوى السياسية بالقاهرات تطورات الأوضاع في مصر

بقلم/ عماد الأزرق

القاهرة 2 أكتوبر 2013 / أجرت كاترين أشتون الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية للإتحاد الأوروبى، اليوم (الاربعاء) عدة لقاءات بالقاهرة مع عدد من المسئولين السياسيين وممثلي القوى السياسية، بحثت خلالها تطورات الأوضاع في مصر السياسية والاقتصادية والأمنية، وكيفية الخروج من المأزق الحالي.

وبحثت أشتون مع وزير الخارجية المصري نبيل فهمى مجمل العلاقات الثنائية بين مصر والإتحاد الأوروبى، خاصة الملف المالى لهذه العلاقات فى إطار برنامج المساعدات التى يقدمها الإتحاد لمصر، والعلاقات التجارية بين الجانبين.

كما بحثا سبل جذب الاستثمارات وتوصيات مجموعة العمل المشتركة بين مصر والاتحاد الأوروبى التى عقدت فى نوفمبر 2012 بجوانبها المختلفة، والتعاون بين مصر ومؤسسات التمويل الاوروبية فى الفترة القادمة خاصة مع بنك الاستثمار الأوروبى والبنك الأوروبى للاعمار والتنمية.

وتعد زيارة اشتون الحالية لمصر، والتي بدأتها مساء أمس الثلاثاء،هي الزيارة الثالثة لمصر منذ الاطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي في 3يوليو الماضي.

وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية السفير بدر عبد العاطى أن زيارة ممثلة الاتحاد الاوربى للشئون الخارجية والأمنية لمصر تأتى فى اطار الاهتمام بمصر باعتبارها أكبر دولة عربية ومحور الاستقرار للشرق الأوسط.

ونفى عبد العاطى في تصريحات للتليفزيون المصري قيام أشتون باي جهود وساطة في مصر، مؤكدا أن "مسألة الوساطة مرفوضة شكلا وموضوعا وغير مقبولة على الاطلاق والسيدة آشتون اكدت على انها لاتحمل اية مبادرات وانها لايمكن ان تتدخل فى الشأن الداخلى المصرى .

وكانت أشتون قد وصلت إلى القاهرة أمس الثلاثاء فى زيارة لمصر هى الثالثة منذ عزل الرئيس محمد مرسي فى الثالث من يوليو الماضى.

وأعلن عمرو موسي رئيس لجنة الخمسين لتعديل الدستور بمصر عقب لقائه مع المسئولة الأوروبية، أنه استشف خلال اللقاء تطورا ايجابيا في الموقف الأوروبي من تطورات الأوضاع فى مصر.

وقال موسي في مؤتمر صحفي عقده عقب اللقاء ،"إن أشتون تزور مصر حاليا لتتابع الوضع الحالي وتحدثت عن نتائج زيارتها للأمم المتحدة وما يتعلق بمصر في إطار اهتمام الاتحاد الاوربي بها"، مشيرا الى أنالاتحاد الأوروبي يضع مصر في بؤرة اهتمامه من خلال تحقيق خريطة المستقبل.

وأوضح أن لقاءه مع أشتون تناول أيضا رغبة الاتحاد الأوروبي في مساعدة مصر من منطلق فهمه لاحتياجاتها الأساسية وفي مقدمتها الاحتياجات الاقتصادية.

وأكد أن الاتحاد الأوروبي عازم علي دعم الحركة المصرية نحو المستقبل ويتطلع الي الوضع الجديد الذي بدأ يظهر في مصر، مشيرا إلى أن أشتون ستقدم تقريرا عن نتائج زيارتها لمصر الي مجلس وزراء الاتحاد الاوروبي خلال الاسبوعين القادمين.

ونفي موسي ان يكون اللقاء تطرق الي فكرة الافراج عن قيادات الاخوان المتهمين في عدة قضايا او الحديث عن المصالحة الوطنية.

يشار الى أن عمرو موسى يرأس لجنة الخمسين لتعديل الدستور الذي تم تعطيله بموجب خارطة الطريق التي أعلنها الفريق أول عبدالفتاح السيسي في 3 يوليو الماضي بدعم من قوى سياسية ودينية وشبابية.

كما التقت اشتون مع الدكتور احمد الطيب شيخ الازهر، وتم خلال الاجتماع استعراض مستجدات الأوضاع والمتغيرات الراهنة فى مصر ودور الأزهر، والجهود المبذولة لإعادة الاستقرار والأمن والمبادرات التى سبق وأطلقها الأزهر بشأن تطورات الأوضاع الداخلية ، وكذا استعراض جهود الاتحاد الاوربى لدعم استقرار الأوضاع فى مصر.

وأكد الطيب خلال اللقاء، بحسب وكالة أنباء (الشرق الأوسط)، أن موقف الاتحاد الأوروبي أو أمريكا من الشعب المصري يحتاج الي تصحيح والوقوف مع الحقائق لا مع العواطف التي تنقلها بعض الفضائيات التي اعتمدت علي الكثير من الأكاذيب.

واعرب الطيب ،عن رفضه أي تدخل أجنبي لتحجيم ارادة الشعوب وإن أي حل للازمة المصرية يجب أن ينبع من داخل الارادة الوطنية للشعب المصري وهو قادر علي تجاوز الأزمة والوصول إلي حلول نهائية.

من جهتها، أوضحت اشتون تفهمها لإرادة الشعب المصري، وأنها لم تصف يوما ما حدث في مصر بالانقلاب مؤكدة دعم الاتحاد الأوربي لاستقرار مصر سياسيا واقتصاديا، وانه هذا الدعم الأوربي لمصر سيستمر في رحلة الديمقراطية والاستقرار.

كما التقت اشتون بوفد ضم كل من محمد على بشر القيادي بحزب الحرية والعدالة الذراع السياسي لجماعة الاخوان المسلمين وعمرو دراج عضو المكتب التنفيذي للحزب وهدى عبد المنعم القيادية الاخوانية ومحمد عبد اللطيف القيادي بحزب الوسط ممثلين عن التحالف الوطني لدعم الشرعية الذي يضم مؤيدين للرئيس المعزول محمد مرسي وعماد عبد الغفور رئيس حزب الوطن السلفي.

ويخوض التحالف الوطني لدعم الشرعية مواجهة عنيفة مع القوى المؤيدة لخارطة الطريق، مطالبا بعودة الشرعية من خلال عودة الرئيس المعزول، والدستور المعطل ومجلس الشورى المنحل.

كما اجتمعت الممثل الاعلى للسياسة الخارجية والامنية بالاتحاد الاوروبى مع الدكتور اشرف ثابت القيادى بحزب النور "السلفي"، والذي صرح بأن اشتون اشارت خلال اللقاء الى التجربة السابقة باوروبا وإمكانية الوصول لحلول برغم الخلافات من خلال الحوار وطالبت بمتابعة الحوارات .

وقال ثابت اننا استفسرنا منها عن المساعدات التى سبق ان وعد بها الاتحاد الاوروبى لمصر نوفمبر الماضى ، واستعادة الأموال المهربة لأوربا من رموز نظام مبارك.

وحول امكانية ان تلعب أشتون دورا للوصول إلى حل بالنسبة للازمة الحالية بمصر، قال إن الخروج من الازمة هو أمر وطنى مصرى خالص ولابد من وجود رغبة لدى الاطراف المصرية فى الحل، مشددا على ان اى طرف لديه رغبة فى العودة للعمل السياسى لابد ان يساهم فى الوصول الى حل .

وحول ما ذكره الدكتور عمرو دراج القيادي بحزب الحرية والعدالة عقب لقاء اشتون من ان تحالف الشرعية هو الذى يمثل الشعب وبالتالى تيار الاسلام السياسى، قال ثابت إن لا يمكن لاى حزب موجود أن يدعى انه الممثل الوحيد للإسلام، كما أنه لايمكن لأي حزب أو تيار سياسي أن يزعم انه الممثل الوحيد للشعب.

والتقت اشتون ايضا مع البابا تواضروس الثاني بابا الاسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، وأكد تواضروس خلال اللقاء دعم الكنيسة لخارطة الطريق الانتقالية كما اطلعها على الاعتداءات التي استهدفت المسيحيين وكنائسهم من قبل العناصر الارهابية منذ يوم 14 اغسطس الماضي.

وتلتقي المسئولة الأوروبية غدا مع كلا من الرئيس المصرى المؤقت عدلي منصور، ورئيس الوزراء حازم الببلاوي، ونائبه زياد بهاء الدين، ووزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي.

/مصدر: شينخوا/