تحليل إخباري: هل تلجأ مصر إلى الخيار العسكري ضد حركة حماس

القاهرة 26 سبتمبر 2013 / تباينت تقديرات المحللين العسكريين والسياسيين اليوم (الخميس) للخيار العسكري الذى لوحت مصر باستخدامه ضد حركة المقاومة الاسلامية (حماس).

ورأى محللون أن احتمال لجوء القاهرة لهذا الخيار"ضعيف للغاية"، بينما توقع آخرون أن تستخدم مصر القوة اذا استمرت حماس فى ممارساتها التى وصفوها بالمعادية، فى حين عده فريق ثالث مستبعدا تماما.

وقال وزير الخارجية المصري نبيل فهمى، معلقا على العلاقات مع حماس،" بلا شك هناك توتر حاليا ..ومؤشرات كثيرة سلبية"، وذلك فى مقابلة مع جريدة (الحياة) التى تصدر من لندن نشرت الثلاثاء الماضي.

وأضاف إن " هناك شوائب كثيرة جدا لعلاقة حماس بالنظام القديم (نظام الرئيس المعزول محمد مرسي)، وعلاقتها وأطراف فلسطينية أخرى بالعمل الارهابي داخل سيناء ".

وتشهد سيناء أعمال عنف تستهدف خصيصا قوات الجيش والشرطة، لكن وتيرتها زادت بعد عزل مرسي فى الثالث من يوليو الماضى، ما دفع القوات المسلحة إلى تدشين حملة أمنية بالتنسيق مع الشرطة لتطهير شبه الجزيرة من العناصر التكفيرية والجهادية، بالتزامن مع هدم الانفاق مع غزة، وغلق معبر رفح قبل ان يتم فتحه جزئيا امام الفلسطينيين.

وحذر الوزير المصري " اذا شعرنا ان هناك اطرافا فى حماس او اطرافا اخرى تحاول المساس بالامن القومي المصري فسيكون ردنا قاسيا " يتضمن "خيارات عسكرية امنية"، مؤكدا " لن نقبل المساس بالامن القومي المصري أو بالسيادة المصرية".

ورأى الخبير الاستراتيجي طلعت مسلم، ان من حق مصر ان تحافظ على أمنها، وأن تطالب حماس بمراعاة العلاقات، لكن احتمال اللجوء للخيار العسكري ضد هذه الحركة "ضعيف للغاية".

وقال مسلم، وهو لواء عسكري متقاعد، لوكالة أنباء (شينخوا)، " كنت اتمنى على وزير الخارجية ألا يستخدم هذه اللهجة"، لاسيما " ان التهديد بخيارات خشنة ليس الاسلوب الافضل".

وتابع إن احتمال قيام مصر باستخدام الخيار العسكري ضد حماس"ضعيف للغاية"، قبل ان يستدرك " لكن لا اريد ان استبعد هذا الخيار بشكل نهائي".

وأوضح أن وضع القوات المسلحة المصرية فى سيناء لا يسمح لها بالتدخل بشكل مباشر ومؤثر فى غزة، لان ذلك يتطلب عبورها المنطقة "ج" بسيناء، التى وفقا لاتفاقية السلام مع اسرائيل لا يجوز ان يتواجد بها قوات الجيش.

وعن اسباب التصعيد فى العلاقات، اعتبر مسلم أن علاقات حماس بجماعة (الاخوان المسلمين)،التى ينتمى اليها مرسي، وتداعيات هذه العلاقات ونتائجها اساس التوتر الحالي مع مصر، مشيرا إلى المظاهرات التى خرجت فى قطاع غزة ورفعت شعار ميدان "رابعة العدوية" بما يشكل استفزازا للسلطات المصرية.

وفضت الشرطة المصرية اعتصامي أنصار مرسي بميدان رابعة العدوية بالقاهرة وميدان نهضة مصر بالجيزة فى 14 أغسطس الماضى، فى خطوة تلتها أعمال عنف، أسفرت عن مقتل أكثر من 850 شخصا، ما دفع السلطات إلى إعلان حالة الطوارئ وفرض حظر التجوال.

وأضاف مسلم أن معبر رفح الحدودي ايضا من اسباب التوتر، حيث يحمل فلسطينيو غزة مصر المسئولية عن غلق معبر، الذى اصبح مصدر قلق للقاهرة.

وواصل ان مصر مسئولة بشكل أو بآخر عن معبر رفح، لكنها ليست المسئولة الوحيدة، وغلقه يظهرها أمام المواطن الفلسطيني وكأنها سبب معاناته، فى حين ان سبب المعاناة هو الخلافات بين حماس وفتح التى لولاها لما اصبحت هناك مشكلة معابر.

ورد على سؤال حول ما اذا يتوقع ان يكون لحماس اصابع فيما تشهده سيناء من إحداث عنف، بقوله " ليس لدى دليل على ان حماس متورطة فى سيناء لكن قد يكون أعضاء من حماس متورطة أو أطراف من غزة ".

وتابع ان هناك تساؤلات يجب ان تجيب عليها حماس حول وجود مراكز فى غزة لتدريب المسلحين، ووجود بعض العناصر المتورطة فى اغتيال افراد الجيش فى سيناء بالقطاع الفلسطيني رغم ان مصر طلبت دون جدوى من حماس تسليمهم لها.

فى المقابل، توقع اللواء محي نوح امين عام الجبهة المصرية للدفاع عن القوات المسلحة ان تستخدم مصر الخيار العسكري ضد حماس اذا استمرت الاخيرة فى اعمالها التى وصفها بالمعادية، والاعتداء على الحدود المصرية.

وقال نوح لـ(شينخوا)، إن مصر لن تترك ارضها مستباحة لحماس، التى قال إن لها "بلا شك اصابع" فيما يحدث بسيناء من احداث عنف وتخريب.

وأشار إلى أن حماس تمارس منذ عزل مرسي افعالا مستفزة للشعب المصري، حيث تواجد منتمون لها فى سيناء، كما تواجدوا فى ميدان رابعة العدوية خلال اعتصام انصار مرسي.

غير ان الدكتور عبدالعليم محمد الباحث بمركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية عد التصريحات المصرية " نوعا من التلويح بالقوة، لعدم استخدام القوة"، مشيرا إلى أن وزير الخارجية نبيل فهمي " يريد فقط ان يقول لحماس ان مصر دولة قوية قادرة على الردع".

واستبعد تماما ان تقوم مصر بمواجهة عسكرية مع حماس لاسباب عدة منها قيمة القضية الفلسطينية بالنسبة لمصر والمصريين، مضيفا ان العلاقات مع فلسطين اكبر من اى فصائل.

وواصل ان حماس فصيل ضعيف، استمد قوته من الاخوان المسلمين، والان ظهر حجمه الحقيقي، وتساءل" من تكون حماس حتى تدخل مصر فى مواجهة معها؟".

وأوضح أن " ما يجب عمله الان هو ان يستمر الجيش فى تطهير سيناء من البؤر الارهابية، وهدم الانفاق مع غزة، وفتح معبر رفح، وتكثيف الاجراءات الامنية على الحدود " لان التلويح بالقوة ليست كافيا لردع حماس.

/مصدر: شينخوا/