تحليل اخباري: ماذا وراء زيارة كيري لمصر قبل يوم واحد من محاكمة مرسي؟

القاهرة 3 نوفمبر 2013/ أثار التوقيت الحساس لزيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الى مصر يوم الأحد قبل يوم واحد من بدء محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي التكهنات بين السياسيين والمحللين حول الأسباب الحقيقية وراء الزيارة.

والتقى كيري، وهو أرفع مسؤول أمريكي زار مصر منذ عزل مرسي، الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور ووزير الدفاع عبد الفتاح السيسي ووزير الخارجية نبيل فهمي، كما عقد اجتماعا مغلقا مع عدد من رموز المجتمع المدني .

وخلال زيارته، أكد كيري أن بلاده ملتزمة ومستمرة في دعم الحكومة المصرية المؤقتة في تنفيذ خارطة الطريق للانتقال للمسار الديمقراطي، قائلا إن الشراكة بين البلدين ستكون أقوى ما يمكن عندما تمثل مصر حكومة مدنية منتخبة ديمقراطيا على أساس سيادة دولة القانون والحريات الأساسية ووجود اقتصاد تنافسي مفتوح .

وأكد كيري أن تعليق المساعدات عن مصر ليس عقابا لكنه أمر يعكس القانون الأمريكى بعد الأحداث التي جرت في 3 يوليو عندما تم عزل مرسي.

ورغم أن جدول زيارة كيري لم يتضمن عقد أية اجتماعات مع ممثلين من الإخوان المسلمين، إلا أن بعض الخبراء هنا رأوا أن توقيت هذه الزيارة مهم وله علاقة ما بمحاكمة مرسي.

وقال أحمد أبو الخير، مساعد وزير الخارجية السابق، إن " زيارة كيري لها علاقة بمحاكمة مرسي".

وأضاف أبو الخير، لوكالة ((شينخوا))، " لا يمكن أن استبعد أن كيري جاء لايجاد مخرج لمرسي وجماعته.. مواقف الولايات المتحدة كانت في صالح الجماعة منذ عزل مرسي".

وتابع قائلا " لقد جاء كيري اليوم ليعرض على مصر الثمن الذي يمكن أن تدفعه الولايات المتحدة لانقاذ مرسي وجماعته".

وقال أبو الخير إن محاكمة مرسي ربما تكشف العديد من الأسرار التي تؤثر سلبا على صورة واشنطن في حال أعلنت.

كما أعربت عدة أحزاب وحركات سياسية عن شكوكها إزاء زيارة كيري، التي جاءت قبل يوم واحد من محاكمة مرسي وعدد من قيادات الأخوان بتهمة التحريض على القتل والعنف في أحداث قصر الاتحادية في ديسمبر 2012.

ورغم تأكيد وزارة الخارجية المصرية أن زيارة كيري ليس لها علاقة بمحاكمة مرسي، حذرت عدة أحزاب سياسية من أي تدخل أجنبي في محاكمة الرئيس المعزول، مؤكدة إنها لا تقبل بأية املاءات من الخارج.

وخلال اجتماعه مع وزير الخارجية المصري، قال كيري إنه اتفق مع الوزير فهمى على أهمية إعطاء المصريين الحق فى محاكمات عادلة والمثول أمام القضاء ووجود محاكمات قانونية شفافة.

ومن جانبها، تكهنت هدى راغب ، استاذة العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، أن واشنطن خففت موقفها تجاه مصر بالنظر إلى عدم لقاء كيري بالإخوان .

وقالت راغب " لم يشر كيري إلى محاكمة مرسي بالتحديد حتى أنه لم يجتمع مع الإخوان"، مضيفة أن الولايات المتحدة بدأت في اظهار جانبها "الأكثر ليونة" تجاه مصر.

وتابعت لوكالة ((شينخوا)) "انهم يبحثون فقط عن سبل استعادة العلاقت الطبيعية مع مصر مرة أخرى ويبحثون عن حل قانوني لذلك".

وقال كيري في مؤتمر صحفي مشترك عقب لقاء نظيره المصري إن مصر شريك مهم والحكومة الأمريكية ملتزمة بالعمل مع الحكومة الانتقالية ودعم الشعب المصري.

وفترت العلاقات بين البلدين بعد أن قررت الولايات المتحدة في 9 أكتوبر تعليق جزء كبير من المساعدات العسكرية وتجميد 260 مليون دولار مساعدات نقدية من جملة مساعدات تقدمها الى حليفها في الشرق الأوسط سنويا بواقع 1.5 مليار دولار.

وقال كيري ان "الرئيس أوباما عمل بجد للتأكد من عدم وجود أى تعطيل أو أية أشياء سلبية فى العلاقة مع مصر".

وقالت راغب " الولايات المتحدة تحاول إيجاد مخرج لاستعادة العلاقات الطبيعية مع القاهرة بعد أن شعرت بخطر تراجع نفوذها في المنطقة وخاصة بعد أن أعلن وزير الخارجية المصري أن مصر سوف تنوع مصادرها لتلبية احتياجاتها الأمنية".

وأضافت راغب قائلة" سواء استؤنفت المساعدات الأمريكية أم لا فإن العلاقات مع الولايات المتحدة لن تعود الي سابق أيامها الذهبية، لأن مصر تميل الى بناء علاقات متزنة مع جميع الدول في العالم ولن تقبل بأي تدخل في شئونها الداخلية".

بيد أن الخبير السياسي بمركز الاهرام للدراسات الاستراتيجية وحيد عبد المجيد قال إن زيارة كيري هي زيارة طبيعية للتشاور مع الحكومة الانتقالية في أول محطة له في جولته الى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأوربا.

وقال " كيري جدد تأكيده فقط على موقف الولايات المتحدة بأن العلاقات الطبيعية والدعم الكامل لمصر ما زال مشروطا بنجاح المصريين في الوصول الى حياة سياسية ديمقراطية".

وأضاف " إذا فشلت مصر مجددا في إكمال الانتقال الديمقراطي، فانها لن تفقد علاقاتها مع الولايات المتحدة فقط، وإنما أيضا مع دول أخرى سوف تنظر اليها بطريقة سلبية".

/مصدر: شينخوا/