تقرير اخباري: 27 قتيلا و34 جريحا في حادث قطار في مصر

القاهرة 18 نوفمبر 2013 / قتل 27 مصريا وأصيب 34 اخرون اليوم (الاثنين) فى حادث تصادم قطار مع سيارتين فى منطقة دهشور بمحافظة الجيزة، جنوب غرب القاهرة، بحسب احصائية رسمية، وسط مطالبات للحكومة بتحمل "مسؤوليتها السياسية كاملة" عن الحادث، الذى وقع فى ذكرى حادث مماثل بأسيوط راح ضحيته 51 طفلا.

وقال رئيس هيئة الاسعاف أحمد الانصاري ان حصيلة ضحايا الحادث وصلت إلى 27 قتيلا و34 مصابا، مشيرا الى انه تم نقل الجثث الى عدة مستشفيات هي الهرم و"6 أكتوبر" المركزى، و"أم المصريين"، ومستشفى "الشيخ زايد" المركزي.

واشار الى وجود 21 سيارة اسعاف في موقع الحادث لنقل الضحايا الى المستشفيات.

وقام رجال الدفاع المدني بتقطيع سيارة ميني باص لاستخراج الجثث والاشلاء من داخلها، فيما تم توقيف عاملي المزلقان.

ونعى رئيس الوزراء حازم الببلاوي ضحايا الحادث الاليم، مشيرا الى انه يتابع التطورات مع وزيري النقل والصحة، بحسب وكالة انباء (الشرق الاوسط).

وشدد الببلاوي على ضرورة الاسراع فى التحقيق فى اسباب الحادث ومحاسبة المسؤول اذا ثبت ان هناك قصورا.

بينما توجه وزير النقل ابراهيم الدميري الى موقع الحادث، وامر بتشكيل لجنة فنية للوقوف على اسبابه وتحديد المسؤول عن وقوعه.

من جهته، قال المهندس حسين زكريا رئيس هيئة السكك الحديدية إن الحادث وقع عند اصطدم قطار بضائع محمل بالطفلة (صخور) قادم من محافظة أسوان ،جنوب القاهرة، بأتوبيس"ميني باص" وسيارة نصف نقل فجر اليوم عند الكيلو 48 على خط الواحات البحرية.

وناشد رئيس الهيئة المواطنين الالتزام بتعليمات ولوائح المرور على المزلقانات، وعدم اقتحام المركبات والسيارات والافراد للمزلقانات وهى مغلقة، حرصا على سلامتهم.

واوضح زكريا أن قائد القطار فوجيء باقتحام الـ"ميني باص" وسيارة النقل المزلقان رغم غلقه بالجنازير وتشغيل الأجراس والأنوار.

لكن عاملا المزلقان قالا ان جرس الانذار والاشارة الحمراء بالمزلقان كانتا معطلة، وانهما حاولا وضع السلسلة الحديدية لغلق المزلقان فلم يسعفهما الوقت فى الوصول اليها حيث كانت سرعة القطار اقوى من سرعتهما، بحسب بوابة (الاهرام) الالكترونية.

فى حين اكد سائق القطار ومساعده ان المزلقان لم يتم اغلاقه قبل الحادث،وانهما اطلقا صفارة الانذار عشرات المرات لكنهما فوجئا باصطدام مقدمة القطار بسيارة نقل ضخمة، ما ادى الى انبعاث كمية من الدخان والاتربة الكثيفة، تلاها أصوات تكسير وصراخ وبكاء اطفال ونساء.

واشار الى انه كان يسير بسرعة 50 كيلو مترا فى الساعة تقريبا، وانه امسك فرامل القطار بعد كيلو ونصف تقريبا من موقع الحادث.

وقرر النائب العام هشام بركات بفتح تحقيق عاجل فى الحادث، وبالفعل انتقل فريق من النيابة الى موقع الحادث والمستشفيات، حيث تم سماع اقوال المصابين، الذين أكدوا انهم كانوا قادمين من منطقة حلوان بالقاهرة حيث حضروا حفل زفاف احد اقاربهم.

واوضح المصابون أنهم فى طريق عودتهم الى منازلهم فى محافظة الفيوم جنوب القاهرة فوجئوا عند وصولهم الى مزلقان دهشور بعدم تواجد اي من العاملين بالمزلقان، بالاضافة الى ان المصابيح الموجود على جانبيه كانت مطفأة تماما.

وقالت احدى المصابات تدعى نوال حمدي (42 عاما)، وتعاني من ارتجاج فى المخ، انها فقدت اربعة من اشقائها فى الحادث، بينما اصيب زوجها ويعالج فى غرفة مجاورة لها.

واضافت ان اسرتها تلقت دعوة لحضور حفل زفاف احد اقاربها بمنطقة حلوان، وانها رفضت فى البداية الذهاب الى الحفل وطلبت ايضا من اشقائها الاربعة البقاء فى الفيوم للتفرغ لاعمالهم، لكنهم اصروا على حضور الحفل فذهبوا جميعا.

وتابعت " كنا ما يقرب من 45 شخصا من عائلة واحدة نستقل ميني باص، وفوجئنا عندما وصلنا الى المزلقان بقيام القطار باصطدام سيارة كانت تسير عكس اتجاهنا، وفى اقل من لحظة لم نشعر بشيء، وفوجئنا بوجودنا داخل مستشفى الهرم".

وقرر محافظ الجيزة علي عبدالرحمن صرف خمسة الاف جنيه لاسرة كل متوف، والفين جنيه للمصاب فى حادث دهشور،( الدولار الامريكي يعادل 6. 8 جنيه مصري).

وقال ان هيئة السكك الحديدية تقوم حاليا باتخاذ الاجراءات الفنية واعادة تسيير الخط مرة اخرى بعد ازالة اثار الحادث.

بدوره، طالب عمرو موسى رئيس لجنة تعديل الدستور"الحكومة بتحمل مسؤوليتها السياسية كاملة عن الحادث"، مشيرا الى انها "لو لم تعالج الاهمال والفساد فلن يتوقف نزيف الدم".

واوضح موسى فى بيان انه "خلال ذكرى مأساة قطار اسيوط (التى راح ضحيتها 51 طفلا) تأتى اليوم كارثة جديدة فى دهشور سببها الاهمال ايضا"، ولفت الى ان "جميع قطاعات النقل الجماعى فى مصر تحتاج الى مراجعة وصيانة،مراجعة للضمائر وصيانة للارواح".

وقدم موسى التعازي لاهالي ضحايا الحادث، وطالب بتحقيق فوري لمعرفة المتسببين فيه.

فيما طالبت حركة (6 ابريل) الشبابية باقالة الحكومة، ومحاكمة المسؤولين الحقيقيين عن الحادثة التى وقعت "نتيجة للاهمال المتكرر"، واصفة وزارة النقل العام بانها " وزارة القتل العام" لكثرة حوادث الطرق والقطارات.

وتتعدد حوادث القطارات والطرق فى مصر بسبب ضعف الصيانة، وانتفاء الرقابة، ورعونة العاملين.

/مصدر: شينخوا/