تعليق: آثار إعلان الحكومة المصرية جماعة الإخوان المسلمين " منظمة إرهابية"

استهدف مبنى مديرية أمن الدقهلية بمدينة المنصورة عاصمة محافظة الدقهلية شمال القاهرة هجوما إرهابيا يوم 24 ديسمبر الجاري، أدى إلى سقوط 15 قتيلا وأكثر من 100 جريحا. وقد هز هذا الهجوم الإرهابي الخطير المجتمع المصري، وأعلنت الحكومة المصرية عن أن جماعة الإخوان المسلمين " منظمة إرهابية"، مما أثار قلقا عميقا حول ما إذا كان الإرهاب قد وضع إقدامه في مصر دون عودة.

وإذا نظرنا إلى الوضع الحالي في مصر، فإن اعتبار جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية له مدلول سياسي إلى حد كبير، حيث يمكن أن يحد من عودة الإخوان إلى السياسة مرة أخرى على المدى القصير، لكن له تأثير كبير سياسي واجتماعي على المدى الطويل.

أولا، الضغط المبالغ فيه قد يجبر جماعة الإخوان المسلمين على سلط طريق الإرهاب في مواجهة الحكومة المصرية. وقد عبر الكثيرون في مصر وخارجها عن قلقهم إزاء احتمال استعادة جماعة إخوان المسلمين أداة العنف لمواجهة الحكومة بعد إزاحة محمد مرسي في يوليو هذا العام. وفي الواقع، تنقسم جماعة الإخوان المسلمين في الداخل إلى قوتين واحدة معتدلة وأخرى متطرفة، ولا يستبعد أن تنحني القوة المتطرفة نحو اتجاه خطير تحت الضغط الشديد من قبل الحكومة. وفي الوقت نفسه، فإن قمع جماعة الإخوان المسلمين قد يؤدي إلى سلك طريق المنظمات الإرهابية.

ثانيا، الإعلان عن حظر نشاط جمعية الإخوان المسلمين، وإلقاء القبض على عدد كبير من كبار قادتها لم يؤثر كثيرا على التأثير الاجتماعي الكبير للإخوان، ولا يزال هناك عدد كبير من أعضائها وأتباعها. وفي الوقت نفسه، فإن تأثير جماعة الإخوان المسلمين واسع في جميع أنحاء العالم الإسلامي على غرار العديد من الفروع وأكثر من مليون من أتباعها. كما أن القليل من الدول التي تعتبر جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية حتى الآن. كما أن اعتبار الحكومة المصرية جماعة الإخوان المصرية منظمة إرهابية له تأثير اجتماعي كبير قد ينتقل إلى خارج الحدود المصرية.

ثالثا، اعتبار جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية لا يفضي إلى ترتيبات سياسية مواتية العام المقبل. ووفقا لخارطة الطريق، تستعد مصر للاستفتاء على الدستور الجديد في منتصف يناير العام المقبل، ومن المقرر أن يليها الانتخابات البرلمانية والرئاسية. وتولي الحكومة المصرية المؤقتة أهمية كبيرة لهذه الترتيبات السياسية حتى لا تتعطل بسبب الهجمات الإرهابية وغيرها من الأحداث الأخرى. وبالرغم من أن لافتة منظمة إرهابية قد تستبعد جماعة الإخوان المسلمين من الانتخابات، إلا أن حضر تأثير جماعة الإخوان المسلمين في السياسة تماما دائما ما كان يبوء بالفشل طيلة محطات التحول السياسي في تاريخ مصر الحديث.

وفي هذا الصدد، قال عضو اللجنة التنفيذية في جماعة الإخوان المسلمين أن إعلان الحكومة المصرية جماعة الإخوان المحظورة جماعة إرهابية يهدف إلى اعتراض الإخوان، وأن الجماعة سوف تواصل الاحتجاج. في الواقع، أن نهج الحكومة المصرية في تعاملها مع جماعة الإخوان المسلمين قد يؤدي إلى المزيد من تمزيق المجتمع المصري، وولادة فكر إرهابي متطرف يكون له تأثير عميق على الاستقرار السياسي والاجتماعي في مصر. وقد تتمكن مصر من الحفاظ على تراجع طفيف للاضطرابات على المدى القصير، لكن لا يزال من الصعب التنبؤ بالطريق الذي يسلكه الوضع في مصر مستقبلا.

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/