مسؤولون فلسطينيون: إسرائيل أوصلت مفاوضات السلام إلى طريق "مسدودة"

رام الله 15 يناير 2014 / اتهم مسؤولون في منظمة التحرير الفلسطينية اليوم (الأربعاء) إسرائيل بإيصال مفاوضات السلام الجارية بين الجانبين برعاية أمريكية إلى "طريق مسدودة".

وأعلن هؤلاء خلال مؤتمر صحفي عقد في مقر منظمة التحرير في مدينة رام الله بالضفة الغربية للحديث عن الأوضاع الفلسطينية الراهنة، عن بدء تحضيرات فلسطينية جدية لطلب عضوية المنظمات الدولية ومؤسسات الأمم المتحدة المختلفة.

وقال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه خلال المؤتمر، إن العملية السياسية بأكملها "تصطدم بحائط مسدود بفعل الاستيطان والتوسع والتهويد الإسرائيلي".

وأضاف عبد ربه أن الممارسات الإسرائيلية تترافق مع جملة اشتراطات تضعها إسرائيل "لا يمكن لقيادة فلسطينية في الماضي والحاضر والمستقبل القبول بها".

وتابع أن الاشتراطات الإسرائيلية تقوم على السيطرة الأمنية على حدود الدولة الفلسطينية المستقبلية من كل جانب خصوصا منطقة الأغوار لاقتطاع أجزاء واسعة منها، إلى جانب التحكم بالمعابر الفلسطينية وضم الكتل الاستيطانية.

وأوضح أن الاشتراطات تقوم كذلك، على ضم كل مدينة القدس لإسرائيل، والسيطرة على الأجواء والمياه وحقول الاتصالات بما يفرغ الدولة الفلسطينية العتيدة من أي سيادة ملموسة.

وأكد عبد ربه على التمسك الفلسطيني بموعد مهلة مفاوضات السلام التي استؤنفت برعاية أمريكية نهاية يوليو الماضي وتنتهي مع نهاية أبريل القادم.

وقال بهذا الصدد "لا ننوي تمديد المفاوضات لأن المسالة ليست التزاما بزمن، ولكن نحن جربنا المواقف الإسرائيلية طوال الستة أشهر الماضية، وعليه متمسكون بالموعد المحدد حتى نهاية أبريل ولا نقبل بأي خروج عنه".

وشدد على أن إنقاذ العملية السياسية يتطلب اشتراك المجتمع الدولي والأمم المتحدة بها خاصة ما يتعلق بتفعيل دور اللجنة الرباعية الدولية للسلام في الشرق الأوسط.

وأبدى عبد ربه تمسكا بما وصفه الحق الفلسطيني في طلب عضوية المنظمات الدولية ومؤسسات الأمم المتحدة "لأن ذلك يعتبر أحد مقومات إنقاذ العملية السياسية ووقف التعنت الإسرائيلي الحاصل فيها".

وأعلنت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أول أمس الاثنين، الشروع في إعداد خطة فورية لطلب العضوية الفلسطينية في المؤسسات الدولية، وذلك ردا على استمرار الاستيطان الإسرائيلي.

وطرحت وزارة البناء والإسكان الإسرائيلية بداية الأسبوع الجاري، عطاءات لتسويق 1400 وحدة سكنية جديدة في شرق القدس ومناطق في الضفة الغربية.

من جهته، قال عضو اللجنة عبد الرحيم ملوح، إن توصيات اللجنة السياسية سترفع إلى الرئيس محمود عباس واللجنة التنفيذية خلال 48 ساعة المقبلة.

وأكد عبد الرحيم على وجود إجماع من الفصائل الفلسطينية برفض المفاوضات الجارية، وضرورة التوجه الفوري لطلب عضوية المؤسسات الدولية، مع وجود اختلاف بشأن مواصلة الالتزام بمهلة المفاوضات من عدمه.

بدوره، قال عضو اللجنة التنفيذية للمنظمة تيسير خالد، إن إسرائيل تراجعت خلال المفاوضات عن أي التزام تجاه قضية اللاجئين الفلسطينيين وبدأت تروج إلى أنها قضية دولية بغرض إسقاطها.

وذكر خالد أن إسرائيل تصر على الاعتراف بها كدولة يهودية بهدف إنهاء قضية اللاجئين، والمس بالحقوق السياسية والمدنية للفلسطينيين المقيمين داخل أراضيها، مشددا على رفض الفلسطينيين المطلق لذلك.

وفي السياق، اعتبر عضو اللجنة صالح رأفت، أن المواقف الإسرائيلية في مفاوضات السلام تمثل إسقاطا لكافة المرجعيات الدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية.

ورأى رأفت أنه " لا مجال لإهدار المزيد من الوقت فلسطينيا، ويجب دعوة المجتمع الدولي إلى التدخل بعقد مؤتمر دولي يشارك بها كل أعضاء مجلس الأمن الدولي لوضع آليات تطبيق قرارات الشرعية الدولية موضع التنفيذ الفوري".

كما أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واصل أبو يوسف، على وجوب التوجه الفوري لطلب عضوية المؤسسات الدولية كبديل عن المفاوضات "المحكومة بالفشل بفعل المواقف والممارسات الإسرائيلية".

واستؤنفت مفاوضات السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل نهاية يوليو الماضي برعاية أمريكية على أن تنتهي في أبريل المقبل، وذلك بعد توقف استمر نحو ثلاثة أعوام بسبب الخلاف على البناء الاستيطاني الإسرائيلي.

/مصدر: شينخوا/