تقرير اخباري : اغلاق مراكز الاقتراع وبدء فرز اصوات الناخبين في الاستفتاء على الدستور في مصر

القاهرة 15 يناير 2014 / بدأت عملية فرز اصوات الناخبين فى الاستفتاء على مسودة الدستور فى مصر، بعد اغلاق لجان الاقتراع فى تمام الساعة التاسعة (بالتوقيت المحلي) مساء اليوم (الاربعاء)، بحسب اللجنة العليا للانتخابات.

فى الوقت ذاته، فشل الاخوان المسلمون فى الاحتشاد بمحيط قصر الاتحادية الرئاسي وميدان التحرير، رغم دعوة الجماعة، التى وجه لها وزير الداخلية اللواء محمد ابراهيم رسالة شديدة اللهجة دعاها فيها الى أن تفيق من الأوهام وتنبذ العنف وتعود للصف الوطنى وإلا ستواجه مالا طاقة لها به.

وذكر المستشار مدحت إدريس عضو الأمانة العامة للجنة العليا للانتخابات أنه تم في التاسعة من مساء اليوم إغلاق صناديق الاقتراع في معظم اللجان على مستوى الجمهورية، مشيرا إلى أن عددا من اللجان ظل مفتوحا بعد هذا التوقيت لاستكمال التصويت من قبل الناخبين الذين تواجدوا بها قبل موعد غلقها.

واوضح إدريس أن عمليات فرز الأصوات بدأت على الفور بداخل اللجان الفرعية، التي ستقوم لاحقا بعد انتهاء الفرز بإرسال النتائج إلى اللجان العامة، التي بدورها سترسلها إلى اللجنة العليا للانتخابات تمهيدا لإعلان النتائج النهائية للاستفتاء ، بحسب وكالة انباء (الشرق الاوسط).

وبثت قناة ((النيل)) للاخبار مشاهد مباشرة لعملية الفرز من داخل اللجان الفرعية، التى يقوم رؤساؤها بإجراء حصر لعدد المصوتين، وتحديد الأصوات الصحيحة والباطلة لبيان عدد الذين صوتوا بالموافقة على مشروع الدستور وكذلك الذين صوتوا برفضه.

واشاد رئيس الوزراء الدكتور حازم الببلاوى باقبال كبار السن والنساء والوافدين على التصويت، واعتبرها ظاهرة " ملحوظة وغير متوقعة بتلك الأعداد الكبيرة".

وأكد ان " الشعب المصري انتهز فرصة الاستفتاء على الدستور ليثبت للعالم أجمع بأن مصر عادت إلى أهلها".

وقال الببلاوي في تصريح للتلفزيون المصري اليوم " إن اليوم الأول من الاستفتاء كان مذهلا في النجاح، وأن الشعب كان يؤدي واجبه الانتخابي بشعور المشارك في عرس حقيقي، وذلك يدل على أن المصريين متفائلون بمستقبلهم".

وتبادل رئيس الوزراء الاحاديث الودية مع بعض الناخبين، خلال تفقده اليوم عددا من اللجان الانتخابية بحي مصر الجديدة شرقي القاهرة، مشيرا إلى المظهر الحضاري الذي قدمه الشعب فى ممارسة دوره الوطني فى ظل أجواء تعمها الفرحة والبهجة.

بدوره، اعتبر المتحدث باسم الجيش العقيد اركان حرب احمد محمد علي" ان الجموع الحاشدة التي خرجت للتصويت على الدستور تعد مشهدا عظيما في تاريخ مصر ومسيرة شعبها العظيم ".

وقال المتحدث العسكري، فى بيان على صحفته بموقع فيس بوك تزامنا مع نهاية الاستفتاء، " توج شعبنا سجله المجيد بمشاهد أخذت بألباب العالم للجموع الحاشدة التي سعت من كل فج عميق، في المدن والقرى لتعلن كلمتها التاريخية الواضحة الفاصلة لصنع مستقبلنا بوحدتنا الوطنية، ولحرية إرادتنا في العيش والحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية، وللهوية المصرية السمحة".

واضاف" لبى نداء مصر أبناؤها المخلصون الأوفياء من أجل بناء المستقبل"، مشيرا إلى أن " المشهد (الانتخابي) هو النجاح بعينه الذى يستحق التهنئة والثناء والتمجيد لكل من صنع المشهد (سواء) جماهير الشعب ، ورجال القوات المسلحة ورجال الأمن ورجال الإعلام الذين كانوا صوت الوطن ضد صوت أعدائه".

من جانبه، قال وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم، إن " شعب مصر العظيم سطر في يومي الاستفتاء تلاحما غير مسبوق مع رجال الشرطة والقوات المسلحة، ودافعوا جميعا عن هويتهم المصرية ضد الإرهاب الذي لاحت نهايته وبات وأده مؤكدا".

وأعرب ابراهيم عن سعادته البالغة بالحشود الجماهيرية الغفيرة التي شاهدها خلال يومي الاستفتاء على مشروع الدستور، مؤكدا أن اقبال تلك الحشود على التصويت يدعم خارطة الطريق، ويضمن تقدما نحو الديمقراطية والاستقرار والأمن.

ورأى أن اقبال المواطنين على التصويت ساهم في رفع الروح المعنوية للقوات وزادها اصرارا على أداء مهمتها على أكمل وجه، مضيفا " المصريون حددوا خيارهم والإرهاب زائل لا محالة ومن المستحيل أن يبقى لأن قوات الشرطة والقوات المسلحة قادرة على التصدي بكل حسم وحزم وإفشال أي مخطط إرهابي".

واشار الى بدء قوات الشرطة والجيش فى تنفيذ المرحلة الثانية من خطة تأمين الاستفتاء، التى تتضمن تأمين اللجان أثناء عملية الفرز حتى اعلان النتيجة النهائية للاستفتاء، وذلك بعد انتهاء المرحلة الأولى بتأمين المواطنين أثناء التصويت.

وتابع انه بعد اعلان النتيجة النهائية للاستفتاء سيتم تنفيذ المرحلة الثالثة الخاصة بتأمين الشارع المصري، تحسبا لأية ردود أفعال.

ووجه وزير الداخلية رسالة شديدة اللهجة للاخوان المسلمين قال فيها " ادعوهم للعودة الى الصف الوطني، لأن الزمن لن يعود للوراء مرة أخرى، ففى النهاية لا يصح الا الصحيح".

واردف " عليهم أن يفيقوا من أوهامهم وينبذوا العنف ويعودوا للانخراط في الصف الوطني بدلا من العزلة، مفيش (لا يوجد) قدامهم بديل أو خيار غير الرجوع لمصر الشعب والوطن، وإما سيواجهون مالا طاقة لهم به".

لكن التحالف الوطني لدعم الشرعية، الذى يقوده الاخوان المسلمين، رأى ان الاستفتاء سقط بسبب ما قال انها " مقاطعة ايجابية" من قبل الشعب، واتهم السلطات مسبقا بـ" تزوير ممنهج" للنتائج.

واعتبر انه " كسب جولة جديدة فى الصراع"، وان " الثورة سوف تمضي بكل قوة عبر موجة ثورية جديدة لانهاء الانقلاب".

ودعا التحالف عصر اليوم الشعب الى الاحتشاد بمحيط قصر "الاتحادية" الرئاسي بحي مصر الجديدة في القاهرة، فيما افادت وسائل اعلام محلية ان جماعة الاخوان المسلمين دعت انصارها للتظاهر في ميدان التحرير.

غير ان قوات الأن احكمت اغلاق الميدان، وأوقفت 55 مثيرا للشغب من أعضاء تنظيم الإخوان الارهابي بحوزتهم أسلحة خرطوش وزجاجات مولوتوف حارقة وألعاب نارية خلال تجمعهم في ميداني روكسي والتحرير، بحسب بيان لوزارة الداخلية.

كما فضت الشرطة مظاهرة لأنصار الإخوان بميدان حلمية الزيتون فى القاهرة، واخرى فى حى مصر الجديدة،تردد انها كانت متجهة للقصر الرئاسي.

ووصل عدد الموقوفين من انصار الاخوان خلال يومي الاستفتاء 444 شخصا شاركوا فى أحداث شغب وحاولوا عرقلة سير الاستفتاء، بحسب احصائية رسمية.

وبدأ الاستفتاء على مسودة الدستور في التاسعة من صباح امس الثلاثاء، تحت إشراف قضائي كامل من خلال 13 ألفا و867 قاضيا .

ويبلغ تعداد المواطنين الذين لهم حق التصويت 52 مليونا و 742 ألفا و 139 ناخبا، يتوزعون على 30 ألفا و317 لجنة انتخابية فرعية، تشرف عليها 352 لجنة عامة.

واجرى الاستفتاء وسط تأمين غير مسبوق شارك فيه حوالي 160 الف جندي، و220 الف شرطى.

/مصدر: شينخوا/