تقرير اخباري : مقتدى الصدر يعتزل الحياة السياسية في قرار مفاجىء

بغداد 16 فبراير 2014 / أعلن رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر عن اعتزاله الحياة السياسية واغلاق جميع المكاتب التابعة له في العراق ، مؤكدا انه لم يعد هناك من يمثله في البرلمان أو الحكومة في خطوة مفاجئة جاءت قبل أكثر من شهرين من الانتخابات البرلمانية المقرر اجراؤها نهاية ابريل المقبل.

وقال الصدر في بيان صدر عن مكتبه وحصلت وكالة انباء على نسخة منه اليوم (الاحد) "كوني الوريث الوحيد للشهيد الثاني، أعلن اغلاق جميع المكاتب وملحقاتها وعلى كافة الاصعدة الدينية والا جتماعية والسياسية وغيرها، ولايحق لأحد تمثيلهم والتكلم باسمهم والدخول تحت عنوانهم مهما كان".

وتابع الصدر "ثم اعلن عدم تدخلي بالامور السياسية كافة وأن لا كتلة تمثلنا بعد الان وأي منصب داخل الحكومة وخارجها ولا البرلمان، ومن يتكلم خلاف ذلك فقد يعرض نفسه للمساءلة الشرعية والقانونية".

واشار الى انه ابقى 19 مؤسسة دينية واعلامية وخيرية وعملية، تعمل في بغداد والنجف ومدينة قم الايرانية، تكون تحت ادارته المباشرة او عن طريق لجنة يقوم بتعيينها.

وبرر الصدر القرار بقوله انه جاء "من المنطلق الشرعي وحفاظا على سمعة آل الصدر الكرام ولاسيما الشهيدين الصدرين، ومن منطلق انهاء كل المفاسد التي وقعت او التي من المحتمل أن تقع تحت عنوانها وعنوان مكاتب السيد الشهيد في داخل العراق وخارجه، ومن باب انهاء معاناة الشعب كافة والخروج من افكاك السياسة والسياسيين".

وفي رد فعل على هذا القرار المفاجئ، اعلن عشرة من اعضاء مجلس النواب العراقي عن كتلة (الاحرار) التابعة للتيار الصدري عن استقالتهم من المجلس وانسحابهم من خوض الانتخابات المقبلة.

فيما اعلن العشرات من اعضاء المجالس المحلية التابعين للتيار الصدري وخصوصا في مدن جنوبي العراقي، استقالتهم من مناصبهم تضامنا مع قرار زعيمهم.

وللتيار الصدري 40 مقعدا في مجلس النواب المؤلف من 325 مقعدا فضلا عن ستة وزراء في الحكومة العراقية ، والعشرات من اعضاء المجالس المحلية في بغداد والمحافظات.

ورأى مراقبون ان انسحاب مقتدى الصدر من الحياة السياسية سيؤثر سلبا وبشكل كبير على مكاسب الصدريين الانتخابية لصالح منافسه الاول وهو ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي.

وقال المحلل السياسي عبدالعزيز الجبوري، لـ ((شينخوا)) ان المستفيد الاكبر من قرار الصدر باعتزال الحياة السياسية هو نوري المالكي وائتلاف دولة القانون،حيث ان الصدر وتياره من اقوى منافسيه في الساحة الشيعية.

واعتبر ان قرار الانسحاب يعد بمثابة هدية قدمت على طبق من ذهب للمالكي وائتلافه، خصوصا وانه يسعى الى الحصول على ولاية ثالثة كان التيار الصدري من ابرز معارضيها.

ويعتقد الجبوري ، ان قرار الصدر جاء بعد قراءة للمشهد السياسي في البلاد ومايتصف به من غموض وعدم وجود اي بارقة امل بالاصلاح، فضلا عن قيام العديد من نواب كتلته بالتصويت على المادة 37 من قانون التقاعد الخاصة بامتيازات النواب وكبار المسؤولين بالحكومة، دون الرجوع اليه، فآثر ترك الحياة السياسية.

وهذه هي المرة الثانية التي يعلن فيها، مقتدى الصدر اعتزال الحياة السياسية حيث اعلن عن قرار مماثل في الرابع من شهر اغسطس من العام الماضي، على خلفية الاشتباكات المسلحة التي دارت بين "جيش المهدي"، الجناح العسكري للتيار الصدري و"عصائب أهل الحق" المنشقة عنه بقيادة الشيخ قيس الخزعلي في بغداد.

الا ان زعيم التيار الصدري تراجع عن القرار بطلب من انصار التيار الذين خرجوا بتظاهرات تطالبه بالعدول عن قراره.

وجاء انسحاب الصدر على وقع اعمال عنف بمناطق متفرقة من البلاد تتسبب في سقوط الكثير من القتلى والجرحي بشكل شبه يومي.

واوقعت آخر موجة للعنف اليوم 25 قتيلا معظمهم من افراد القوات الامنية فضلا عن 20 جريحا آخرين.

وقال مصدر في الشرطة العراقية بمدينة كركوك شمال بغداد، ان مسلحين مجهولين هاجموا نقطة تفتيش للشرطة العراقية بمنطقة تازة غرب بغداد، مما ادى الى مقتل خمسة من افراد الشرطة، فيما فر المهاجمون الى جهة مجهولة.

واضاف ان ثلاثة من افراد الجيش العراقي قتلوا وجرح اربعة اخرون واحترقت عربة من نوع همر، عندما هاجم مسلحون مجهولون نقطة تفتيش للجيش في منطقة الرياض (60 كم) جنوب غرب كركوك.

على صعيد متصل، ذكر مصدر في شرطة مدينة تكريت شمال بغداد، ان اثنين من افراد الشرطة قتلا في هجوم مسلح استهدف نقطة تفتيش للشرطة في قرية "شكرا" بمنطقة الشرقاط (110 كم) شمال تكريت.

واضاف ان مدنيين قتلا باطلاق نار من مسلحين مجهولين على طريق المرور السريع غربي تكريت، فيما قتل رجل وزوجته باطلاق نار من مسلحين مجهولين اقتحموا منزلهم في منطقة الدور (25 كم) شرق تكريت.

وتابع المصدر، ان مسلحين مجهولين هاجموا مساء اليوم، نقطة تفتيش تابعة لقوات الصحوة بمنطقة الجزيرة غرب مدينة سامراء جنوب تكريت، مما ادى الى مقتل اربعة منهم واصابة اخر بجروح خطيرة.

واشار الى ان ثلاثة مدنيين قتلوا واصيب عشرة اخرون بجروح بانفجار ثلاث عبوات ناسفة على التعاقب في حي الزهور وسط مدينة تكريت، مبينا ان القوات الامنية اغلقت منطقة الانفجارات ومنعت الحركة فيها حتى اشعار اخر، تحسبا من وقوع هجمات اخرى.

وهاجم انتحاري بسيارة ملغمة نقطة تفتيش للشرطة العراقية قرب جسر الورار شمالي مدينة الرمادي، مركز محافظة الانبار غرب بغداد، مما ادى الى مقتل ثلاثة من الشرطة واصابة اربعة اخرين بجروح.

وقتل مدني واصيب اخر بجروح باطلاق نار من مسلحين مجهولين على سيارة مدنية في منطقة السلام (25 كم) شرق مدينة بعقوبة الواقعة شمال شرق بغداد، وفقا لمصدر في شرطة المدينة.

وتشهد مدن محافظة الانبار ، وخصوصا الرمادي والفلوجة، منذ اكثر من ستة اسابيع، اشتباكات مسلحة بين القوات الامنية العراقية ومسلحين يعتقد انهم من تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش)، اسفرت عن مقتل وجرح العشرات، فضلا عن نزوح اكثر من 300 الف مدني من منازلهم، وفقا لمفوضية شؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة.

ووفقا لبعثة الامم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) ، فقد قتل 8868 عراقيا خلال عام 2013 بينهم 7818 مدنيا، فيما قتل 733 عراقيا واصيب 1229 اخرون نتيجة اعمال العنف التي شهدتها البلاد خلال شهر يناير الماضي، مبينة ان الاحصائية لا تشمل ضحايا العمليات العسكرية بالانبار.

/مصدر: شينخوا/