رام الله 16 فبراير 2014 / شدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم (الأحد)، على أنه لا يوجد حل في المنطقة مع إسرائيل إلا السلام الذي يأتي عن طريق الحوار والمفاوضات.
وقال عباس خلال لقائه في مقر الرئاسة في مدينة رام الله بالضفة الغربية مع نحو 300 طالب إسرائيلي، إن هذا الحل سيأتي باعتراف كل الدول العربية والإسلامية بإسرائيل، وتطبيع علاقاتها معها، مشيرا بذلك إلى مبادرة السلام العربية التي أطلقت عام 2002 ووصفها بأنها أفضل مبادرة للسلام منذ عام 1948.
وتطرق عباس، إلى القضايا محل الخلاف في المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي،لافتا إلى أن الفلسطينيين لايريدون إغراق إسرائيل باللاجئين لتغيير تركيبتها الديمغرافية كما تدعي وسائل الإعلام الإسرائيلية.
وأضاف أن كل ما يريده الفلسطينيون وضع ملف اللاجئين على الطاولة لحلها بحلول خلاقة ومتفق عليها وبشكل يرضي اللاجئين أنفسهم عن اتفاق السلام.
وبشأن مسألة القدس الشرقية قال عباس، "هي أرض محتلة عام 1967 نريدها عاصمة لدولة فلسطين، ولكن لانريد إعادة تقسيمها، فالقدس مفتوحة نبني هنا بلدية وهناك بلدية اسرائيلية وفوقهما جسم من أجل أن ينسق بينهما".
وفيما يتعلق بمسألة الحدود قال عباس، إن حدود الدولة الفلسطينية "هي الأراضي التي احتلت عام 1967، على أن يتم إجراء تبادل طفيف بالقيمة والمثل لتسهيل بند تحديد الحدود"، معتبرا أن هذا الأمر كان "تنازلا" من قبل الفلسطينيين.
وحول مسألة الأمن جدد عباس الدعوة، إلى نشر قوات من حلف شمال الأطلسي (الناتو) في أراضي الدولة الفلسطينية المستقبلية، وعلى جميع المعابر الحدودية، وكذلك داخل القدس.
وجاء لقاء عباس والوفد الطلابي الإسرائيلي بتنظيم من قبل لجنة (التواصل مع المجتمع الإسرائيلي) برئاسة عضو اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) محمد المدني.
وقال المدني لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن اللقاء بين عباس والوفد الطلابي الإسرائيلي هدف إلى وضعهم في صورة الموقف الفلسطيني الحقيقي من عملية السلام في ظل وجود قوى تطرف إسرائيلية تحرض الشارع ضد العملية السلمية.
وأضاف المدني، أن لجنة التواصل لن تتوقف عن الترتيب لعقد لقاءات فلسطينية إسرائيلية ليستمع كلا الجانبين للآخر حتى يتحقق السلام المنشود.
وخلال لقاء عباس مع الوفد الإسرائيلي اعتصم عشرات النشطاء الفلسطينيين قبالة ضريح الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات الذي لا يبعد سوى أمتار عن مكان الاجتماع احتجاجا عليه.
ورفع المشاركون في الاعتصام الذي دعت إليه مجموعة شبابية تطلق على نفسها (قاوم)، الأعلام الفلسطينية، ولافتات تندد بعقد مثل هذه اللقاءات منها (لا تصالح على الدم)، و(طلبة الجامعات الإسرائيلية هم جنود في خدمة الاحتلال)، و(لا لتطبيع).
واعتبرت (قاوم)، أن هذا اللقاء "يعد ضربة لحملة المقاطعة ضد الكيان الصهيوني وتنازلا جديدا عن الثوابت الفلسطينية".
وأثناء الاعتصام انتشر عشرات من عناصر الشرطة الفلسطينية بزي مدني وعسكري لمنع وصول النشطاء للوفد الطلابي الإسرائيلي وعرقلة وصولهم إلى مقر الرئيس عباس.
وفي السياق ، أدانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على لسان المتحدث باسمها سامي أبو زهري اللقاء، معتبرة أنه يمثل "صورة من صور التطبيع مع الإسرائيليين القتلة وتلميعا لصورتهم أمام الرأي العام.
وقال أبو زهري في بيان مقتضب تلقت ((شينخوا))، "نحن ندعو لوقف هذه اللقاءات التي تعكس حالة الانهيار الخطير في المواقف السياسية للسلطة في رام الله".
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn