الحكومة الفلسطينية: قتل الجيش الإسرائيلي فلسطينيا في رام الله يشكل "انتهاكا" جديدا لحقوق الإنسان

رام الله 27 فبراير 2014 / اعتبرت الحكومة الفلسطينية، أن مقتل شاب فلسطيني خلال محاصرته من قبل الجيش الإسرائيلي في منزل سكني في بلدة "بير زيت" في رام الله بالضفة الغربية اليوم (الخميس)، يشكل "انتهاكا جديدا" لحقوق الإنسان والمواثيق الدولية.

وقال المركز الإعلامي الحكومي الفلسطيني في بيان أصدره تنديدا بقتل الشاب الفلسطيني وتلقت وكالة انباء (شينخوا) نسخة منه، إن "اغتيال" معتز وشحة (25 عاما) يمثل "تصعيدا جديدا ويضاف إلى مسلسل القتل اليومي الذي يمارسه الاحتلال بحق شعبنا".

واتهم البيان القوات الإسرائيلية "بتعمد" قتل وشحة، معتبرا أن عملية "الاغتيال هذه وما يوازيها من عمليات قتل، واعتقالات، وهدم للمنازل، واعتداءات للمستوطنين، واستمرار للاستيطان، والتحريض الاعلامي والسياسي الإسرائيلي، تقوض الجهود الدولية المبذولة لإحلال السلام".

وجددت الحكومة الفلسطينية مطالبتها للمجتمع الدولي ومؤسسات حقوق الانسان الدولية، بتحمل مسؤولياتهم والتدخل العاجل لوقف "التصعيد الإسرائيلي الخطير، وما ترتكبه القوات الإسرائيلية من انتهاكات يومية بحق الفلسطينين"، داعية إلى توفير حماية دولية لأبناء الشعب الفلسطيني.

وكان رئيس بلدية "برزيت" حسيب كيلة قال في وقت سابق اليوم ل(شينخوا)، إن قوات إسرائيلية حاصرت المنزل الذي كان يتحصن فيه وشحة لعدة ساعات قبل أن تفجر أغلب أجزائه ما أسفر عن مقتله.

واتهمت منظمة العفو الدولية (أمنستي) القوات الإسرائيلية في تقرير نشرته اليوم على موقعها الالكتروني، بأنها أظهرت "استخفافا واضحا" بحياة البشر من خلال إقدامها على قتل عشرات المدنيين الفلسطينيين، بما في ذلك الأطفال في الضفة الغربية خلال السنوات الثلاث الماضية مع إفلات أفرادها شبه التام من العقاب.

وقالت المنظمة في تقريرها الذي جاء تحت عنوان (سعداء بالضغط على الزناد: تهور الجيش الإسرائيلي في استخدام القوة في الضفة الغربية)، إنها وثقت مقتل 22 مدنيا فلسطينيا في الضفة الغربية العام الماضي، قتل 14 منهم على الأقل في سياق يرتبط بالاحتجاجات، وكان معظم الضحايا من الشباب دون سن ال25 عاما، فيما كان 4 منهم من الأطفال.

وأضافت المنظمة، أنه وفقا للأرقام الصادرة عن الأمم المتحدة، فقد قتل خلال السنوات الثلاثة الأخيرة 45 فلسطينيا على أيدي القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية، مشيرة إلى أن عدد القتلى في عام 2013 كان أكبر من إجمالي عدد الذين قتلوا منهم في عامي 2011 و2012 معا. وذكرت أن 261 فلسطينيا، بينهم 67 طفلا تعرضوا أيضا خلال السنوات الثلاثة الأخيرة لإصابات خطيرة جراء إصابتهم برصاص القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية. واعتبر مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمنظمة العفو الدولية فيليب لوثر، بحسب التقرير، أن ما وصفها "بالأعداد المذهلة" للجرحى بمثابة تذكير مؤلم بالخطر المستمر بلا هوادة والذي يتعرض له ابناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية بشكل يومي". ورحبت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في بيان تلقت (شينخوا) نسخة منه بتقرير منظمة العفو الدولية، مطالبة المجتمع الدولي وفي مقدمته الإدارة الأميركية، بالضغط على إسرائيل "كي تمتثل للشرعية الدولية وقراراتها". كما طالبت اللجنة التنفيذية، "بمحاسبة إسرائيل على جرائمها التي تهدد الجهود الدولية والأميركية المبذولة لإحلال السلام في المنطقة، وأوصلت العملية السياسية القائمة إلى طريق مسدودة". وفي المقابل رفضت وزارة الخارجية الإسرائيلية بشدة الاتهامات التي وجهها تقرير منظمة العفو الدولية، معتبرة أنه غير جدي. وقالت الوزارة وفق ما نقلت الإذاعة الإسرائيلية العامة عنها، إن التقرير لم يأت إلا لغرض العلاقات العامة فضلا عن تشويهه واقع الأمور واستناده إلى إفادات انتقائية للجانب الفلسطيني وحده، منتقدة "تجاهله" عمليات إلقاء الحجارة على المواطنين الإسرائيليين التي أدت إلى إصابة المئات منهم.

ويأتي ذلك في ظل تعثر مفاوضات السلام التي استؤنفت بين الفلسطينيين والإسرائيليين برعاية أمريكية في نهاية يوليو الماضي على أن تنتهي في 29 أبريل القادم بعد توقف استمر ثلاث سنوات.

/مصدر: شينخوا/