تحليل اخباري: عباس يبعث برسالة ايجابية لاسرائيل، إلا أن عقبات كبرى مازالت على طريق السلام

القدس 20 فبراير 2014 / أدلى رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس، على غير عادته، بتصريحات ايجابية بشأن القدس واللاجئين الفلسطينيين، مطلع هذا الاسبوع، خلال كلمة ألقاها أمام طلبة اسرائيليين في رام الله. وقال عباس، الذي كان يصر في السابق على ان تكون القدس عاصمة للدولة الفلسطينية المستقبلية، للطلاب أنه لا توجد حاجة لتقسيم المدينة او لاغراق اسرائيل باللاجئين الفلسطينيين. وظل مستقبل القدس واللاجئين الفلسطينيين الذي غادروا او فروا عندما تأسست اسرائيل، لفترة طويلة من اكثر القضايا الحساسة والجوهرية منذ بدء عملية السلام في التسعينيات. تأتي تصريحات عباس فى وقت يبدو فيه ان وزير الخارجية الامريكي جون كيري يواجه صعوبات في محاولة اقناع الفلسطينيين والاسرائيليين بالاتفاق على اطار عمل من المتوقع ان يؤدي الى توقيع اتفاق سلام نهائي. كان كيري اعلن العام الماضي انه يهدف الى التوصل لإطار عمل مبدئي بحلول ابريل 2014، الا انه مع اقتراب الموعد النهائي، مازالت هناك الكثير من القضايا التى يتعين ان يتفق عليها الاطراف الثلاثة. وقال محللون لوكالة انباء الصين (شينخوا) أمس (الاربعاء) إنه على كيري الاستفادة من كافة المواهب المتوفرة في فريقه لايجاد حل وسط مقبول لكافة الاطراف ومنهم الرئيس الامريكي باراك اوباما. ورغم ان عباس ابدى مرونة فيما يتعلق بقضايا القدس واللاجئين، الا انه مازال يرفض طلب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بالاعتراف باسرائيل كدولة يهودية. كما يعارض نتنياهو اي تقسيم للقدس، التي أشار إليها على أنها عاصمة ابدية لاسرائيل وغير قابلة للتقسيم. ويتهم عباس بتغيير مواقفه لتوافق مستمعيه. فهو يصبح اكثر برجماتية عندما يتحدث الى الجمهور الاسرائيلي والغربي. الا ان البروفيسور مناحم كلين من جامعة بار ايلان قال لشينخوا امس ان ما سمعه الطلاب خرج من "عباس الحقيقى". وقال كلين إن عباس يؤيد حل الدولتين وان عدم تقسيم القدس لا يعني انه ينبغي ان تكون واقعة تحت السيادة الاسرائيلية. ويظهر ذلك تمسك عباس بان تكون فلسطين صاحبة السيادة على القدس الشرقية وان تكون المستوطنات الاسرائيلية حول القدس جزءا من عملية تبادل الاراضي. غير ان مبدأ المدينة المفتوحة امر تحدث عنه عباس لسنوات. كان المبعوث الامريكي الخاص للمفاوضات الاسرائيلية - الفلسطينية مارتين انديك اقترح مؤخرا انسحاب اسرائيل من ووادي الاردن والحدود، التي يعتقد كلين انها ستترك 20 بالمئة من المستوطنين اليهود تحت السيطرة الفلسطينية. وينبغي ان ننظر لذلك على انه "بالون اختبار" من اجل معرفة ما اذا كانت افكاره مقبولة من حيث المبدأ من جانب الزعماء والمواطنين ام لا. الا انه بعد ان عبر الجانبين عن تحفظهما على هذا المقترح، فمن المتوقع ان يعيد الفريق الامريكي تقييم الاقتراح ومحاولة ايجاد رؤية جديدة. وقال كلين "ستكون تحفظات الجانبين خارج اطار العمل وسيكون هذا فشلا، نريد ان تكون كافة التحفظات داخل اطار العمل، ولذلك فينبغي عليهم توسيع الاطار ليكون شاملا وليس اقصائيا". واشار الدكتور مارك هيلر من معهد دراسات الامن القومي في تل ابيب الى انه من العسير للغاية معرفة اين تقف العملية فعلا، حيث ان احد سمات كيري هى انتهاج دبلوماسية القنوات الخلفية بدون اصدار بيانات رسمية منذ استئناف محادثات السلام العام الماضي. وقال هيلر "ان وظيفة الدبلوماسيين هي اضفاء نوع من الغموض". ومع عدم وجود معلومات مؤكدة او دليل ملموس على اى نوع من التصريحات الرسمية، قال هيلر "الشيء الوحيد الذي يمكنك الاعتماد عليه هو الدليل غير المباشر، بمعنى ان الاشخاص المعارضين لتلك التنازلات سيكونوا اكثر عصبية، وربما يعرفون شيئا ما". وأضاف هيلر انه بينما لم يعلن كيري فشله او تخليه عن العملية ، فانه سيبحث عند نقطة ما عن دعم اضافي، مثل الاجتماع المرتقب بين نتنياهو واوباما المقرر في 3 مارس. والي الان، لم يتم الاعلان عن عقد اجتماع بين عباس واوباما".

/مصدر: شينخوا/