تحليل اخباري:التوتر الامريكي الروسي حول اوكرانيا سيبطىء وتيرة الحل السياسي في سوريا

دمشق 4 مارس 2014/ توقع مراقبون سوريون أن يبطىء التوتر الحاصل بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن ما يجري في أوكرانيا ، من وتيرة الحل السياسي للصراع في سوريا كون البلدان هما الراعيان الأساسيان لمؤتمر السلام في هذا البلد العربي الذي مزقته الحرب المستمرة منذ اكثر من ثلاث سنوات.

وقفزت الازمة في أوكرانيا الى صدارة سلم الأولويات الدولية مع تهديد الولايات المتحدة بفرض "عزلة" دولية سياسية واقتصادية على روسيا بسبب ارسالها قوات الى منطقة القرم ذاتية الحكم في اوكرانيا.

وقال امين عام حزب (الشباب السوري الوطني) المعارض ماهر مرهج إن "التوتر الحاصل بين روسيا وامريكا سيؤدي الى بطء في وتيرة الحل السياسي للازمة السورية".

وأضاف مرهج لوكالة انباء ((شينخوا) "لا شك أن التوتر الحاصل بين البلدين على خلفية ما يجري اوكرانيا سينعكس على الوضع السوري خصوصا، وعلى الوضع العالمي عموما،وسندخل في متاهات معقدة".

ورأى المعارض السوري ان "غياب التوافق الدولي بين روسيا وامريكا يعني أن الامور ذاهبة نحو التصعيد وليس نحو الحلحلة السياسية"، مضيفا "ان لم يكن هناك تفاهم بين الدول الكبرى فلن يكون هناك مؤتمر جنيف ولا جولة جديدة من المفاوضات" بشأن السلام في سوريا.

وانطلقت في يناير الماضي محادثات السلام بين الحكومة والمعارضة السورية في جنيف ، وعقدت جولتا تفاوض بحضور المبعوث الاممي الاخضر الإبراهيمي دون التوصل الى نتائج ملموسة، أو اتفاق على موعد عقد الجلسة المقبلة.

وتبادلت الحكومة والمعارضة الاتهامات بشأن عرقلة هذه المفاوضات الرامية الى التوصل الى حل للازمة التي تكمل في منتصف مارس الجاري عامها الثالث.

ويقول مرهج "لمسنا عدم جدية لهذا الحل من خلال طلب مختار لمان مدير مكتب الابراهيمي بدمشق إعفاءه من مهامه ما يعطي انطباعا ان درجة التوافق بين روسيا والولايات المتحدة الامريكية لم تكن واضحة".

وينوي الإبراهيمي تقديم تقرير لمجلس الأمن الدولي حول محادثات (جنيف2) بشأن سوريا في 13 من شهر مارس الجاري.

واستبعد مرهج أن يخرج اجتماع مجلس الامن بأي تصور على صعيد حل الازمة السوري "نظرا لما يحدث في العالم حاليا".

واتفقت روسيا والولايات المتحدة في مايو الماضي على عقد مؤتمر (جنيف 2) بهدف انهاء الازمة السورية من خلال الجمع بين الحكومة والمعارضة السورية لمناقشة امكانية تشكيل حكومة انتقالية.

وفي المحادثات التي انطلقت في 22 يناير الماضي ، طالبت المعارضة بتشكيل هيئة حكم انتقالي بدون أي دور للرئيس السوري بشار الأسد فيها، فيما اصرت الحكومة على منح الأولوية لقضية مكافحة الإرهاب.

وقال المحلل السياسي السوري حميدي العبد الله ان التصعيد الحاصل بين روسيا وامريكا على خلفية ما يحدث في اوكرانيا "سيكون له تأثير قوي جدا على مسار الازمة السورية لانهما يقومان بجهد مشترك من اجل التوصل إلى حل سياسي لهذه القضية".

واشار العبدالله لـ ((شينخوا)) الى ان التعاون بشأن الازمة السورية غير ممكن حاليا في ظل هذا التوتر الذي رأى أن من شأنه أن "يحدث فجوة بشأن بلورة موقف موحد تجاه الحل السياسي للازمة السورية".

واعرب عن اعتقاده بأن تلويح المبعوث الدولي والعربي الى سوريا الاخضر الابراهيمي ومساعده بالاستقالة "يعني ان القناعة بامكانية حل غير متوفرة حاليا".

وأضاف أن "روسيا تعتقد انها لا يمكن ان تقدم أي تنازل للامريكان بسبب الاوضاع في اوكرانيا ، والامريكيين يعتقدون انه لا يمكن ان يقدموا اي تنازل في الملف السوري للضغط على موسكو في الموضوع الاوكراني".

وتدعم الولايات المتحدة ومعها دول غربية المعارضة السورية وتطالب برحيل الرئيس بشار الاسد الامر الذي ترفضه موسكو.

وقال المحلل السياسي مدين ابو سعيد لـ ((شينخوا)) ان للازمة في أوكرانيا تعقيدات وامتدادات دولية وإقليمية وهي تسير سريعا لتطيح بالعلاقات والتفاهمات الروسية مع أمريكا وأوروبا ولن تكون الازمة السورية والتسوية المعدة لها في إطار جنيف 2 بمنأى عن حقيقة الصراع الذي تشهده أوكرانيا".

ورأى ان أزمة أوكرانيا هي انعكاس حقيقي لعمق الصراع الروسي مع أمريكا والغرب لما تمثله أوكرانيا من منطقة جغرافية فاصله بين الجانبين.

/مصدر: شينخوا/