تعليق: ما هو سر شائعات استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا ؟

تناقلت وسائل الإعلام مؤخرا خبرين مهمين حول تطورات الوضع في سورية كل له دلالته. الأول، تبادلت الحكومة السورية والمعارضة الاتهامات باستخدام غاز سام في هجوم استهدف قرية كفرزيتا في ريف حماة وأدى إلى مقتل شخصين وإصابة نحو 100 آخرين. والثاني، اشار الرئيس الأسد في خطابه أمام الهيئة التدريسية وطلاب الدراسات العليا في كلية العلوم السياسية بجامعة دمشق إلى أن هناك مرحلة انعطاف في الأزمة التي تعيشها سوريا، وانجازات الجيش والقوات المسلحة المتواصلة في الحرب على الإرهاب.

كان من الممكن أن تكون هناك ردود أفعال دولية كبيرة على هذين الخبرين قبل عامين، إلا أن رد فعل المجتمع الدولي خاصة أمريكا كان هادئ للغاية هذه المرة اشعر الناس بشيء غير طبيعي. وقالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة سامانتا باور، أن أمريكا لن تعلن عن أي قرار قبل ظهور نتائج تقرير الخبراء حول استخدام السلام الكيميائي في سوريا. ويعتقد بعض المحللين أن التنافس بين أمريكا والدول الغربية الأخرى في الأزمة الأوكرانية حاليا السبب الرئيسي وراء تراجع الاهتمام بالقضية السورية. كما أن الأزمة الأوكرانية حولت إلى حد ما انتباه الغرب، لكن استجابة المجتمع الدولي للخبرين المذكورين سابقا يعكس نقطتين هامتين في تطور الأزمة السورية منذ اندلاع أزمة الأسلحة الكيميائية السورية.

أولا، أمريكا في تجاه تقليص إستراتيجيتها في الشرق الأوسط ونقلها شرقا. قد بيّن انتهاء أزمة الأسلحة الكيمائية السورية باتفاق روسي أمريكي التردد الأمريكي في الخوض أكثر في القضية السورية تجبنا لأي تأثير على تركيزها في تنفيذ إستراتيجية إعادة التوازن في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، واثبت ردود فعل أمريكية مرة أخرى إستراتيجية التحول شرقا لا رجعة فيه. وفي حدث الأسلحة الكيميائية في حد ذاته، ألقت أمريكا وأغلبية الدول الغربية اللوم على الحكومة السورية، لكن لم يكن لديهم أي أدلة مادية، ولم يرسل فريق التحقيق الدولي حتى اليوم أدلة على استخدام الحكومة السورية للأسلحة الكيميائية. ويعتقد الكثيرون أن الحكومة السورية ليست بحاجة إلى استخدام الأسلحة الكيميائية والبحث عن المتاعب في ظل سيطرتها في ساحة المعركة. ويخشى أنه في ظل التركيز الأمريكي على الأزمة الأوكرانية حاليا، قد لا تصدق هذه المرة مزاعم استخدام الحكومة السورية للأسلحة الكيميائية، وبأن الحكومة السورية بهذا الغباء حتى تجعل الوضع أكثر تعقيدا.

ثانيا، سيطرة القوات النظامية السورية على المعارك مع المعارضة المسلحة منذ العام الماضي. من ناحية، القوات النظامية السورية اقوي من المعارضة المسلحة من حيث عدد الأفراد وجودة الأسلحة، والنوعية العسكرية والموارد المتاحة للدولة. ومن ناحية أخرى، تركيبة المعارضة المسلحة السورية المعقدة، وانعدام القدرة لدى المعارضة السورية حتى الآن في التوحد، وتوسيع نفوذ القوات المتطرفة والهيئات الإرهابية ومواصلة في تنفيذ العمليات المسلحة جعل أمريكا والدول الغربية أخرى تخشى من أن يكون دعمها للقوات المسلحة السورية وراء زيادة قوة الهيئات الإرهابية، لذا، قلصت دعمها للمعارضة المسلحة إلى حد كبير.ومن ثم أصبح الوضع أكثر ايجابيا للحكومة السورية، وأعطي الثقة لبشار الأسد للقول أن الحرب الأهلية في سوريا سوف تنتهي بحلول نهاية هذا العام، كما أعرب قائد حزب الله المستمر في دعم الحكومة السورية، أن بشار الأسد يمكن أن يخرج من دائرة الخوف من الإسقاط.

وفي ظل الوضع الحالي، فإن تطور النقطتين المذكورتين أعلاه سوف يؤثر على عملية التسوية السورية.

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/