غزة 23 أبريل 2014 / أعلن وفد القيادة الفلسطينية وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) اليوم (الأربعاء) عن "انتهاء مرحلة وسنوات الانقسام" الداخلي باتفاق لتنفيذ المصالحة يقضي بتشكيل حكومة توافق خلال خمسة أسابيع.
ونص الاتفاق الذي تضمن سبعة بنود، على إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية وأخرى للمجلس الوطني الفلسطيني بشكل متزامن خلال ستة أشهر.
وجاء الإعلان عن الاتفاق بعد إجراء جولتين من المباحثات في غزة بدأت مساء أمس الثلاثاء، بين وفد مكلف من القيادة الفلسطينية وقيادة حركة حماس.
وقال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ورئيس حكومتها المقالة إسماعيل هنية خلال مؤتمر صحفي لإعلان الاتفاق "نزف إلى شعبنا الفلسطيني بشرى انتهاء مرحلة وسنوات الانقسام" الداخلي الذي استمر منذ منتصف عام 2007.
وتلا هنية بيان الاتفاق الذي تضمن بدء الرئيس الفلسطيني محمود عباس مشاورات تشكيل حكومة التوافق الوطني بالتوافق من تاريخ توقيع الاتفاق وإعلانها خلال الفترة القانونية المحددة بخمسة أسابيع.
وذكر أنه تم التأكيد على تزامن الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني الفلسطيني وتخويل الرئيس عباس بتحديد موعد إجرائها بالتشاور مع القوى والفعاليات الوطنية على أن يتم ذلك بعد ستة أشهر من تشكيل حكومة التوافق على الأقل.
وأضاف أنه ستتم مناقشة ملف الانتخابات في لجنة تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية في اجتماعها القادم وإنجاز مقتضيات إجراء الانتخابات المذكورة .
وتضمن الاتفاق التأكيد على الالتزام بكل ما تم الاتفاق عليه في اتفاق القاهرة والتفاهمات الملحقة للمصالحة الفلسطينية في مايو عام 2011 وإعلان الدوحة في فبراير 2012 واعتبارها المرجعية عند التنفيذ.
وفيما يخص منظمة التحرير الفلسطينية، تم الاتفاق على عقد لجنة تفعيل وتطوير منظمة التحرير لممارسة مهامها المنصوص عليها في الاتفاقيات في غضون خمسة أسابيع من تاريخ الاتفاق، والتأكيد على دورية وتواصل اجتماعاتها بعد ذلك.
وأعلن هنية الاتفاق على الاستئناف الفوري لعمل لجنة المصالحة المجتمعية ولجانها الفرعية استنادا إلى ما تم الاتفاق عليه في القاهرة.
وأضاف أنه تم التأكيد على تطبيق ما تم الاتفاق عليه في القاهرة في ملف الحريات العامة، ودعوة لجنتها في الضفة الغربية وقطاع غزة إلى استئناف عملها وتنفيذ قراراتها.
كما تم التأكيد، بحسب البيان، على ما تم الاتفاق عليه بتفعيل عمل المجلس التشريعي والقيام بمهامه.
وأكد الوفدان على تثمين وتقدير الدور المصري في رعاية اتفاق المصالحة والتأكيد على مواصلة هذا الدور وعلى الدعم العربي الشامل لتطبيق اتفاق المصالحة.
وتم التوقيع على نص الاتفاق من أعضاء وفد منظمة التحرير الفلسطينية وستة من قيادات حركة حماس من بينهم هنية وعضو المكتب السياسي للحركة موسى أبو مرزوق، الذي وصل إلى قطاع غزة أول أمس الاثنين عبر معبر رفح البري مع مصر التي يقيم فيها.
وقال مسؤول ملف الحوار الوطني في حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) وعضو وفد منظمة التحرير عزام الأحمد خلال المؤتمر، إن الاتفاق تضمن التفاهم على كل النقاط التي جرى بحثها.
وأعرب الأحمد عن الأمل في أن يكون الاتفاق أساسا لشراكة وطنية حقيقية بين جميع الأطياف والاتجاهات السياسية والفكرية في الساحة الفلسطينية.
وأشار إلى أن رئاسة الرئيس عباس لحكومة التوافق لا يمثل عقبة رغم أن رغبته هي عدم تولى المنصب نظرا لمسؤولياته الكثيرة، على أن يقرر بنفسه هذه المسألة.
وفيما يخص مفاوضات السلام مع إسرائيل وتأثير اتفاق المصالحة عليها، قال الأحمد إن المفاوضات متعثرة بسبب التعنت الإسرائيلي والانحياز الأمريكي ولا علاقة لذلك بالجانب الفلسطيني.
وأضاف أنه "لا يمكن أن يقبل الجانب الفلسطيني بتمديد المفاوضات من دون وضوح كامل في مرجعية وأسس المفاوضات وفي مقدمتها قضية الحدود ووقف الاستيطان".
وعقب هنية على هذه النقطة بقوله، "نعتقد أن هناك انسدادا سياسيا وأن مسيرة المفاوضات وصلت إلى نهايات غير مناسبة لشعبنا الفلسطيني وبالتالي تحدثنا عن ضرورة البحث عن إستراتيجية فلسطينية جديدة".
وذكر أنه بالإمكان أن تكون لجنة منظمة التحرير هي الوعاء الذي يمكن أن يبحث في الوضع السياسي واحتمالات المستقبل بالنسبة لهذا الوضع.
وأكد هنية أن حماس "لا تعطي غطاء للمفاوضات لا بالسابق ولا الآن، ونحن على قناعة كاملة بأن هذا الخط لا يوصل شعبنا إلى حقوقه الوطنية "، داعيا إلى توافق فلسطيني على برنامج سياسي وكيفية إدارة القرار السياسي.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال في وقت سابق اليوم تعقيبا على تنفيذ المصالحة الفلسطينية، إن عباس "يتقدم نحو تحقيق السلام مع حركة حماس بدلا من تحقيقه مع إسرائيل".
وأضاف نتنياهو، بحسب ما ذكرت الإذاعة الإسرائيلية العامة، أنه يتعين على عباس أن يختار أحد الأمرين (المصالحة مع حماس أو السلام مع إسرائيل) لأنه لا يمكن تحقيق الاثنين في آن واحد.
وأضاف أنه يأمل في أن يختار عباس السلام مع إسرائيل "لكنه لم يفعل ذلك حتى الآن".
وأشار نتنياهو إلى أن إسرائيل "تحاول الآن التوصل لاتفاق حول تمديد المفاوضات مع الفلسطينيين لكنه كلما نصل إلى هذه النقطة يضع عباس شروطا إضافية وهو على علم بأن إسرائيل لا يمكنها أن تقبل بها".
بدوره، قال أبو مرزوق إن الاتفاق المعلن يمثل "فتح صفحة جديدة في العلاقات الفلسطينية ومنعطفا يفتح باب الأمل أمام الشعب الفلسطيني".
وأشار أبو مرزوق إلى وجود صعوبات كبيرة أمام تنفيذ الاتفاق المعلن، لكنه شدد على أن توفر الإرادة والقرار الفلسطيني الحر كفيلان بتجاوز كل العقبات.
وبعد إعلان الاتفاق، اعتبرت حركة حماس على لسان الناطق باسمها فوزي برهوم، أن ما تم التوصل إليه "يعيد الاعتبار للقضية الفلسطينية ونقطة تحول هامة وتاريخية في تاريخ الشعب الفلسطيني".
وقال برهوم في بيان تلقت وكالة أنباء (شينخوا) نسخة منه، إن الاتفاق "تقويم وتصحيح لمسار الوضع الفلسطيني الداخلي، وتأسيس لشراكة وطنية حقيقية وتحدي لكل المتربصين بقضيتنا الفلسطينية ووحدة شعبنا".
وأضاف برهوم أن الاتفاق لتنفيذ المصالحة يمثل "أكبر رد على تهديدات وجرائم الاحتلال".
وفور الإعلان عن اتفاق تنفيذ المصالحة، خرج الفلسطينيون إلى ساحة الجندي المجهول وسط مدينة غزة وهم يطلقون أبواق السيارات ويهتفون فرحا ويرفعون الأعلام الفلسطينية احتفالا بالاتفاق المعلن، فيما رحبت به فصائل فلسطينية ودعت إلى تنفيذ بنوده.
وكان وفد المصالحة وصل من رام الله إلى قطاع غزة عصر أمس الثلاثاء عبر معبر (بيت حانون/إيرز) الخاضع لسيطرة الجيش الإسرائيلي.
وضم الوفد إلى جانب الأحمد، أمين عام المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي وأمين حزب (الشعب) الفلسطيني بسام الصالحي، والأمين العام للجبهة العربية الفلسطينية جميل شحادة، ورئيس تجمع الشخصيات المستقلة منيب المصري.
وهذه هي المرة الأولى منذ بدء الانقسام الفلسطيني في منتصف يونيو عام 2007 التي يعقد فيها وفد رسمي مكلف من القيادة الفلسطينية لقاءات في قطاع غزة بهدف تنفيذ تفاهمات المصالحة الفلسطينية التي اتفق عليها بين حركتي حماس وفتح خلال اجتماعات سابقة عقدت في دول عربية.
وسبق أن توصلت حركتا فتح وحماس لاتفاقيتين للمصالحة الأولى في مايو 2011 برعاية مصرية، والثانية في فبراير 2012 برعاية قطرية لتشكيل حكومة موحدة مستقلة تتولى التحضير للانتخابات العامة، غير أن معظم بنودهما ظلت حبرا على ورق.
ويستهدف تحقيق المصالحة إنهاء الانقسام الفلسطيني الداخلي الذي بدأ عقب سيطرة حماس بالقوة على قطاع غزة منتصف العام 2007 بعد جولات من القتال الداخلي مع القوات الموالية للسلطة الفلسطينية.
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn