تحليل اخباري : تنافس بين التحالفات في الانتخابات العراقية وشخصيات مؤثرة على الساحة السياسية

بغداد 30 أبريل 2014 / يتنافس أكثر من 9 الآف مرشح يمثلون ما يقرب من 280 كيانا سياسيا على مقاعد البرلمان الـبالغ عددها 328 مقعدا في الانتخابات العامة التي تجري اليوم (الأربعاء) وهي الانتخابات الأولى بعد انسحاب القوات الأمريكية من العراق نهاية عام 2011 . من أبرز الائتلافات التي تشارك في هذه الانتخابات، أولا الائتلافات الشيعية والتي تضم ائتلاف دولة القانون والذي يتكون من 12 كيانا سياسيا بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي ، زعيم حزب الدعوة الإسلامية.

ويعتقد العديد من المراقبين المحليين أن ائتلاف دولة القانون الذي يسعى لتشكيل حكومة أغلبية شيعية يواجه تحديات كبيرة لتحقيق هذا الهدف ومن بينها وجود منافسين له من القوائم الشيعية. كما تشمل الائتلافات الشيعية ،ائتلاف المواطن والذي يتكون من 20 كيانا سياسيا بزعامة عمار الحكيم ، زعيم المجلس الأعلى الإسلامي العراقي سابقا ، وهو حزب سياسي شيعي اسلامي كبير ويتبنى ائتلاف المواطن مواقف أكثر اعتدالا في حملاته الانتخابية هذه المرة لتوسيع صفوفه و يعتبر منافس قوي لائتلاف دولة القانون.

وتضم الائتلافات الشيعية أيضا ائتلاف الأحرار الذي يشتمل على ثلاثة كيانات سياسية مقربة من التيار الصدري الذي يمتلك قاعدة شعبية واسعة في المجتمع الشيعي وتعتبر هذه الكيانات من أشد منتقدي ادارة المالكي، وعلى الرغم من إعلان مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري انسحابه من السياسة ، فانه لا يزال يدعم ائتلاف الأحرار لخوض الانتخابات. فيما يضم تحالف الإصلاح الوطني سبعة كيانات سياسية بقيادة رئيس الوزراء السابق إبراهيم الجعفري ، زعيم حركة الإصلاح الوطني ، وهو حزب إسلامي شيعي محافظ و تدعو هذه الكيانات للإصلاحات ولكنها تعتبر قريبة من سياسات المالكي . وتشارك في الانتخابات البرلمانية ثانيا، الائتلافات السنية والعلمانية والأحزاب، والتي تضم تحالف متحدون للاصلاح الذي يتكون من 13 كيانا سياسيا بقيادة رئيس البرلمان أسامة النجيفي، وعرف عن كتلة متحدون خلافاتها المستمرة مع حكومة المالكي، و تسعى لكسب التأييد من المناطق السنية لتصبح إحدى أهم القوى السنية المشاركة في العملية السياسية. كما تضم الائتلافات السنية، ائتلاف العربية الذي يتكون من تسعة كيانات سياسية بقيادة نائب رئيس الوزراء صالح المطلك ، زعيم الجبهة العراقية للحوار الوطني ، وهو حزب سياسي يضم العرب السنة ، وأنصار هذه الكتلة من المناطق ذات الأغلبية السنية ، ولكن شعبيتها في محافظة الأنبار انخفضت كثيرا بسبب تقارب زعيمها صالح المطلك من رئيس الوزراء نوري المالكي .

بينما يتكون ائتلاف الوطنية من 15 كيانا سياسيا بقيادة رئيس الوزراء الاسبق إياد علاوي، ويوصف بأنه ائتلاف علماني يضم في صفوفه أعضاء من السنة والشيعة ويشارك في الانتخابات في جميع المحافظات باستثناء أقليم كردستان. وتشارك في الانتخابات كتلة الكرامة التي تم تشكيلها حديثا ويقودها رجل الاعمال العراقي المقيم في الأردن خميس الخنجر واكتسبت هذه الكتلة دعما جيدا بين السنة بسبب مساندتها للمتظاهرين الذي يتهمون الحكومة الحالية بقيادة المالكي بتهميشهم. وتشارك في الانتخابات البرلمانية ثالثا، الائتلافات والأحزاب الكردية،وهى الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني الذي تأسس في عام 1946 من قبل الزعيم الوطني الكردي البارز مصطفى البارزاني، و الاتحاد الوطني الكردستاني الذي تأسس في عام 1975 من قبل السياسي الكردي جلال طالباني ، الذي يشغل أيضا منصب الرئيس العراقي الحالي والاتحاد الوطني الكردستاني هو واحد من اثنين من الأحزاب الرئيسية في منطقة الحكم الذاتي الكردية في العراق، وحركة التغيير الكردية التي أسسها نوشيروان مصطفى وهو قيادي سابق في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني في عام 2009 ، وارتفعت شعبيتها بشكل متصاعد منذ تأسيسها وشكلت تحديا كبيرا للحزبين الرئيسيين في الاقليم، الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني . ومن أهم الشخصيات السياسية والدينية المؤثرة في الساحة العراقية هم، نوري المالكي رئيس الوزراء،حيث ولد المالكي في منطقة طويريج التابعة لمدينة الحلة بمحافظة بابل جنوب بغداد عام 1950 و انضم إلى حزب الدعوة الإسلامية في أواخر عام 1960 وغادر المالكي العراق عام 1979 بعد أن شن نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين حملة ضد معارضيه، وتنقل بين إيران وسوريا حتى سقوط النظام السابق عام 2003 . وتولى المالكي رئاسة وزراء العراق في عام 2006 وانتخب لمنصب الأمين العام لحزب الدعوة الاسلامية في عام 2007 وتمكن من البقاء في منصبه رئيسا للوزراء في عام 2010 على الرغم من حصول تحالفه على المرتبة الثانية في الانتخابات البرلمانية. ويواجه المالكي منافسة قوية حتى من أقرب حلفائه الشيعة في محاولته للحصول على أغلبية سياسية تمكنه من الحصول على ولاية ثالثة.

وكذلك من بين الشخصيات المؤثرة رئيس البرلمان العراقي أسامة النجيفي ويعتبر من ابرز منتقدي سياسات المالكي، حتى انه دعا في أبريل 2013 الى استقالة الحكومة وإجراء انتخابات مبكرة، والرئيس جلال طالباني وهو سياسي كردي معروف ومؤسس حزب الاتحاد الوطني الكردستاني وتولى منصب رئيس الجمهورية في العراقي منذ عام 2005.

في ديسمبر 2012 أصيب طالباني بوعكة صحية ونقل إلى ألمانيا لتلقي العلاج وما زال هناك عرف بأنه أحد صناع السلام في العراق ،ولعب طالباني دورا حيويا في وحدة البلاد ، ولكن تدهور حالته الصحية و غيابه الطويل تسبب في تراجع نفوذه .

كما تضم الشخصيات المؤثرة، عمار الحكيم وهو رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي ( المجلس الأعلى الإسلامي العراقي ) ، وهو حزب شيعي رئيسي في العراق، ذهب إلى المنفى في إيران في عام 1979 مع والده عبد العزيز الحكيم ، الذي كان زعيم المجلس الأعلى الإسلامي العراقي حتى وفاته في عام 2009.

ويقود الحكيم ائتلاف المواطن المشارك في انتخابات هذا العام ، ويتبنى مواقفا أكثر اعتدالا في حملاته الانتخابية هذه المرة لتوسيع صفوفه و يعتبر من المنافسين الاقوياء لائتلاف دولة القانون بزعامة المالكي،وكذلك آية الله العظمى علي الحسيني السيستاني ويعد أبرز رجل دين شيعي في العراق ويقيم في مدينة النجف (160 كم) جنوب بغداد وهو المرجع الأعلى للشيعة في العراق. وبرز كشخصية لها تأثير كبير على مجريات السياسية العراقية بعد غزو البلاد عام 2003 ، ويطلق عليه السياسيون "صمام أمان الشعب العراقي" لدوره في تهدئة الأزمات التي تمر بها البلاد، ورغم أنه يعلن عدم تدخله في الشؤون السياسية وابتعاده عنه، إلا أنه يحث العراقيين بمختلف طوائفهم على المشاركة في الانتخابات من أجل مستقبل بلدهم.

كما تشمل قائمة أهم الشخصيات السياسية والدينية المؤثرة في الساحة العراقية أيضا، نائب رئيس الوزراء صالح المطلك الذي يقود ائتلاف العربية في انتخابات هذا العام، ويتواجد أنصار الكتلة في المناطق ذات الأغلبية السنية، ومنها محافظة الأنبار إلا أن شعبيتها انخفضت في هذه المحافظة بسبب تقارب المطلك مع المالكي. وتضم الشخصيات كذلك رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني والذي من المتوقع أن يلعب دورا مؤثرا بعد الانتخابات، ورئيس الوزراء الأسبق أياد علاوي وهو ناشط سياسي بارز عاش في المنفى لمدة 30 عاما تقريبا، وعاد إلى العراق بعد عام 2003 ، وكان رئيسا للوزراء في الحكومة العراقية المؤقتة من يونيو 2004 حتى أبريل 2005، و كذلك مقتدى الصدر السياسي الشيعي البارز في العراق والذي يتزعم التيار الصدري و يمتلك التيار قاعدة شعبية واسعة، وظهر الصدر كزعيم سياسي مناهض للوجود الأمريكي في العراق، وقد خاض جيش المهدي الجناح العسكري للتيار الصدري معارك عنيفة ضد القوات الامريكية . وفي شهر فبراير عام 2014، أعلن الصدر فجأة انه قد انسحب من الحياة السياسية و أغلق مكاتبه السياسية في مختلف المحافظات، ولكنه ما زال يدعم ائتلاف الأحرار، الموالي له.

كما تضم الشخصيات المؤثرة أيضا رئيس الوزراء السابق إبراهيم الجعفري الذي أصبح عضوا ناشطا في حزب الدعوة الإسلامية قبل أن يغادر البلاد في عام 1980 ، حيث كان يتنقل بين إيران وبريطانيا وعاد إلى العراق كقائد للحزب بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة الأمريكية عام 2003 ، وشغل منصب رئيس الوزراء في الحكومة الانتقالية العراقية من مايو 2005 إلى أبريل 2006. وفي عام 2008 شكل الجعفري حركة الاصلاح الوطني كحزب سياسي شيعي بعد أن ترك حزب الدعوة الاسلامية بزعامة المالكي.

/مصدر: شينخوا/