بكين   مشمس ~ مشمس جزئياً 10/0 

صور ساخنة

أخبار متعلقة

  1. أخبار باللغتين الصينية والعربية 双语新闻

تعليق: الشرق الأوسط، صداع أوباما

2012:11:20.16:53    حجم الخط:    اطبع

صحيفة الشعب اليومية – الطبعة الخارجية – الصادرة يوم 20 نوفمبر عام 2012 – الصفحة رقم 06

كانت زيارة أوباما لكل من بورما وتايلند وكمبوديا أول تحرك له بعد فوزه بدورة رئاسية جديدة، حيث أظهر للعالم مرة أخرى بأن أمريكا عازمة على أخذ الزعامة في منطقة آسيا المحيط الهادي. لكن، في المقابل لاتزال منطقة الشرق الأوسط تمثل له صداعا مستمرا.

حيث نشب تبادل قصف ناري بين اسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية حماس، يعد الأعنف خلال السنوات الأخيرة. ووصلت الصواريخ إلى غاية تل أبيب والقدس. وقامت اسرائيل بإستدعاء 75 ألف جندي من جيش الإحتياط، وهناك من يتوقع بأن تجري اسرائيل عملية اجتياح بري، للقضاء نهائيا على وجود حماس.

وكعادتها وقفت أمريكا إلى جانب أسرائيل. لكن، رحلة أوباما في شرق آسيا لم تتأثر نهائيا بذروة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، حيث اختلف اليوم عن الأمس، ولم تعد أمريكا ترغب في تركيز انتباه مفرط على منطقة الشرق الأوسط.

ووفقا للتقارير الإعلامية، فقد طلب أوباما من معاونية في بداية توليه الرئاسة تقديم تقييم لـ: المنطقة التي تستعمل فيها الولايات المتحدة قوة مفرطة، والمنطقة التي لاتحظى بإهتمام أمريكي كافي. وقد حصل أوباما على اجابة كالآتي: الشرق الأوسط، وآسيا. وقد كان لذلك تأثير كبير على سياسته الخارجية. حيث أعلن الرئيس أوباما خلال ولايته الأولى عن الإنسحاب الأمريكي من العراق وأفغانستان، وخلال الإضطرابات الليبية، لم تكن أمريكا متحمسة للمشاركة في الضربات الجوية، وبعد وفاة القذافي قامت بتقليل انتشراها العسكري والإستخباراتي في ليبيا، وقد تم اعتبار هذا التقليل كأحد الأسباب التي أدت إلى إغتيال 4 دبلوماسيين أمريكيين بليبيا.

وقد أطلق بعض المحللين على النمط الدبلوماسي الأمريكي القائم على التحكم عن بعد وترك مسافة في التعامل مع منطقة الشرق الأوسط، إسم "الأثر الخفيف". والسبب في ذلك يعود أساسا إلى تصاعد مشاعر كراهية الشعب الأمريكي للحروب وتعطشه للتعافي الإقتصادي. لذلك، والبنسبة للإستراتيجيا الأمريكية، فإن محاربة الإرهاب في الشرق الأوسط وضرب القوى الإسلامية والمتطرفة قد ترك مكانه إلى التصدي الدول الكبرى الناشئة. وعلى مدى الـ 4 سنوات الأخيرة، كان "الأثر الخفيف" ذو فالعية. لكن، بعد حادثة بنغازي، أصبحت ادارة أوباما تواجه تحديات أكبر فأكبر.

من جهة أخرى، تكمن المشكلة الحالية في أن ادارة أوباما حتى لو أرادت التدخل في شؤون الشرق الأوسط فستواجه مهمة شائكة.

ففي الشرق الأوسط، هذه المنطقة ذات التاريخ العريق، والكوارث الثقيلة، لايوجد أصلا شيء من قبيل جزيرة معزولة. وليس هناك أحد كان يتصور بأن قيام شاب تونسي بحرق نفسه سيحدث هذه الرجة الكبيرة في كامل منطقة الشرق الأوسط. ومع بداية الإضطرابات عبرت الدول الغربية عن اعجابها بالقوى الديمقراطية. لكن، مع تغير الأوضاع، لم يعد أحد قادر على الإبتسامة. حيث يمكن القول بأن فوز الإخوان المسلمين بالإنتخابات قد جسد صعود القوى الإسلامية. من جهة أخرى، ساهم الوضع المتردي في سوريا في جعل الوضع أكثر تعقيدا. حيث يرى البعض سوريا على كونها حجرة الأساس للإطار الأمني في منطقة الشرق الأوسط، وسواء الحدود التي رسمها الأشخاص أو العلاقات العرقية والدينية مع الجوار، تجعل كل مايحدث هناك يكتسي معنى هاما.

وفي هذا الإطار، أشار الكاتب بصحيفة "نيويورك تايمز" توماس فريدمان إلى الرؤساء الأمريكيين منذ حقبة إيزينهاور، سواء كان نيكسون أو كارتر، كلينتون أو بوش الصغير، كان جميع الرؤساء الأمريكيين تقريبا يشكون من صداع بسبب مشاكل ما في دول الشرق الأوسط. وقد كان أوباما الأسوأ حظا، حيث واجه في ولايته الأولى مشكلتي العراق وأفغانستان، وفي ولايته الثانية يواجه الإضطرابات التي تعم كافة منطقة الشرق الأوسط.


/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/

تعليقات