أنقرة 4 ديسمبر 2012 /عملت تركيا وروسيا على تحسين علاقاتهما المتنامية في دفعة إضافية للعلاقات الثنائية واتفقت البلدان على وجود خلاف قائم حول بعض القضايا الإقليمية ولاسيما حول سوريا.
واتخذت تركيا وروسيا بعض الخطوات الملموسة لتطوير علاقاتهما الاقتصادية وخاصة في التعاون بمجالات التجارة والسياحة والطاقة خلال زيارة ليوم واحد قام بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتركيا أمس الاثنين.
وخلال مؤتمر حكومي دولي رفيع مستوى في مدينة اسطنبول أكبر المدن التركية تمكن بوتين ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان من تنحية خلافاتهما الحادة بشأن كيفية حل الصراع السوري الطويل المستمر منذ 21 شهرا في حين وقعا على 11 اتفاقا للتعاون في مختلف المجالات.
وقال حسن سليم اوزيرتيم الخبير الروسي في المنظمة الدولية للابحاث الاستراتيجية ومقرها أنقرة "كان محور هذه الزيارة القضايا الاقتصادية أكثر من سوريا."
وأضاف أن روسيا وتركيا احتفظتا بموقفهما كما هو إلى حد كبير بشأن سوريا.
وقرر أردوغان خلال مؤتمر صحفي مشترك توسيع التعاون الاقتصادي بين البلدين بدلا من تناول قضية سوريا وهو موضوع قال وزيرا الخارجية انه سيتم تناوله على مسار منفصل.
من جانبه قال بوتين إن البلدين يهدفان إلى زيادة حجم التجارة بينهما والذي بلغ 32 مليار دولار أمريكي العام الماضى إلى 100 مليار دولار أمريكي خلال السنوات القليلة المقبلة. وكان من المتوقع أن يصل حجم التجارة إلى 35 مليار دولار بحلول نهاية عام 2012 وهو لصالح روسيا بشكل كبير نظرا لشراء تركيا للغاز والنفط. وفي الأشهر العشرة الأولى من عام 2012 بلغت واردات تركيا من روسيا 21.9 مليار دولار في حين بلغت صادراتها إلى روسيا 5.5 مليار دولار.
وروسيا سوق رئيسية لشركات البناء التركية وتعمل أكثر من 3000 شركة تركية في روسيا. ومن ناحية أخرى تجاوزت الاستثمارات الروسية في تركيا 12 مليار دولار أمريكي مع شراء سبيربنك الروسية لبنك دنيز في خطوة استثمارية كبرى.
وتبني روسيا أيضا أول محطة للطاقة النووية في تركيا في مشروع يتكلف 20 مليار دولار أمريكي.
وتركيا وجهة سفر هامة للروس إذ سافر أكثر من 3.5 مليون سائح من روسيا إلى تركيا العام الماضي وهناك أيضا زيادة مستمرة في عدد الزيجات المختلطة بين تركيا وروسيا.
تبقى الخلافات حول سوريا
يبدو أن البلدين تمكنا من تحييد خلافاتهما بشأن سوريا بنجاح.
وقال حسن كانبولات رئيس مركز أبحاث الشرق الأوسط الاستراتيجية "حقيقة أن هذه هي أول زيارة يقوم بها بوتين إلى الخارج بعد شهرين من تأجيل زيارات لبلدان أخرى تشير إلى أن روسيا تثمن العلاقات المتنامية مع تركيا."
وكان من المقرر في الأساس أن يقوم الرئيس الروسي بزيارة تركيا في اكتوبر لكن تم تأجيل الرحلة بسبب مشاكل صحية وإلغاء رحلات أجنبية أخرى أيضا.
وقال كانبولات "توضح الزيارة أن هناك التزاما قويا من البلدين لتعزيز العلاقات في العديد من القضايا."
وأشار كانبولات "لا تريد أنقرة وموسكو أن تصبح سوريا مسألة خلاف بينهما ولا تسمحان بأن يؤثر ذلك على العلاقات الثنائية." وأضاف أن سوريا ليست بديلا عن العلاقات التركية الروسية.
وقال بوتين خلال مؤتمر صحفي مشترك إن روسيا وتركيا تشتركان في نفس الاهداف حول مستقبل سوريا ولكن تختلفان حول طرق تحقيق هذه الأهداف.
وقال ايمري أوسلو وهو خبير تركي آخر إن تركيا وروسيا تعتزمان تحسين العلاقات الاقتصادية في حين لا تزال المواجهة في الساحة السياسية مستمرة.
وتؤيد تركيا المعارضة السورية بقوة وتعترف بأنها الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري. بينما روسيا هي الداعم الدولي الرئيسي لنظام الرئيس السوري بشار الأسد وتصر على اجراء محادثات بين المعارضة وحكومة الاسد لإيجاد حل للمأزق السوري.
وحول قرار تركيا قيام حلف الناتو بنشر صواريخ باتريوت بالقرب من الحدود السورية قال بوتين انه من الطبيعي لأي دولة أن تتخذ تدابير ردا على انتهاكات حدودها. وأكد مخاوف روسيا من ان هذا الأمر قد يثير اشتباكات في المنطقة.
وقال المعلق التلفزيوني التركي المخضرم محمد علي بيراند إن روسيا تريد تسوية الأزمة السورية ليس مع تركيا فحسب بل مع الولايات المتحدة. وعلى هذا النحو فإن معظم المحللين يستنتجون أن موسكو لا تريد أن تلقي المسألة السورية بظلالها على العلاقات المتنامية بين تركيا وروسيا في مجالات عديدة.
/مصدر: شينخوا/
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn