بقلم شيماء خه
بكين 6 فبراير 2013 (شينخوا) في تطور جديد حول الأزمة السورية، اجتمع معاذ الخطيب رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض مع وزيري الخارجية الروسي والإيراني في مؤتمر ميونيخ للأمن الذي اختتم أعماله مؤخرا وذلك في أول اجتماع مباشر له مع مسؤولين بارزين من هاتين الدولتين، ما يبعث بصيص أمل في إمكانية فتح باب الحوار لحل هذه الأزمة الطاحنة.
وقال المحللون الصينيون إن إستعداد الخطيب للحوار وإمكانية توصله إلى "اتفاق ما" مع روسيا وإيران، وهما من أقوى حلفاء النظام السوري، لبدء حوار بين حكومة الأسد والمعارضة يمثلان في حد ذاتهما أمرا إيجابيا ويصبان في صميم مصلحة حل الأزمة السورية سياسيا. ومع ذلك، فإن تجسيد هذا الحوار على أرض الواقع ليس بالأمر الهين وإذا تحقق فسيكون نتاج "محصلة قوى" المجتمع الدولي بأسره.
-- تحول موقف المعارضة إيجابي وواقعي
وقد قال وو سي كه، المبعوث الصيني الخاص لقضية الشرق الأوسط، إن المعارضة السورية أدركت أنه من الصعوبة بمكان حل الأزمة السورية عسكريا، وبالتالي تحولت إلى السعي وراء حل سياسي وتوسيع الاتصال مع مختلف الدول، وهو ما يعد تطورا إيجابيا وموقفا واقعيا.
ولفت السيد وو إلى أن الجهات المعنية إذا قامت بتنحية المصلحة الذاتية جانبا وعملت إنطلاقا من مصلحة الشعب السوري بعد مرور عامين على الصراع ، يمكن أن تعى جيدا أن الحل العسكري لن يؤدي سوى إلى خسائر أكبر للجميع.
كما أوضح وو بينغ بينغ، نائب مدير قسم اللغة العربية بجامعة بكين، إن تحول موقف المعارضة يأتى من منطلق واقعي، مشيرا إلى إن استمرار الصراع بين الحكومة السورية والمعارضة طوال الـ23 شهرا الماضية جعل المعارضة تنتبه إلى أنه ليس في مقدور أى منهما التغلب على الجانب الآخر.
وكانت المعارضة السورية تعلق آمالا عريضة على تغير سياسة الأمن الأمريكية بعد إعادة انتخاب أوباما لفترة ولاية جديدة، ولكن بعد الانتخابات، اتضحت جليا السياسة الأمنية للولايات المتحدة تجاه المعارضة السورية حيث وعدت الأولي بتقديم دعم اقتصادي فقط للأخيرة والاحجام عن تزويدها بالسلاح ، ومن هنا أدركت المعارضة أنه من أجل التوصل لحل للأزمة في البلاد ، لا يمكنها الاعتماد على الولايات المتحدة والغرب فحسب، بل عليها الاستناد أيضا في ذلك إلى التواصل مع روسيا وإيران.
وشاطره ما شياو لين، الخبير فى شؤون الشرق الأوسط ورئيس موقع اتحاد كتاب المدونات في الصين، الرأي بشأن سبب تحول موقف المعارضة، قائلا إنه بعد عامين مضنيين من المواجهات العسكرية التي خاضتها المعارضة بغية الإطاحة بنظام الأسد، استيقظت المعارضة على ثلاث حقائق وهى أنه يصعب عليها الإطاحة بالنظام اعتمادا على قوتها الذاتية، وأن الصراع لن يصب في مصلحتها إذا ما طال أمده، وأن الدول الغربية ليست مستعدة في الوقت الحاضر للمجازفة بخوض عملية عسكرية مباشرة ضد نظام الأسد، ولهذا تحولت إلى التواصل مع روسيا وإيران سعي لإيجاد مخرج من الأزمة .
/مصدر: شينخوا/
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn