تحليل إخبارى: رئيس الوزراء الإيطالى الجديد يسعى إلى التوازن بين المخاوف الداخلية والرؤية الأوروبية فى زياراته الأولى

روما أول مايو 2013/ لم تمر سوى أيام قليلة على تشكيل حكومة رئيس الوزراء الايطالى الجديد إنريكو ليتا إلا وقد قام رئيس الوزراء الجديد بجولة ودية فى أوروبا لعرض رؤيته حول ايطاليا المؤيدة لأوربا والمسئولة ماليا.

ولم يثر توقيت رحلة ليتا الكثير من التعجب فى ايطاليا حيث ان سلفه ماريو مونتى المفوض الاوروبى السابق وجهت اليه انتقادات واسعة لإرجاء زيارة كل من برلين وبروكسل وباريس -- نفس المدن الثلاث على جدول ليتا .

ومع وجود قضايا ملحة فى الداخل تتضمن الحاجة إلى البدء سريعا فى دفع النمو الضعيف لاقتصاد البلاد والقتال حول سياسة الضرائب وحتى استقرار ائتلاف ليتا الهش المؤلف من اليسار واليمين، فإنه من السهل الدفع بأن ليتا كان ينبغى أن يؤجل رحلة اوروبا من اجل مواجهة التحديات الداخلية الصعبة التى يواجهها .

ولكن المحللين يرون انه بنظرة متعمقة يتجلى معنى الرحلة، فمع ضخامة التحديات أمام ليتا التى تلوح الآن، فإنه يتعذر حلها دون دعم من اوروبا .

وقال جون اتش اندرسون من معهد السياسات الاوروبية وهو مركز فكرى"انه لا يوجد طريق تستطيع من خلاله ايطاليا احراز تقدم حول جدول اعماله الطموح دون دعم من حليفات ايطاليا الاوروبيات. وقد اكتشفت حكومة بيرلسكونى هذا الأمر منذ عامين " .

وأشار اندرسون بهذا الى سيلفيو بيرلسكونى الذى تنحى عن منصب رئيس الوزراء فى عام 2011. وقال ان مستوى الدعم له بين الايطاليين تآكل فى ذلك الوقت بفعل سلسلة من الفضائح الشخصية والقانونية، الا ان الجانى الاساسى المتسبب فى استقالته كان الخوف من ان تسقط ايطاليا ضحية لأزمة الديون الاوروبية -- مع عواقب كارثية للاتحاد الاوروبى ككل نظرا لأنه لم يكن واضحا ما اذا كانت الاقتصادات الصحيحة الاوروبية لديها اموال كافية لاتقاذ اقتصاد كبير مثل الاقتصاد الايطالى .

وقد تحول وزير المالية الايطالى جيوليو تريمونتى صوب اوروبا طلبا للمساعدة حيث ان عائدات السندات الايطالية ارتفعت الى نفس نسبة 7 فى المائة نفسها التى لا يمكن استدامتها والتى دفعت فى السابق اليونان وايرلندا والبرتغال سعيا وراء أموال للإنقاذ. ولكن ايطاليا قوبلت بالرفض .

وقد تنحى بيرلسكونى فى نوفمبر وحلت محله حكومة تكنوقراط بقيادة مونتى. وبعد ذلك اعلن البنك المركزى الاوروبى برئاسة الاقتصادى الايطالى ورجل البنك المركزى الايطالى ماريو دراجى خطة دعم للسندات من اكثر الاقتصادات الاوروبية تعثرا. وبالاضافة الى ذلك فإن مونتى اتخذ خطوات لتهدئة مخاوف المستثمرين من تخلف ايطاليا عن السداد وركز اهتمامه على تخفيض الدين وإضافة أموال نقدية الى خزانة الدولة. وقد أثمرت الخطة وفى خلال اسابيع تراجعت تكاليف الاقتراض الايطالية الى مستويات مستدامة وفى خلال عام انخفضت الى المستوى الذى كانت عليه قبل بدء أزمة الديون فى اوروبا.

/مصدر: شينخوا/