تعليق : الوجه المزدوج لآبى

بكين 30 يوليو 2013 / يختتم نائب وزير الخارجية اليابانى أكيتاكا سايكى اليوم (الثلاثاء) زيارته للصين التى تعد آخر تحرك لطوكيو لإصلاح علاقاتها المتوترة مع بكين .

ويعتقد أن الدبلوماسى الكبير يعمل من أجل عقد قمة محتملة بين القادة الصينيين واليابانيين التى دعا اليها رئيس الوزراء اليابانى شينزو ابى عدة مرات مؤخرا .

وفيما يبدو أن اليابان ترفع غصن الزيتون وتعتزم اصلاح العلاقات مع الصين التى توترت بسبب زيادة حدة النزاع الاقليمى حول جزر دياويو فى بحر الصين الشرقى وموقف طوكيو بعدم الاعتذار تجاه القضايا التاريخية .

وعن طريق الظهور كشخص طيب فإن اليابان تسعى الى الحصول على دعم دولى وتعاطف الا ان ايماءة حسن النية هى مجرد وجه واحد لآبى .

وخلال زيارته الى سنغافورة يوم الجمعة أعرب آبى عن رغبته فى عقد قمة غير مشروطة مع الزعيم الصينى بأسرع ما يمكن .

بيد أن آبى المتشدد لم يضيع وقتا فى التعهد بتقديم زوارق دورية لخفر السواحل الى الفلبين عندما كان فى مانيلا بعد يوم لاحق، وهو تحرك فيما يبدو قصد به تشجيع الفلبين على مواجهة الصين فى نزاعها الاقليمى المنفصل .

ويأتى ذلك تمشيا مع موقف آبى المتشدد حول جزر دياويو . وبالرغم من أن الجزر غير المأهولة تعد جزءا أصيلا من الصين كما يثبت التاريخ ، فإن آبى ينكر إنكارا قاطعا وجود نزاع مع الصين مما يغلق الباب فعليا أمام أى محادثات صريحة .

وفى اليابان يشجع آبى قوى اليمين للحصول على مكاسب سياسية ويحاول تحريف تاريخ اليابان العدواني سعيا لتحدى النظام الدولى بعد الحرب وهو اتجاه يؤدى الى اثارة القلق بالنسبة الى جيرانها الآسيويات التى عانت من وحشية الغزاة اليابانيين خلال الحرب العالمية الثانية .

والأمر الأشد إزعاجا هو ضغط آبى لتعديل دستور البابان السلمى للسماح ببناء قوة عسكرية مكتملة .

وقد فضحت كل هذه التحركات العدوانية الوجه الآخر لآبى الذى قد يقود الى طريق خطير من المواجهة ويثير الشكوك حول اخلاص نواياه بإجراء حوار صريح .

و كما يقول قول صينى فإن المرء يحكم عليه من أفعاله وليس بمجرد أقواله .

وما يستحق الملاحظة ان تكون اليابان مسئولة تماما عن تدهور العلاقات الثنائية وان طوكيو هى التى يجب ان تبذل جهودا مخلصة لاصلاح العلاقات .

ودون إخلاص فإن الدعوات المتكررة للحوار لا تعد سوى كلام فارغ .

/مصدر: شينخوا/