تحليل إخباري: خطة أوباما لضرب سوريا تواجه مأزقا صعبا للغاية في الكونغرس

واشنطن 4 سبتمبر 2013 /حصل الرئيس الأمريكي باراك أوباما على دعم قادة الحزب الجمهوري لتوجيه ضربة عسكرية ضد سوريا، بيد أنه لا يزال يواجه مهمة شاقة لكسب الدعم الكافي للهجوم داخل الكونغرس، على ما قال خبراء ومحللون.

وأعلن أوباما يوم السبت أنه سيسعى للحصول على موافقة الكونغرس على خطته لشن ضربة محدودة على سوريا، ردا على استخدام مزعوم للسلاح الكيماوي من قبل قوات الرئيس السوري بشار الأسد ، اعتبره أوباما تجاوز " الخط الأحمر" الذي يدفع الى التدخل العسكري الأمريكي.

وأظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة رفض معظم الأمريكيين لتوجيه الضربة ضد سوريا، وأكد محللون أن طلب أوباما من الكونغرس الهدف منه شراء الوقت وحشد دعم المشرعين المترددين.

ويعتقد المحللون أن مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الديمقراطيون ربما يكون في جعبة أوباما، لكن الأخير سيواجه مهمة صعبة لدعم التفويض في مجلس النواب الذي يسيطر عليه الحزب الجمهوري.

وقال الاستراتيجي الجمهوري فورد اوكونيل لوكالة ((شينخوا)) " أظن انه قد يحصل على (دعم مجلس النواب) لكن من المحتمل أن يكون ذلك بفارق ضئيل جدا".

وأضاف أن مفتاح فهم مواقف المشرعين هو أن التصويت على مشروع القرار بشأن سوريا يسبق انتخابات التجديد النصفي في عام 2014، حيث ستكون جميع مقاعد مجلس النواب لقمة سائغة.

ومع وجود أغلبية في الدولة المنهكة من الحروب تعارض ضرب سوريا، يعتقد مشرعو مجلس النواب أن التصويت بـ"نعم" يعتبر مخاطرة إنتخابية، على ما قال أوكونيل، الذي يظن أن الدعم سيكون أسهل في مجلس الشيوخ، الذي يسيطر عليه الديمقراطيون، ويوجد فيه فقط 35 مقعدا مفتوحة في انتخابات التجديد النصفي.

وقال أوكونيل " اذا لم تكن متأكدا من مسار مستقبلك السياسي، فإن التصويت بـ"لا" يعتبر آمنا".

وفي الواقع، وافقت لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ يوم الأربعاء على مشروع قرار معدل يسمح باستخدام القوة ضد سوريا بعشرة أصوات مقابل سبعة. وأكد مشروع القرار على أن هدف التدخل العسكري الأمريكي في سوريا يجب أن يكون تعزيز الجيش السوري الحر المنخرط في الحرب ضد قوات الأسد. ووضع المشروع حدا زمنيا 60 يوما لتنفيذ الضربة ، يجوز مده مرة واحدة فقط 30 يوما، وحظر استخدام قوات برية في العمليات القتالية.

ومن المقرر أن يفتح مجلس الشيوخ الباب للنقاش والتصويت على القرار بعد عودته من الإجازة الصيفية في 9 سبتمبر.

بيد أن التاريخ يعزز فرص أوباما في الحصول على تفويض الكونغرس، حيث لم يسبق أن رفض الكونغرس طلبا للرئيس باستخدام القوة العسكرية.

ويقول بعض الخبراء إن موقف الرئيس صعب، لأن عدم اتخاذه إجراء بناء على تحذيره بشأن " الخط الأحمر" من شأنه أن يوجه ضربة قاصمة لمصداقية الولايات المتحدة في جميع أنحاء العالم ويقوي شوكة المتطرفين والدول المناهضة للولايات المتحدة.

وقال أوكونيل "هناك اعتراف وراء الستار بأنه لو أغلق ( الجمهويون) عليه الطريق، فذلك سيؤذي الرؤوساء الثلاثة القادمين بغض النظر عن الحزب". وهذه النقطة ليست غائبة عن أذهان المشرعين.

وأضاف " جزء من الرسالة متعلق بالرسالة التي تريد أن ترسلها الى بقية العالم، انهم لا يريدون أن يروا مصداقية الأمم المتحدة على الساحة العالمية تتضرر".

ووفقا لأحد تحليل لصحيفة ((وواشنطن بوست))، فإن الكونغرس ينقسم الى أربع فئات -- موافقون ومعارضون ومترددون ومائلون إلى التصويت بـ"لا".

وبحسب المسح، يوجد من بين 100 سيناتور في مجلس الشيوخ 12 مشرعا ضد الإجراء العسكري و23 يدعمونه و57 لم يحسموا قرارهم بعد والـ8 المتبقيين يميلون الى التصويت بـ"لا"، حتى بعد ظهر الأربعاء.

أما بالنسبة لمجلس النواب، فمن بين 259 مشرعا يوجد 57 ضد الضربة و17 معها و86 يميلون الى "لا" و99 لم يحسموا قرارهم بعد، حتى ظهر الأربعاء.

/مصدر: شينخوا/