تعليق : على الولايات المتحدة نبذ لعبة حافة الهاوية والقيام بدورها كزعيمة للعالم

بكين 17 أكتوبر 2013/ أنشأ الأباء المؤسسون للولايات المتحدة الكونغرس من أجل توازن القوى، ومن المؤكد أنهم سيتقلبون في قبورهم إذا عرفوا أن تصميمهم يختطف من أجل لعبة حافة الهاوية السياسية.

وبالرغم من أنهم يدركون جليا العواقب الوخيمة للعجز على الاقتصاد الأمريكي والعالم أجمع، إلا أن الديمقراطيين والجمهوريين لعبوا على حافة الهاوية حتى اللحظة الأخيرة من أجل المصالح الحزبية الضيقة.

وتوصلوا إلى اتفاق يسمح بتشغيل واقتراض الحكومة المدمنة بالفعل للديون بشكل مؤقت، قبل ساعات فقط من تعثر محتمل.

ويخبرنا التعطل الجزئي المفاجئ للحكومة في أول أكتوبر والتعثر الوشيك وما تبعهما من مفاوضات ومساومات، يخبرنا بأن الكونغرس نفسه أصبح مشكلة.

وبدا سقف الدين الذي رفع 80 مرة منذ عام 1960 كما لو أنه رقاقة مساومة للديمقراطيين والجمهوريين. وبينما يناضل الاقتصاد العالمي للخروج من أزمة، بدا الساسة في الكابيتول هيل أكثر انغماسا في التشاحن السياسي لدرجة أعمتهم عن مسئولياتهم تجاه الدولة، الاقتصاد الأكبر في العالم، أو كما يحلوا لهم أن يسمونها زعيمة العالم في المجالات الأخرى . ويعني هذا النوع من لعبة حافة الهاوية السياسية أن السياسة الداخلية الأمريكية تضع العالم أجمع رهينة.

إن القصة في واشنطن هي إعطاء دائني أمريكا درسا مفاده بأن الساسة الأمريكيين على استعداد لمحاربة بعضهم البعض على حساب مصالح الدائنين، وأن سندات وزارة الخزانة الأمريكية لم تعد استثمارا آمنا.

ولذلك، ربما من الواجب توجيه النصح للمستثمرين في الداخل والخارج بأن يتبعوا الخطة (بي) إذ لا توجد بوادر تلوح في الأفق بشأن حل طويل الأجل لأزمة الدين الأمريكي .

وفي نفس الوقت، من الواجب نصيحة العم سام بقوة بأن يتخلي عن لعبة حافة الهاوية السياسية الخطيرة حتى يستعيد الثقة المفقودة إذا كان يريد فعلا الحفاظ على دوره كزعيم للعالم.

/مصدر: شينخوا/