مسؤولة: الولايات المتحدة تسعى إلى "تفعيل" نمط جديد من العلاقات بين البلدان الكبرى مع الصين

واشنطن 20 نوفمبر 2013 / تسعى الولايات المتحدة إلى "تفعيل" نمط جديد من العلاقات بين البلدان الكبرى مع الصين من خلال إدارة التنافس الحتمى وإقامة تعاون أعمق حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، حسبما ذكرت سوزان رايس مستشارة الأمن الوطني للرئيس الأمريكي باراك أوباما يوم الأربعاء.

وفي خطاب ألقته بجامعة جورجتاون حول السياسات الأمريكية تجاه منطقة آسيا-الباسيفيك، سلطت رايس الضوء على أهمية تعزيز التعاون مع الصين في القضايا الأمنية والاقتصادية في الوقت الذي تنفذ فيه واشنطن سياستها المتعلقة بإعادة التوازن تجاه آسيا التي استهلتها إدارة أوباما.

وكان الرئيس الصيني شي جين بينغ ونظيره الأمريكي باراك أوباما قد توصلا إلى توافق في قمة عقد في كاليفورنيا في يونيو حول إقامة نمط جديدة من العلاقات بين البلدان الكبرى يرتكز على الاحترام المتبادل والتعاون متكافئ الكسب.

وأشارت رايس إلى أن الولايات المتحدة والصين تسعيان إلى نزع السلاح النووي بشبه الجزيرة الكورية، وإيجاد حل سلمي للملف النووي الإيراني، وتوفير الأمن في أفغانستان، ووضع نهاية للصراع في السودان.

وقالت إن ثمة فرص أيضا أمام البلدين لإتخاذ إجراء منسق لتعزيز السلام والتنمية في أماكن مثل أفريقيا جنوب الصحراء.

وذكرت أن الدولتين تعكفان في الوقت نفسه على تحسين العلاقات العسكرية حيث تقومان بتعزيز الحوارات الاستراتيجية والتعاون في قضايا أمنية مثل مكافحة القرصنة والأمن البحري.

ولفتت رايس إلى أن "وجود تعاون عسكري أكبر وشفافية يمكن أن يساعدنا في إدارة حقيقتى التنافس وإنعدام الثقة فيما يتم تكثيف التواصل رفيع المستوى الذي أصبح السمة المميزة في نهج هذه الإدارة تجاه الصين".

وبالرغم من وجود بعض الخلافات الجوهرية بين البلدين، إلا أن مصالحهما المشتركة حول العديد من القضايا الكبري "يمكن بل وينبغى أن تكون أكثر تماسكا".

وحول النزاعات الإقليمية في بحر الصين الجنوبي وبحر الصين الشرقي، قالت رايس إنها تشكل تهديدا متناميا على السلام والأمن الإقليميين، متعهدة بأن تساعد واشنطن الحكومات في المنطقة على التواصل بشكل أفضل مع بعضها البعض لتفادى وقوع حوادث يمكن أن تفجر عن غير قصد صراعات أوسع.

وحول العلاقات الاقتصادية الأمريكية - الصينية، ذكرت رايس أن بلادها تسعى إلى رفع مستوى شراكتها الاقتصادية مع الصين خلال السنوات المقبلة.

وقالت رايس إنه لا بد للولايات المتحدة من اغتنام فرصة الإصلاحات التي أطلقتها الصين حديثا وصادقت عليها الدورة الكاملة الثالثة للجنة المركزية الـ18 للحزب الشيوعي الصيني التي اختتمت أعمالها يوم 12 نوفمبر الجاري.

وأوضحت رايس أن الإصلاحات الاقتصادية للصين، إذا تحققت، "يمكن أن تقطع شوطا طويل تجاه تهيئة المناخ لمستثمري القطاع الخاص والأجانب ودفع اقتصاد الصين تجاه مبادئ السوق".

فقد أصدرت الصين خارطة طريق رئيسية للإصلاح الاقتصادي الأسبوع الماضي، تهدف من بين خطط أخرى إلى بناء نظام سوق موحد ومفتوح يتسم بالتنافس المنظم، ما يمكن السوق من الاضطلاع بدور "حاسم" في تخصيص الموارد.

/مصدر: شينخوا/