تعليق: أمريكا مسؤولة وغير متحيزة ... دائما موضع ترحيب في شرق آسيا

بقدومه على خلفية التوترات المتصاعدة في شرق آسيا، يستهل وزير الخارجية الأمريكي جون كيري اليوم (الخميس) خامس جولة آسيوية له منذ توليه مهام منصبه قبل عام، وذلك في تحرك آخر يهدف إلى تنفيذ إستراتيجية "محور آسيا" الذي أعلنها الرئيس باراك أوباما.

بيد أنه سيجد نفسه يشعر بالمزيد من خيبة الأمل إذا ما حاول ببساطة إتخاذ موقف أكثر تشددا تجاه الصين كما أفادت بعض وسائل الإعلام الغربية وواصل استرضاء حليفته التقليدية اليابان، الصانع الحقيقي للمشكلات في المنطقة.

فإذا ما أراد العم سام حقا أن يضطلع بدور بناء، فينبغى على جون كيري أن يتذكر دوما أن وجود أمريكا مسؤولة وغير متحيزة دائما موضوع ترحيب في شرق آسيا، ولكن أى استرضاء أحادى الجانب سيقوض جهوده ويعمل في الأساس على تآكل الاستقرار الإقليمي، الأمر الذي سيعرض في نهاية المطاف مصالح واشنطن الخاصة للخطر.

إن استرضاء اليابان سيجعل رئيس الوزراء شينزو آبي المنتمى للصقور يتجرأ على إتخاذ المزيد من التحركات الاستفزازية والعدوانية، الأمر الذي لن يزعج بكل تأكيد الصين فحسب وإنما كوريا الجنوبية أيضا التي، وهي حليف آخر للولايات المتحدة ودعامة رئيسية لإستراتيجية "محور آسيا "، لديها في الوقت نفسه نزاعات إقليمية وتاريخية مريرة مع اليابان.

علاوة على ذلك، فإن وجود يابان أكثر استفزازا وعدوانية يغذيها الاسترضاء الأمريكي سيحدث اضطرابا في بناء نمط جديد لعلاقات القوى الكبرى بين الصين والولايات المتحدة كما اتفق أوباما ونظيره الصيني شي جين بينغ في العام الماضي.

وباعتبارها قوة صاعدة تتمسك بالتنمية السلمية، فإن الصين -- وهي شريك سياسي واقتصادي أساسي للولايات المتحدة -- صادقة في سعيها إلى إقامة "علاقات ذات نمط جديد" تتسم بكونها مستقرة ومثمرة مع الجانب الأمريكي.

ومن المأمول أن تظهر واشنطن احتراما مخلصا على نفس القدر من المساواة وترعى باهتمام المصالح الجوهرية للصين بشأن نزاعاتها الإقليمية والتاريخية مع اليابان.

ولابد من الإشارة إلى أن تصريحات "الخط الأمريكي الأكثر تشددا تجاه الصين" التي أدلى بها داني راسل كبير مساعدى كيري قبل جولته لم تكن بناءة لأن اليابان وليس الصين هي من يجب أن يلقى عليه باللائمة في التوتر المتصاعد بالمنطقة.

ويتعين على إدارة أوباما إتخاذ موقف منصف وغير متحيز عند التعامل مع الصين واليابان وكوريا الجنوبية. فمن الأفضل أن تكون موازنا من الخارج عن أن تكون منافسا مباشرا لأن موقفها المتحيز سيجلب استرضاء سياسيا، وهو ما يتعارض مع استقرار المنطقة وازدهارها.

وتتيح جولة كيري الآسيوية فرصة نادرة للولايات المتحدة وأصحاب المصالح في المنطقة لتحقيق فهم متبادل أفضل. ومن المأمول أن تمهد الطريق لتعاون إيجابي في المنطقة. ومع ذلك، فإن المحيط الباسيفيك يتسع لعلاقات صينية - أمريكية تعاونية.

/مصدر: شينخوا/