تعليق: زيارة مشرعين يابانيين إلى ضريح ياسوكوني ترسل إشارة تنبيه لأوباما

في الوقت الذي بدأت تخفت فيه تنديدات جيران اليابان بالزيارة التي قام بها وزيران بمجلس الدولة الياباني لضريح ياسوكوني المثير للجدل والمرتبط بفترة الحرب، توافد 146 مشرعا يابانيا على الضريح الكائن في طوكيو اليوم (الثلاثاء)، في عمل استفزازي جديد سيزيد من تدهور علاقات اليابان المتوترة بالفعل مع جيرانها.

وعلاوة على ذلك، فإن زيارة قرابة خمس المشرعين اليابانيين لضريح ياسوكوني تضع الرئيس الأمريكي باراك أوباما في وضع حرج، إذ أنها تمت بدهاء عشية زيارة دولة مدتها ثلاثة أيام سيقوم بها أوباما لليابان.

إن أي زيارة يقوم بها ساسة للضريح، الذي يكرم قتلى حرب يابانيين من بينهم 14 مجرم حرب من الدرجة الأولى سقطوا إبان الحرب العالمية الثانية، تغضب جيران اليابان الذين عانوا من الأعمال الوحشية التي ارتكبتها إمبراطورية اليابان.

كما سقطت الولايات المتحدة نفسها ضحية عدوان اليابان خلال فترة الحرب العالمية الثانية.

وفي أعقاب زيارة رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي للضريح في ديسمبر الماضي، أعربت واشنطن عن "خيبة الأمل" ودعت طوكيو إلى الدخول في حوار بناء مع جيرانها بشأن التاريخ والنزاعات الإقليمية.

وربما يجد باراك إستراتيجية "محور آسيا" وقد اختطفت من قبل الساسة اليمينيين اليابانيين الذين يهتمون بالسياسة الداخلية أكثر من المصلحة الوطنية الشاملة لليابان فيما يتعلق بالحفاظ على علاقات جيدة مع الولايات المتحدة وجيرانهم في آسيا.

وبالرغم من أنه قرر عدم زيارة الضريح شخصيا هذه المرة، إلا أن آبي قدم شجرة "ماساكاكي" للضريح يوم الاثنين في محاولة واضحة للعب في كلا الاتجاهين -- تفادي إحراج أوباما دبلوماسيا وفي الوقت نفسه إسترضاء القوى اليمينية على الصعيد الداخلي.

ونظرا لتزامن إقامة شعائر الربيع الجماعية في ضريح ياسوكوني قبل يوم واحد من وصول أوباما، فإن أوباما قد يجد نفسه على حبل البهلوان.

فالصمت حيال زيارة الضريح سيجرده من الأرضية الأخلاقية العالية، إذ أنه سيتوجه فيما بعد في زيارة لكوريا الجنوبية والفلبين، وهما دولتان عانيتا كثيرا من العدوان الياباني خلال فترة الحرب العالمية الثانية.

والوقوف إلى جانب اليابان التي تتصرف كطفل مدلل للولايات المتحدة، سيغضب أيضا الصين ويتعارض مع إلتزام أوباما بإقامة "نمط جديد من العلاقات بين البلدان الكبرى" مع بكين.

ويتعين على الرئيس الأمريكي أن يبقى عينه يقظة تجاه حليفه الآسيوي الذين يحاول منذ فترة طويلة تبييض تاريخ العدوان الذي شنه وتعزيز قدراته الخاصة بالدفاع الذاتي، وهو ما يشكل تهديدا ليس لجيرانه في آسيا فحسب وإنما لسلام العالم بأسره. فوجود يابان ذات نزعة عسكرية ليس في صالح الولايات المتحدة أيضا.

وسيتضح في نهاية المطاف أن وجود يابان، متهورة في التعامل مع القوى الإقليمية الأخرى بما فيها الصين وكوريا الجنوبية، سيتضح أنه أمر سلبي لسياسة "إعادة التوازن تجاه آسيا" التي تنتهجها واشنطن.

/مصدر: شينخوا/