بكين 22 فبراير 2013/ شنت وسائل الإعلام الصينية هجوما لاذعا ضد المزاعم الأخيرة من الولايات المتحدة بشأن ممارسة السلطات الصينية قرصنة إلكترونية قائلة إن تلك المزاعم لا أساس لها من الصحة.
ونشرت صحيفة ((بكين ديلي)) تعليقا في عددها الصادر اليوم (الجمعة) ينتقص من شأن الاتهامات الأمريكية للصين بشن هجمات قرصنة باعتبارها ممارسة للهيمنة في المجتمع الافتراضي.
وجاء التعليق بعدما اصدرت شركة (مانديانت) للأمن الالكتروني الأمريكية تقريرا يزعم أن وحدة سرية للجيش الصيني في شانغهاي هي المسؤولة عن الهجمات الالكترونية على شركات أمريكية لعدة سنوات.
وأعقب التقرير موجة من الانتقادات الاعلامية بشأن أنشطة القرصنة التي تقوم بها الصين. وأفادت أنباء أن إدارة أوباما تدرس إمكانية فرض غرامات واتخاذ اجراءات تجارية ضد الصين.
وقالت صحيفة ((بكين ديلي)) في تعليقها ردا على ذلك إن الولايات المتحدة لعبت دوما دور الضحية وهي في الحقيقة تقف وراء غالبية الفيروسات التي تهاجم اجهزة الحاسب الآلي. واستشهدت بعبارة عامية صينية، إن مثل هذا التحرك يشبه "لصا يصرخ طالبا المساعدة للإمساك بلص آخر".
وتساءلت الصحيفة عن الغرض الحقيقي الذي يقف وراء مزاعم وسائل الاعلام الأمريكية حول "تهديد القرصنة الالكترونية للصين". وقالت إن هذا قد يفسح المجال للادارة الأمريكية لتنفيذ هجمات الكترونية عنيفة، وقد تخدم هذه الضجة الإعلامية غرض حث البرلمان على الموافقة على الميزانية والحصول على دعم شعبي، بحسب الصحيفة.
واعربت صحيفة ((ونويبو)) ومقرها هونج كونج عن مخاوف مماثلة بشأن "تهديد القرصنة الالكترونية للصين". وذكرت الصحيفة أن ذلك يهدف إلى استثارة دعم شعبي للحكومة والجيش لشن حرب الكترونية، بالاضافة إلى الاغراض التقليدية باحتواء الصين "كما تردد الادعاءات بشأن "تهديد الصين".
ومنذ ان اصبح الفضاء الالكتروني ميدانا جديدا للحرب، فإن الجيش الامريكي اتخذ القيادة لاقامة مقار الكترونية وتجنيد عدد كبير من مخترقي الشبكات لتنفيذ ابحاث وتطوير على فيروسات الكمبيوتر وبناء ترسانة حرب الكترونية، بحسب الصحيفة.
ولاتزال القوة الامريكية للفضاء الالكتروني تتوسع. واستشهدت الصحيفة بتقرير في صحيفة ((واشنطن بوست)) نشر يوم 27 يناير الماضي، والذي نقل عن مسؤول بوزارة الدفاع الأمريكية قوله إن الولايات المتحدة ستزيد من حجم قواتها الامنية الالكترونية خمس مرات على مدار السنوات القليلة المقبلة.
ودعت صحيفة ((جلوبال تايمز)) وهي صحيفة شعبية وطنية، في مقالة نشرتها أول امس الصين إلى الوقوف في وجه الاتهامات الامريكية، قائلة إن الصمت لن يأتي إلا بمزيد من الاتهامات.
وذكرت الصحيفة إن هناك العديد من التقارير المعلنة بأن الصين تعرضت لهجمات قرصنة من جهات خارجية وبعضها يتم من جانب سلطات حكومية.
بالاضافة إلى أنه دائما يتقدم متحدث باسم الحكومة بشكاوى نيابة عن الجانب الصيني، في حين اننا فى الجانب الآخر نجد أن شركة واحدة أو مجموعة افراد لها مصالح تروي تعرضهم للهجوم، وهو ما يجعل صوت الولايات المتحدة أعلى.
وطالبت الصحيفة السلطات المعنية بالتكنولوجيا بدحض الاتهامات الأمريكية عبر بحث لتقصي الحقائق. كما شجعت ضحايا الهجمات الالكترونية التي مصدرها الولايات المتحدة بأن تخبر العالم ماذا يحدث لهم.
وذكرت الصحيفة في تعليق اخر "نحن لا نؤمن بأن الجيش الصيني غير مستعد تماما لحرب الكترونية، إلا اننا مقتنعون بأن الصين لن تتخذ اي تصرف هجومي".
وذكر المتحدث باسم الخارجية الصينية هونغ لي، خلال مؤتمر صحفي دوري أول أمس، أن الانتقاد الامريكي الذي لا اساس له "غير مسؤول وغير مهني ولن يساعد في حل المشكلة."
ونشرت صحيفة الشعب اليومية، لسان حال الحزب الشيوعي الصيني، ايضا مقالا امس (الخميس) انتقدت فيه الاتهامات التي لا اساس لها.
ونقلت الصحيفة عن وو تشنغ رونغ الباحث في مجال الكمبيوتر بجامعة فودان في شانغهاي قوله ان الاتهامات الأمريكية بالقرصنة تفتقر لأدلة كافية.
وقال إن فقرة واحدة لسجل داخلي اصدرته شركة انترنت ليس كافيا لتحديد مكان مصادر الهجمات الالكترونية، ناهيك عن انه لم يتم ذكر قطاعات الاتصال.
واضاف وو انه "لتحديد مصدر الهجمات بدقة فإن الأمر يحتاج الى تعاون بين وكالات ودول عديدة."
كما نقلت الصحيفة عن شن يي، وهو باحث في العلاقات الدولية بجامعة فودان قوله ان بعض التفاصيل التي جاءت في تقرير مانديانت كانت من مصادر غير موثوقة.
وقال شن إن "الاتهامات المتكررة لهجمات قراصنة صينيين ضد الولايات المتحدة تكشف افتقار الولايات المتحدة لثقة استراتيجية في الصين وقلقها بشأن امنها القومي".
/مصدر: شينخوا/
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn