على امتداد أكثر من ألفي سنة، شهد طريق الحرير ازدهار التواصل الودي بين الحضارتين العريقتين واستمرار التعاون بين الأمة الصينية والأمة العربية، وكسبت هذه العلاقة شعبية كبيرة بين الناس عبر التاريخ. ومنذ بداية القرن الجديد، شكل التعاون الصيني ـ العربي " طريق حرير جديد"، ولم تؤثر الاضطرابات الواسعة النطاق في العالم العربي على زخم التطور السريع للعلاقات الثنائية. وإن " الحلم الصيني" سيضخ طاقة جديدة لتوسيع التعاون الاستراتيجي بين الصين والدول العربية.
لقد شكك عدد قليل من الدول العربية في الموقف الصيني حيال القضية السورية خلال السنتين الماضية، ولكن ذلك لم يؤثر على العلاقات الثنائية. وواصلت الزيارات العربية الرفيعة المستوى إلى الصين والتعاون العملي والتبادلات الثقافية التحرك إلى الأمام. و إن زيارة وزير الخارجية السعودي، الأمير سعود الفيصل إلى الصين منذ وقت ليس بعيد تعكس الاحترام المتبادل و مواصلة تعزيز علاقات التعاون الاستراتيجي بين البلدين. وترتكز العلاقات الصينية ـ العربية على إيجاد أرضية مشتركة، وتناضل من اجل إرساء أسس متينة، وتجسيد تعاون واسع وعميق. ويعكس تعزيز التفاهم بين الصين والدول العربية صلابة ومرونة التعاون بين الجانبين. وإن الصبر وتحكيم العقل والحكمة في الخلافات المؤقتة يمكن أن يجعل العلاقات الصينية ـ العربية أكثر نضجا، ومسار تنميتها مستقر.
حققت العلاقات التجارية الثنائية بين الصين والدول العربية نقلة نوعية في مجالات هامة مثل الطاقة. والصين هي ثاني اكبر شريك تجاري للدول والعربية والدول العربية هي سابع اكبر شريك تجاري للصين. وإن دخول العديد من الدول العربية في حالة اضطرابات على مدى العامين الماضين لم يؤثر على استمرار التبادل التجاري بين الجانبين. وقد تجاوز حجم التجارة بين الصين والدول العربية 222 مليار دولار في عام 2012 محققة رقما قياسيا بزيادة قدرها 13%.وفي الوقت نفسه، فإن التعاون بين الصين والدول العربية في مجال الطاقة واسع وشامل، كما توصل الجانبيان إلى اتفاق تبادل عملة، وحقق التعاون في مجال الاستخدامات السلمية للطاقة النووية ومجالات أخرى انفراجا أيضا.وإن عمق المصالح المشتركة بين الصين والدول العربية سوف يوسع نطاق التعاون بينهما. وخلال السنوات القادمة، ستستورد الصين 10 تريليونات دولار من السلع، وتنفيذ 500 مليار دولار من الاستثمارات الأجنبية، في حين أن الدول العربية ولا سيما الدول العربية التي تمر بمرحلة انتقالية تحتاج إلى سوق ضخمة لإعادة الاعمار والطلب على الأموال. ويمكننا أن نرى أن تعاون عملي سوف يكون أكثر اتساعا، وسوف يصبح رابط المصلحة المتبادلة بين الجانبين أكثر وثوقا. وإن مواصلة الدفع المستمر لبناء علاقات بين الصين والدول العربية متسمة بالمساواة ،المنفعة المتبادلة والثقة المتبادلة، والتعاون المتكافئ لا يمكن تطوير الطاقة الايجابية في العلاقات بين الصين والدول العربية فحسب ، بل لها دور فعال في دفع العلاقات بين الجانبين على الاستمرار في التحرك إلى الأمام.
يعتبر التبادل الثقافي بين الصين والدول العربية نموذج في العالم. وعلى الرغم من الأيديولوجيات والتقاليد والثقافة المختلفة، ولكن للجانبيين القدرة على احترام المساواة والتواصل المفتوح والتعلم المتبادل. وفي الفترة التاريخية الجديدة، أعطيت التبادلات والتعلم المتبادل بين الصين والدول العربية معنى جديد. وتأمل الدول العربية التي تمر حاليا بفترة انتقالية في أن تتعلم الحكمة من مسار التنمية ونموذج التنمية الصينية، للخروج من الركود وعدم الاستقرار في وقت مبكر. والتعامل الصحيح في العلاقة بين الإصلاح والتنمية والاستقرار في الصين اعطى الدول العربية طريق مختلف للتنمية و الاهتمامات. وقال رشوان مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية أن الطريق الصيني والنموذج الصين مهمان جدا لاتجاهات البحوث العربية مستقبلا. وهناك تواصل عن كثب في الآونة الأخيرة بين النخبة السياسية والفكرية للجانبين، وأصبح موضوع تبادل الخبرات في إدارة شؤون الدولة من المواضيع الجديدة الساخنة. وإن تعزيز التبادلات والتعلم من بعضها البعض، والمشاركة في حل مشاكل التنمية من اجل تعزيز التنمية الوطنية هي الأهداف المتفق عليها بين الصين والدول العربية.
واليوم، يناضل الشعب الصيني لتحقيق الحلم الصيني بتجديد الشباب الوطني، في حين تحاول الشعوب العربية البحث عن طريق تنمية يتوافق مع الظروف والخصائص الوطنية. ويعكس السعي الحثيث لتحقيق الشعب الصيني للحلم الصيني، أو جهود الشعوب العربية لاستكشاف الطريق المناسب للتنمية سعي الجانبين للتغيير، وتطلعاتهم للتنمية، وأن جميعهم يحملون رؤية لحياة أفضل تحتوي على إحياء الثقة الوطنية. و" الحلم الصيني " فرصة، والتحولات في العالم العربي فرصة. والنظر إلى العلاقات الصينية ـ العربية، مع دعم الثقة السياسية المتبادلة والتعاون الاقتصادي والتجاري المتبادل المنفعة كحلقة وصل للتبادل والحوار الصادق ولتحقيق الهدف والتنمية المشتركة. و" الحلم الصيني" سيكون قادرا على قيادة العلاقات الصينية ـ العربية ودخولها مسار التنمية السريع.
1. حافظوا على القوانين، والانظمة المعنية التى وضعتها جمهورية الصين الشعبية، وحافظوا على الاخلاق على الانترنت، وتحملوا كافة المسؤوليات القانونية الناتجة عن تصرفاتكم بصورة مباشرة وغير مباشرة.
2. لصحيفة الشعب اليومية اونلاين كافة الحقوق فى ادارة الاسماء المستعارة والرسائل المتروكة.
3. لصحيفة الشعب اليومية اونلاين الحق فى نقل واقتباس الكلمات التى تدلون بها على لوحة الرسائل المتروكة لصحيفة الشعب اليومية اونلاين داخل موقعها الالكترونى.
4. تفضلوا بابلاغ arabic@peopledaily.com.cn آراءكم فى اعمالنا الادارية اذا لزم الامر.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn