من هي الاطراف التي تغذي شائعات نهاية العالم؟
في الحقيقة، في مايتعلق بـ "توقع المايا بنهاية السنوات الشمسية وخراب الأرض" وغيرها من الشائعات، فقد قام الموقع الرسمي لوكالة ناسا الأمريكية، والعلماء الصينيويون والتابعين من شعب المايا بتفنيد هذه الشائعة، لكن صوت العلم غرق داخل الموجات التجارية الهائجة.
بالنسبة للتاجر، لا تعد "نهاية العالم" أسطورة، وإنما فرصة تجارية. إذا في ظل جنون الإعلانات التجارية، أصبحت هذه الشائعة أكثر تأثيرا. إذ عند إدخال عبارة "نهاية العالم" على موقع تاوباو التجاري، نجد أكثر من 100 صفحة من السلع التجارية.
وقد كتبت احدى المحال التجارية المروجة لوسائل الإنقاذ على لافتته الإشهارية "مع دخولنا عام 2012، وحلول الكواث بمختلف بقاع الأرض، ...وعندما نكون بصدد اللهو مع أصدقائنا وأقاربنا، عندما نكون بصدد قيادة السيارة في سرعة قصوة، عندما .....وفجأة يحدث الزلزال المدمر، وتأتي الكوارث من كل مكان، عندها لايمكن تجاهل وسائل الإنقاذ!"
وفي مدينة إيوو بتشوجيانغ، يعمل المخترع يانغ زونغفو لساعات إضافية كل يوم للإسراع في إنها صناعة "سفينة نوح". هذه السفينة التي يتراوح سعرها بين 150 ألف يوان و 500 ألف يوان، حصلت إلى حد الآن على 26 عملية حجز. وقال المصنع، أنه شخصيا لايصدق مقولة "نهاية العالم"، لكن "سفية نوح" التي صممها وصنعها هي اسما على مسمى وسيلة إنقاذ.
ويقول يانغ زونغفو"أنا لم أتكلم يوما عن مقولة نهاية العالم، لكن هناك بعض الزبائن يصدقونها، ويستعجلون تسليم البضاعة قبل يوم 21 ديسمبر."
أما عملية الترويج لفسحة وعشاء وكتاب نهاية العالم فكانت أكثر صراحة. "الأماكن العشر التي يجب أن تزورها قبل نهاية العالم"، حيث هناك بعض وكالات الأسفار التي قامت بتعديل البرمجة من أجل ملائمة طلبات الزبائن المتعلقة بـ"نهاية العالم". في ذات الوقت أصدرت عشرات الكتب حملت عناوين من قبيل: "كتيّب النجاة من نهاية العالم"، "كتيب البقاء على قيد الحياة تحت الأرض أثناء نهاية العالم"، إلخ.
إلى جانب حملات الترويج التي تقوم بها المحلات التجارية، كانت مقولة نهاية العالم فرصة سانحة أيضا بالنسبة للعجائزيين والمجرمين وغيرهم للإستفادة من هذه المناسبة والتحيل على الناس. فقد تلقى مركز الشرطة بشنغهاي من 5 فبراير إلى السادس من نفس الشهر 25 ملف تحيل يتعلق بمقولة نهاية العالم. أما في شانغشي فقد ظهرت منظمة عجائزية إدعت أنها "الإلاه القدير"، وروجت إلى أن "الإيمان بها فقط هو الذي سيجلب للناس الطمأنينة"، في ذات الوقت تشترط تلقاء ذلك مقابل مادي.
في ذات الوقت قامت مواقع التواصل الإجتماعي بتحويل المستخدمين إلى مصدر للشائعة، حيث أدت البيئة المعقدة للدعاية الشائعة تنتشر بسرعة أكبر.
وفي هذا الصدد، يرى لي داقوانغ الأستا بقسم الإعلام بمعهد العلوم الإنسانية التابع للأكاديمية الصينية للعلوم الإجتماعية "العديد من الأشخاص بيننا بصدد الدعاية لهذه الشائعة في إطار المزاح، حيث أصبح بذلك صانع وداع للشائعة. من جهة أخرى، فإن بعض الأشخاص الذين تنقصهم القدرة على التمييز مثل المسنين والأطفال، هم ضحايا هذا السلوك."
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn