اليد الخفية التي تحرك شائعة نهاية العالم (3)

"الشائعة لا تخترق ذوي العقول"، والتدبر أمر مُلح

قال تشوجين مدير وكالة علم الفلك ببكين، أن ما يسمى "نهاية العالم"، هي مقولة لا أساس لها، لكن يجب تقليب النظر جيدا في أسباب إنتشار هذه الشائعة على نطاق واسع، حيث الأفضل أن نغير يوم "نهاية العالم" إلى "يوم للتدبر في العالم"، وتقليب النظر في السلوك البشري.

يقول المثل الصيني؛ "الشائعة لاتخترق ذوي العقول"، وكل من لديه معرفة بسيطة بعلوم الدعاية، له القدرة على الحكم بأن مايحدث هو سلوك تجاري، وإلا فإنه بعدما تطفأ هذه الشائعة ستظهر المزيد من الخرافات. كما أن معارف النجاة من الكوارث وإكتناز الثروة المادية، هي عمل طويل المدى، وليس حاجة تصلح أثناء "نهاية العالم" فقط.

بهذه المناسبة، أعلنت شركة تنشط في مجال الإبتكار الثقافي بمدينة نينغبوه يوم 10 ديسمبر بإعلانها عن منح موظفيها عطلة "نهاية العالم" يومي 20 و21 ديسمبر، وصرفت لكل موظف 600 يوان في شكل "تعويض نهاية الخدمة بمناسبة نهاية العالم"، آملة بأن يجلس موظفيها مع عائلاتهم وأحبائهم في عشاء معا، وإهدائهم هدية مودة. وقد إستقطب هذا الأمر إهتماما واسعا داخل المجتمع. من جانبه قال المدير العالم للشركة بأنه شخصيا لايؤمن بنهاية العالم، لكنه يعرف بأن جيدا "أهمية العائلة بالنسبة للعامل، وآمل أن أمنح عائلات الموظفين الدفء والمودة، وأنقل لهم الطاقة الإيجابية."

هناك من يصدق مقولة "نهاية العالم"، وسواء تعلق الأمر بالجاهلية أو الوثنية، فإن الكثير يصدقها، لكن هناك سمة مشتركة بين جميع كل الذين يصدقون، وهي فقدانهم للرعاية والحب الكافيين. وفي هذا الصدد يشير شيا شيولوان الأستاذ بقسم علم الإجتماع بجامعة بكين إلى أن وهم نهاية العالم يعكس قلق وجودي حقيقي. إذ في ظل الضغوط الحياتية الكبيرة، أصبحنا أكثر بعدا عن أهلنا وأصدقائنا وضمائرنا، وهذا جعل الإنسان الحالي يشعر بفقدان السند، والقلق وحتى الرعب، وهذا ما عمق "الشعور بنهاية العالم". العقل الباطن عند الكثير من الشباب قام بتحويل "نهاية العالم" إلى "مرح اللعب والتسوق"، في محاولة إلى طرد الضغوط، وتهدئة القلق، والبحث عن السند الروحي.

ويقول شيا شيولوان "من زاوية علم النفس الإجتماعي، فإن كل شخص في حاجة إلى تصور نهاية العالم: لو إفترضنا إنتهاء العالم بالفعل، فمن سنرافق؟ وماهو الشيء الأثمن في حياة الإنسان؟ لذا فقد يكون الجلوس مع الأهل والأصدقاء يوم 21 ديسمبر والتدبر جيدا في حياة الإنسان من خلال "نهاية العالم"، قد يكون فيه فائدة لمستقبلنا. "

[1] [2] [3]

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/