تحقيق : وفود التضامن إلى غزة تكسر عزلة القطاع من دون نتائج تنموية ملموسة (2)

دلالات معنوية
ولم تقتصر جنسيات وفود التضامن إلى غزة على الدول العربية والإسلامية بل امتدت لتشمل الولايات المتحدة الأمريكية ودولا أوروبية وأسيوية مختلفة، إلا أن دلالاتها ظلت تقتصر على الطابع الشعبي وحد أدنى من الدلالات السياسية العملية.

ويقول رامي عبده المدير الإقليمي لمجلس العلاقات الأوروبية الفلسطينية في غزة ل(شينخوا) إن الرسالة الأهم لوفود التضامن تمثلت في رفع معنويات سكان القطاع وإشعارهم بأن هنالك من يسمع صوتهم ويتضامن معهم.

وانتقد عبده ما وصفها "بحالة التعظيم" التي ترافق نتائج حركة الوفود الكثيفة إلى غزة "باعتبار أن غالبيتها شعبية ولا تتمتع بالصفة الرسمية التي تتطلب حضورها من أجل القول بكسر الحصار السياسي عن القطاع ".

كما يرى أن الوصول المكثف لوفود التضامن حمل رسالة سياسية عكسية بأن غزة ليست محاصرة وقوافل المساعدات تدخلها بشكل يومي "رغم أن مجموع كل من نقلته هذه القوافل قد لا يتساوى مع مجموع ما كان يدخل من بضائع عبر المعابر الرسمية خلال يوم واحد قبل فرض الحصار" في العام 2007.

بالتالي يشدد عبده، على الحاجة إلى إعادة تعريف الحصار المفروض حاليا على قطاع غزة "لأن صور هذا الحصار تغيرت وشهدت تراجعا كبيرا، ما يفرض تحديد هل الحصار الحالي سياسي أم مالي أم حصار على الحاجيات الإنسانية للسكان ؟".

وأدخلت إسرائيل سلسلة تسهيلات واسعة على حصارها لقطاع غزة مطلع يوليو 2010 استجابة لضغوط دولية بعد اعتراض قواتها البرية (أسطول الحرية) قبل ذلك بشهرين ومنعه بالقوة من الوصول إلى القطاع لنقل مساعدات.

إغاثة مؤقتة دون تنمية
وتستحوذ حكومة حماس على النصيب الأكبر في استقبال وترتيب زيارات وفود التضامن في غزة، فيما تتولى منظمات وجمعيات إغاثية مثل منظمة التعاون الإسلامي في القطاع استقبال الوفود الأخرى، وسط شكاوى مستمرة بالعشوائية في جداول أعمال هذه الوفود وما تحمله من مساعدات .

ويقول محمد حسنة مدير مكتب منظمة التعاون الإسلامي في غزة لـ (شينخوا) إن الغالبية الساحقة لوفود التضامن إلى غزة تركز على الجهودالإغاثية المؤقتة التي لا تدعم ركائز التنمية الحقيقية في القطاع.

ويشير حسنة إلى أن الوفود القادمة إلى غزة على أهميتها لا ترتب زياراتها بناء على دراسة لاحتياجات الإغاثة المطلوبة في القطاع فتأتي محملة بمساعدات عينية وأحيانا مبالغ مالية دون أن تذهب باتجاهات تنموية تفيد سكان القطاع على المدى البعيد.

ويقدر حسنة بأن وفود التضامن المختلفة إلى غزة قدمت مبالغ مالية تصل إلى ملايين الدولارات، لكنها تذهب بشكل عشوائي سواء باتجاه خزينة الحكومة في غزة، أو الجمعيات الإنسانية والقليل منها لعدد محدود من العائلات المحتاجة.

ويشدد بهذا الصدد على ضرورة تشكيل جسم تنسيقي من المؤسسات المسيرة لوفود التضامن لتنسق مع جهات الاختصاص في قطاع غزة فيما يتعلق بالمساعدات ونوعيتها حتى تستند إلى احتياجات سكان قطاع غزة.

ويأمل سكان قطاع غزة بأن تساهم وفود التضامن في الحد من معدلات الفقر والبطالة القياسية في صفوفهم من خلال مشاريع تنموية، خاصة ما يتعلق بمشاريع الأعمار وبناء وترميم منازل آلاف الفقراء منهم.

ويرى مراقبون في غزة، أن توفير جسم تنسيقي وقاعدة معلومات من شأنه إيجاد قاعدة أكثر شفافية ومهنية لعمل وفود التضامن وقوافل المساعدات التي ترافقها لما قد تثيره من شبهات حول عمليات تلاعب ومكاسب شخصية لبعض القائمين على أمور التنسيق لها في غزة.

إنعاش سياحي
وساهمت حركة الوفود الكثيفة إلى غزة، خصوصا ذات العدد الكبير من المتضامنين المشاركين فيها بانتعاش نسبي في أنشطة الحركة السياحية في قطاع غزة خصوصا فيما يتعلق بعمل الفنادق التي نفضت الغبار عن غرف النزلاء فيها بعد سنوات من العزلة.

ويقول صلاح أبو حصيرة مسؤول جمعية أصحاب الفنادق والمطاعم في غزة ل(شينخوا) إن جميع الوفود التي وصلت القطاع تقيم في الفنادق المحلية ما جعلها تحظى بانتعاشة كبيرة في عملها.

وذكر أبو حصيرة أن جميع فنادق غزة البالغ عددها 17 فندقا حظيت بحجز كامل لغرف النزلاء فيها والبالغ إجمالي عددها 450 غرفة، ما حقق لها أرباحا مجزية بعد سنوات من الركود الحاد.

ويبلغ متوسط إقامة وفود التضامن في غزة خمسة أيام.

/مصدر: شينخوا/