تحقيق : وفود التضامن إلى غزة تكسر عزلة القطاع من دون نتائج تنموية ملموسة

غزة 29 أبريل 2013 / تحول معبر رفح البري على الحدود بين قطاع غزة ومصر إلى قبلة للعشرات من وفود التضامن المحملة بمساعدات إغاثية لكسر عزلة القطاع المحاصر منذ نحو ستة أعوام لكن من دون أن تؤدي زياراتها لنتائج تنموية ملموسة.

وحظي قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الإسلامية (حماس) منذ منتصف العام 2007، بزيارات مكثفة شبه يومية لوفود التضامن على مدار الأشهر الستة الأخيرة بعد زيارات نادرة كانت تقوم بها قبل ذلك لمحاولة فك الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع الساحلي.

ودفعت تطورات "الربيع العربي" في عدد من البلدان العربية، بجانب تعرض قطاع غزة لعملية عسكرية إسرائيلية منتصف نوفمبر الماضي أسفرت عن مقتل نحو 184 فلسطينيا على مدار ثمانية أيام، نحو زيادة ملموسة في توافد قوافل التضامن إلى غزة.

ويقول وكيل وزارة الشؤون الخارجية في حكومة حماس في غزة غازي حمد لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن أكثر من 200 وفد شعبي وتضامني وصل القطاع منذ العملية العسكرية الإسرائيلية على القطاع، وهو مستوى غير مسبوق منذ فرض الحصار الإسرائيلي.

واعتبر حمد أن حركة الوفود الكثيفة إلى غزة "مثلت رسالة انفتاح عربي وإسلامي ودولي على غزة، بما ساهم في انهيار كبير في جدار الحصار الذي ظل القطاع يعانيه على مدار سنوات وتعزيز حالة التضامن مع سكانه سياسيا واقتصاديا".

إشكاليات الانقسام
وفيما يغلب الطابع الشعبي على وفود التضامن القادمة إلى غزة، فإن القطاع حظي بزيارات لوفود سياسية لافتة دشنها أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في أكتوبر الماضي مطلقا سلسلة مشاريع للأعمار فيه.

وزار غزة خلال العملية العسكرية الإسرائيلية وفود رفيعة ترأس أحدها في حينه رئيس الوزراء المصري هشام قنديل، ثم وفد رسمي من جامعة الدول العربية ضم 10 وزراء خارجية عرب يرافقهم نظيرهم التركي أحمد داوود أوغلو.

ويقول حمد إن هذه الزيارات السياسية الهامة فتحت آفاقا واسعة أمام تدفق غير مسبوق لوفود التضامن والزيارات الهامة بعد ذلك، كان على رأسها زيارة رئيس الوزراء الماليزي محمد نجيب عبد الرازق إلى القطاع في 22 من يناير الماضي.

وأثارت مثل هذه الزيارات السياسية إلى غزة، غضب السلطة الفلسطينية التي اعتبرتها تكريسا للانقسام واعترافا بالأمر الواقع لجهة سيطرة حركة حماس على الأوضاع في القطاع، الأمر الذي تنفيه حكومة حماس.

وبهذا الصدد، يرى حمد أنه "لا يمكن اعتبار زيارات وفود التضامن إلى غزة محاولة للانفصال عن الوطن الفلسطيني كونه لا يجب إقحامها أصلا بالخلاف الفلسطيني الداخلي ولأنها تصب في مصلحة القضية الفلسطينية وتعزيزها مكانتها بشكل عام".

/مصدر: شينخوا/