تقرير : رئيس مجلس الدولة الصينى فى أولى جولاته الخارجية لتوضيح دبلوماسية القيادة الجديدة (2)

من جيران الى شركاء متكاملين

بدءا من الهند وباكستان ، وهما جارتان قريبتان للصين ، فإن زيارة لى الأولى تؤمن على أولوية دبلوماسية بكين فى علاقاتها مع الدول المجاورة لها .

كما ان سويسرا وألمانيا من ناحية أخرى ، هما دولتان مهمتان فى اوروبا ، المنطقة التى تضم أكبر عدد من الدول المتقدمة فى العالم . وان الصين وأوروبا ليستا مترابطتين اقتصاديا فحسب ، بل إن بينهما أيضا توافق بشأن بناء عالم متعدد الأقطاب وإنجاز التنمية المشتركة .

والهند على وجه الخصوص ، هى المحطة الأولى فى زيارة لى ، وهى حقيقة تبين الأهمية القصوى التى يوليها كلا البلدين للآخر .

وباعتبارهما أكبر الدول النامية وأكثرها سكانا ، فإن البلدين لديهما مصالح مشتركة واسعة تدعوهما للعمل سويا فى التنمية . وحيث انهما سوقان كبيران صاعدان يتمتع بنمو اقتصادى يحسدان ، فإن كليهما تقدم للأخرى فرصا عديدة لزيادة التعاون .

وعلى خلفية تعافى الاقتصاد العالمى الهش وضعف الطلب بالدول المتقدمة ، فإن التعاون بين البلدين العضوين فى تجمع بريكس لن يعود بالنفع عليهما فحسب ، بل سيؤثر إيجابيا فى الاقتصاد العالمى ايضا .

اما الصين وباكستان فهما شريكان "فى كل الظروف " كما يطلق عليهما ، نظرا لصداقتهما المتميزة ، التى وضعت اساسا صلبا لتوسيع تعاونهما القديم الممتد لعقود.

وقال جين يي نان ، وهو خبير استراتيجى صينى بارز فى جامعة الدفاع الوطنى التابعة لجيش التحرير الشعبى الصينى " فى أحلك الأوقات أو فى افضلها ، فإن العلاقات الصينية الباكستانية لاتتأثر بتقلب الأحوال ".

وحيث إن سويسرا وألمانيا من الدول المتقدمة فى اوروبا فإنهما تختلفان عن الصين .ومع ذلك ، فإن الصين والدولتين الأوربيتين بينهم تكامل اقتصادى .

فأوروبا فى حاجة حاليا الى سوق الصين الضخم فى حربها ضد أزمة الديون الممتدة. بينما تحتاج الصين الى التكنولوجيا الأوروبية المتقدمة والخبرة الإدارية فى محاولتها لتحقيق التحول الاقتصادى وتحقيق الحلم الصينى بتجديد حيوية البلاد.

علاقات أوثق مبنية على ثلاثة أعمدة

تهدف زيارة لى التى تشتمل على 4 بلدان الى تعزيز العلاقات الثنائية بتقوية الثقة السياسية المتبادلة وتوسيع التعاون الإقتصادى وتعزيز التبادلات الثقافية والشعبية.

فالتعاون السياسى والاقتصادى والثقافى هم ثلاثة أعمدة للتنمية الصحيحة للعلاقات الثنائية .

على المستوى السياسى ، من المتوقع ان يلتقى لى مع نظرائه الأجانب والوزراء والبرلمانيين وزعماء الأحزاب فى الدول الأربع التى ستشملها جولته الخارجية ،لتوضيح اخلاص الصين وثقتها فى تعزيز الاتصال السياسى والتعاون مع الدول الأربع.

وتعد الثقة السياسية المتبادلة بمثابة مقدمة مهمة للتطور السليم للعلاقات الثنائية ، وخلال زيارة لى ، تأمل الصين فى التوصل الى المزيد من التوافق السياسى مع الدول الأربع، الأمر الذى من شأنه زيادة الثقة السياسية المتبادلة وتعزيز التنمية الشاملة للعلاقات الثنائية .

وفى المجال الإقتصادى ، سيوقع لى على مجموعة من الاتفاقات التعاونية وسيسعى الى تحقيق اختراقة فى العديد من المفاوضات الاقتصادية والتجارية.

وقد ازدهر التعاون الاقتصادى بين الصين والدول الأربع فى السنوات الأخيرة.

وتعد الصين أكبر شريك تجارى لألمانيا فى منطقة آسيا -الباسيفيك، بينما تعد ألمانيا أكبر شريك تجارى للصين فى أوربا .

وستكون منطقة التجارة الحرة بين الصين وسويسرا بمثابة دفعة للتعاون الثنائى بين البلدين.كما أن الصين والهند اتفقتا على رفع حجم التجارة السنوية بينهما الى 100 مليار دولار بحلول عام 2015، بينما تنمو التجارة بين الصين وباكستان بأكثر من 20% كل عام .

ومن المتوقع ان تدفع زيارة لى التعاون البرجماتى بين الصين والدول الأربع ،الذى لن يفيد الدول الأربع وحدها بل يفيد كذلك الاقتصاد العالمى الذى مازال يعانى من المشاكل المالية .

ومن أجل تعزيز التبادلات الثقافية وبين الشعوب ، فإن رئيس مجلس الدولة الصينى سيلتقى خلال زياراته مع المواطنين المحليين من كافة مناحى الحياة.

فالفهم الافضل وتعميق الصداقة بين الشعوب سيضع المزيد من الأسس الصلبة لتنمية العلاقات بين الدول.

ومما يبعث على السرور أن نلاحظ أن الصين حققت نتائج مثمرة فى التبادلات الثقافية والتبادلات بين الشعوب مع الدول الأربع ، ومن شأن زيارات لى أن توطد تلك الروابط على نحو أكبر.

/مصدر: شينخوا/