تحقيق إخبارى : برنامج تلفزيوني يتيح انتخاب رئيس فلسطيني شاب افتراضيا (2)

إذ أن البرنامج يقوم في أساس فكرته على عرض أفكار هؤلاء الشباب من أجل التغيير المنشود في الواقع الفلسطيني.

ويعتمد نجاح المتسابق في البرنامج على قرار لجنة التحكيم التي تملك صلاحية 75 في المائة من النتيجة، فيما تخصص 25 في المائة المتبقية لتصويت الجمهور لكل متسابق.

وتقول وزير السياحة السابقة في السلطة الفلسطينية والعضو في لجنة تحكيم برنامج "الرئيس" خلود دعيبس، ل(شينخوا)، إنها تأمل أن يؤدي البرنامج إلى اتخاذ الشباب أدورا أكثر فعالية في الحياة السياسية.

وتضيف دعيبس "لم نر الكثير من الشباب سواء من الرجال والنساء كمرشحين للرئاسة أو حتى للمناصب العليا، لهذا فالأمر هو لتشجيع مشاركة أوسع للشباب، بالإضافة إلى أنه من الجيد أن تستمع القيادة لما يفكر به الشباب".

وتتكون لجنة التحكيم الرئيسة في البرنامج من سبعة شخصيات اعتبارية فلسطينية منهم عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي، والعضو العربي في الكنيست الإسرائيلي أحمد الطيبي، ووزير الشئون الاجتماعية في السلطة الفلسطينية حاليا ماجدة المصري.

وفي كل حلقة توجه لجنة التحكيم أسئلة للشباب المتنافسين على المنصب الرمزي، حول قضايا مثل المستوطنات الإسرائيلية، وعقوبة الإعدام وأزمة الاقتصاد وأولوية القوانين والتشريعات.

وأتاح ذلك عرض عشرات الأفكار من الشباب كان بينها اقتراح بشار فراشة من الضفة الغربية، تشكيل حزب سياسي جديد يحمل اسم "الحقيقة"، للتركيز على الأنشطة الاجتماعية والسياسية للشباب.

وفي معرض اقتراحه، قال بشار في إحدى حلقات البرنامج، ستتم دعوة معظم الشبان الفلسطينيين إلى الانضمام لهذا الحزب تعبيرا عن اليأس من الأحزاب المتواجدة حاليا، ومن أجل منافستها مستقبلا في أي انتخابات برلمانية فلسطينية أو رئاسية.

أما وعد الفراجلة (21 عاما) من بيت لحم بالضفة الغربية وهي أصغر متسابقة تصل لنهائيات البرنامج، فاختارت التركيز على واقع تهميش المرأة في المجتمع الفلسطيني وترويج إنهاء مظاهر العنف ضدها.

وتقول الفراجلة ل(شينخوا)، إن تفعيل دور المرأة في المشاركة السياسية أمر شديد الضرورة في المجتمع الفلسطيني وهي ركزت على إلغاء نظام (الكوتا) ومنح المرأة حقوقها لتتمكن من إثبات قدراتها ومزاحمة الرجال على المناصب القيادية.

وتعرب الفراجلة، عن سعادتها بمستوى الشهرة الذي حققه لها البرنامج، معربة عن أملها بأن يكون مبادرة جدية لـ"كسر الحواجز المتراكمة بين المسئولين الفلسطينيين ومختلف فئات المجتمع، خصوصا الشباب".

ويخضع المتسابقون في المراحل النهائية من برنامج "الرئيس" لتدريبات متنوعة منها ورش عمل سياسية واقتصادية، وأخرى بطابع عسكري في الأكاديمية الأمنية في مدينة أريحا بالضفة الغربية، وصولا إلى التدريب على البروتوكولات الرسمية وحياة الشخصيات العامة.

ويقول أحمد خريس (29 عاما) وهو أحد المتأهلين للمراحل النهائية في البرنامج من قطاع غزة ل((شينخوا))، إنه وفر لهم فائدة مستقبلية بغض النظر عن الفائز النهائي به، تتعلق بتنمية وتطوير قدراتهم لنفض غبار التهميش عنهم وتهيئتهم للمشاركة الفاعلة.

ويضيف خريس "استفدت من البرنامج بشكل رائع (..) تعرفت أكثر على النظام السياسي وأنواع الحقوق والمواطنة وكيفية والمشاركة السياسية وحتى مواجهة كاميرات التصوير من دون قلق وارتباك وهذا مهم للمستقبل المهني".

واقتصرت مشاركة سبعة متسابقين من قطاع غزة وصلوا إلى المراحل النهائية في البرنامج على تقديم أنفسهم للجنة التحكيم من خلال نظام الربط التلفزيوني (الفيديو كونفرس).

وقد منعت السلطات الإسرائيلية المتسابقين السبعة من السفر من قطاع غزة إلى الضفة الغربية للالتحاق باستوديوهات التصوير الرئيسة هناك، بحسب إبراهيم قنن منتج البرنامج في غزة.

ويشير قنن ل(شينخوا)، إلى أن المنع الإسرائيلي أثر سلبيا على مشاركة الشباب من غزة بحكم فقدانهم فرصة اللقاء المباشر بلجنة التحكيم والقيام بالمهمات المطلوبة منهم بشكل واسع مثل متسابقي الضفة الغربية.

وبلغت ميزانية إنتاج برنامج "الرئيس" نحو نصف مليون دولار بتبرع من الحكومة الهولندية، ومؤسسات محلية على أن يتوج الفائز به نهاية الشهر المقبل.

وسيحظي الفائز بالسفر إلى العديد من دول العالم كرئيس افتراضي لفلسطين، وكذلك جوائز عينية خلال احتفال تسعى إدارة البرنامج أن يحضره الرئيس عباس.