تحقيق إخبارى : برنامج تلفزيوني يتيح انتخاب رئيس فلسطيني شاب افتراضيا

بيت لحم 23 مايو 2013 /لم ينتخب الفلسطينيون رئيسا لهم منذ العام 2005، غير أن الفرصة تتاح لهم حاليا ولو افتراضيا لانتخاب رئيس شاب عبر برنامج تلفزيوني يحمل اسم "الرئيس".

وتبث برنامج "الرئيس" فضائية (معا) الفلسطينية المستقلة التي تتخذ من بيت لحم في الضفة الغربية مقرا لها ويعد الأول من نوعه عربيا وأجنبيا ليوفر فرصة للمتنافسين الشباب بتقديم برامجهم الانتخابية أمام المشاهدين من أجل انتخاب أحدهم كرئيس افتراضي.

ويقول رائد عثمان مدير عام شبكة (معا) ومنتج برنامج "الرئيس" الذي يصنف ضمن فئة "تلفزيون الواقع" لوكالة أنباء (شينخوا)، إن فكرته انطلقت من السعي إلى تنمية الوعي لدى الشباب الفلسطيني في قضية المواطنة وتعزيز دورهم في المجتمع عبر المشاركة الديمقراطية.

ويضيف عثمان، أن البرنامج وفر فرصة نادرة لقطاع واسع من الشباب الفلسطيني للتعبير عن ذاتهم ورؤيتهم لتقديم حلول إبداعية للمعضلة التي يعانيها الواقع الفلسطيني في مختلف القضايا السياسية والاقتصادية وغيرها.

وجذبت فكرة برنامج "الرئيس" 1200 متسابق تقدموا للمشاركة فيه في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة ومن العرب داخل إسرائيل، جرى اختيار 25 منهم فقط للدخول في المرحلة النهائية من البرنامج.

واشترط البرنامج الذي بدأت فضائية (معا) ببث حلقاته مطلع مارس الماضي، على المتقدم للمشاركة فيه أن يكون فلسطينيا وعمره ما بين 20 و35 عاما من مواليد الأراضي الفلسطينية وإسرائيل وحاصل على شهادة جامعية.

ويقول عثمان، إن البرنامج يحاكي تجربة انتخابات للرئيس "ليوجه رسالة انتقاد داخلية وخارجية برغبة الشعب الفلسطيني في التداول السلمي للسلطات وانتظام إجراء الانتخابات الديمقراطية".

ويضيف "بحكم طبيعة البرنامج فإنه أدى إلى كثير من الانتقاد للوضع السياسي القائم خاصة للانقسام الداخلي الذي منع ومازال إجراء انتخابات جديدة (..) نريد التأكيد أننا شعب قابل للحياة الديمقراطية الحقيقية بعيدا عن الفئوية المسيئة ".

وطوال مدة 20 عاما من عمر الحكم الذاتي كان للفلسطينيين رئيسين منتخبين، الأول ياسر عرفات وبقي رئيسا حتى وفاته عام 2004، أما الثاني محمود عباس (78 عاما) فما زال في السلطة بعد انتخابه عام 2005 لمدة أربع سنوات.

وآخر انتخابات عامة أجريت في الأراضي الفلسطينية كانت للمجلس التشريعي (البرلمان) وفازت بها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عام 2006 التي سيطرت لاحقا بالقوة على قطاع غزة منتصف العام 2007 بعد جولات من القتال مع القوات الموالية للسلطة الفلسطينية ما تسبب بانقسام مع الضفة الغربية.

ولم تنجح جهود المصالحة برعاية مصرية وعربية منذ ذلك الوقت في وضع حد للانقسام، ويعد الخلاف على تحديد موعد لانتخابات عامة جديدة أبرز العقبات أمامها.

وفي وقت أطاحت الاحتجاجات الشعبية بقادة طال بهم الزمن في كل من مصر وليبيا، وتونس، واليمن، فإن فكرة برنامج "الرئيس" قد تمثل محاولة تمرد افتراضية للشباب على عدم تداول السلطات للقيادة الفلسطينية التي لم تتعرض لرياح "الربيع العربي" على الرغم من الانقسام وأعوام طويلة من جهود السلام المتعثرة مع إسرائيل.

/مصدر: شينخوا/