جميع الأخبار|الصين |العالم|الشرق الأوسط|التبادلات |الأعمال والتجارة | الرياضة| الحياة| العلوم والثقافة| تعليقات | معرض صور |

الصفحة الرئيسية>>الشرق الأوسط

تحقيق: عاصفة شتوية تزيد محنة سكان قطاع غزة (3)

/مصدر: شينخوا/  08:47, December 13, 2013

تحقيق: عاصفة شتوية تزيد محنة سكان قطاع غزة  (3)

غزة 12 ديسمبر 2013/ لم يجد الفلسطيني يوسف أبو شعر سوى مدرسة تابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) للجوء إليها عله يحمي أطفاله الستة من موجة برد قاسية تضرب قطاع غزة هذه الأيام.

وأجبر أبو شعر وعائلته على قضاء ساعات الليل داخل المدرسة بعد غرق منزلهم الواقع في شرقي مدينة خان يونس في جنوب غزة، بالأمطار التي تتساقط بغزارة في القطاع الساحلي.

ويقول أبو شعر لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن منزله غمرته مياه الأمطار، ما اضطره إلى الخروج وأطفاله للعراء بلباس النوم للنجاة بأنفسهم.

ويضيف الرجل أنه هرع مع جيرانه للجوء إلى المدرسة كأقرب سبيل ممكن هربا من غزارة الأمطار المتواصلة.

وأعلنت أونروا عن فتح مدارسها في غزة لإيواء المتضررين من موجة الأمطار وما أحدثته من سيول تدفقت إلى المنازل.

وافترشت عشرات من العائلات فصول المدرسة وسط أجواء من البرد القارس.

وضربت الأراضي الفلسطينية منذ يومين عاصفة شتوية حادة تخللتها أمطار غزيرة تحولت إلى سيول غير مسبوقة في أجزاء واسعة من قطاع غزة.

وغمرت مياه السيول عشرات المنازل والطرقات العامة في القطاع الساحلي الذي يعاني من ضعف حاد في بنيته التحتية بفعل سنوات من جولات العنف المتكررة مع إسرائيل.

وعطلت الدارسة والجامعات يوم أمس الأربعاء واليوم (الخميس) في قطاع غزة بسبب الأجواء الماطرة.

وتضاعف الأجواء الشتوية من معاناة سكان المخيمات لما تحمله من مخاطر عليهم داخل منازل متهالكة.

ففي مخيم الشاطئ للاجئين غربي غزة، التف أفراد عائلة أبو حسن غنايم، حول نيران حطب أوقدوها داخل ساحة منزلهم الضيق علها تجلب لهم بعض الدفء كي يحرك الدم البارد في عروقهم.

وقال الخمسيني أبو حسن لـ(شينخوا) إنه وعائلته المكونة من 12 فردا يواجهون ظروفا في غاية القسوة بفعل أوضاعهم المعيشية المتدهورة في مواجهة تدفق الأمطار.

ولا تتعدى مساحة منزل عائلة غنايم سوى 100 متر مغطى بألواح من الصفيح ما سمح للأمطار بالتسرب إلى داخل المنزل.

ويقول أبو حسن إنهم يعلمون على مدار الساعة بتغطية منافذ المنزل بالنايلون لتفادي تسرب الأمطار إليهم، فيما تكاد شدة البرد تفتك بهم.

ويضيف أنه تلقى وعودا بالحصول على مساعدات تعينه على تحمل هذه الأجواء لكن ذلك لم يتحقق حتى الآن.

وتابع وهو يرتجف من شدة البرد كحال أطفاله "الحياة هنا مأساوية، على المسؤولين أن يقيموا معنا ليلة وسط عاصفة المنخفض ليشعروا كم نعاني من دون كهرباء أو وسائل تدفئة وحماية".

وفر عدد من سكان المخيم من منازلهم بعد أن غمرتها سيول الأمطار باتجاه أقارب لهم على أمل العودة سريعا بعد تحسن الأحوال الجوية، فيما بقي آخرون داخلها لعدم وجود بدائل لهم.

وأعلنت وزارة الصحة في الحكومة المقالة التي تديرها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة أن 30 شخصا على الأقل تعرضوا لإصابات مختلفة بفعل المنخفض الجوي البارد وغرق منازلهم.

وقال جهاز الدفاع المدني في غزة في بيان إن عشرات المنازل خصوصا في مناطق جنوب القطاع غمرتها سيول الأمطار.

وقال العميد يوسف الزهار مدير جهاز الدفاع المدني في غزة لـ(شينخوا) إن طواقم الإنقاذ بحالة استنفار مستمرة لإغاثة السكان المتضررين من الأحوال الجوية الماطرة.

لكن الزهار يشتكي من ضعف في إمكانيات طواقم الإنقاذ وسوء الأدوات المتوفرة لديهم في عشرات البرك التي تسببت بها الأمطار في مناطق سكنية مختلفة.

وتزيد الأحوال الجوية من محنة سكان قطاع غزة بفعل مواجهتهم منذ شهور تفاقما في نقص الخدمات الأساسية وخاصة الكهرباء.

ويصل عجز انقطاع التيار الكهربائي إلى نحو 75 في المائة منذ مطلع الشهر الماضي بسبب توقف محطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع لنفاد الوقود اللازم لتشغيلها.

وحذر وزير الداخلية في حكومة حماس فتحي حماد مساء أمس الأربعاء، من مواجهة قطاع غزة خطر "كارثة إنسانية" نتيجة المنخفض الجوي ونقص المعدات اللازمة لمواجهة الآثار السلبية للأمطار.

ونبه حماد خلال مؤتمر صحفي عقده لهذا الغرض من مخاطر نقص الوقود اللازم لتشغيل مضخات مياه الصرف الصحي التي قد تغرق منازل وتسبب كوارث إنسانية.

وكبد سوء الأحوال الجوية المزارعين المحليين في غزة خسائر باهظة خصوصا مربي الدواجن في ظل أزمة الكهرباء وغاز الطهي الذي يستعمل في التدفئة المستمرة منذ شهور.

في غضون ذلك، أطلقت مجموعات شبابية حملة تطوع لجمع مساعدات للسكان المتضررين من سوء الأحوال الجوية.

وقال عماد سليمان أحد القائمين على الحملة لـ(شينخوا) " إنهم عملوا على تقديم أغطية وملابس شتوية لنحو 150 عائلة متضررة من العاصفة الشتوية في محاولة لإغاثتهم ولو بأقل القليل ".

وأوضح سليمان أن نحو 50 متطوعا يشرفون على الحملة لجمع التبرعات واستخدامها في الحد من المصاعب المعيشية التي يواجهها السكان نتيجة ظروفهم الاقتصادية السيئة.


[1] [2] [3]

صور ساخنة

أخبار متعلقة

 

أخبار ساخنة