تعليق: المصالحة الوطنية الفلسطينية.. لماذا تقلق أمريكا وإسرائيل؟ (2)

المصالحة تهدف إلى الضغط على إسرائيل

جاء توقيع " اتفاق القاهرة" و "إعلان الدوحة" بين حركتي فتح وحماس في مايو 2011 وفبراير 2012، في مصر تحت رعاية قطر ودول عربية أخرى، ولكن الملفين تم وضعهما على الرف طيلة السنوات الثلاث الماضية بسبب التغيرات الجذرية في الوضع الإقليمي والصراع الداخلي.

ويواجه الرئيس محمود عباس من حركة فتح ضغوطات متزايدة في ظل عدم إحراز أي تقدم في محادثات السلام الفلسطينية الإسرائيلية التي استأنفت منذ ما يقرب من تسعة أشهر،وتعزيز المصالحة الفلسطينية في هذا الوقت يساعده بالتأكيد على إدارة فلسطين الموحدة، و يصبح الممثل الشرعي لجميع الشعب الفلسطيني، كما يمكن أن تكون المصالحة الوطنية الفلسطينية ورقة مساومة كبيرة خلال الجولة القادمة بين فلسطين وإسرائيل.

ومن ناحية أخرى، شهد حماس تهميشا تدريجيا في منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية، وعزلا من المجتمع الدولي أيضا، ويزداد وضعها السياسي والأمني استغاثة.

ويعتقد عدد من المحللين لشؤون الشرق الأوسط أن المصالحة بين فتح وحماس سوف يضغط على إسرائيل، مما يضطرها إلى تقديم تنازلات في محادثات السلام. وقال مايك كير فيغاس أستاذ بقسم الدراسات الشرق أوسطية بجامعة بار إيلان الإسرائيلية، أن المصالحة الوطنية الفلسطينية "خدعة" تهدف الى الضغط على إسرائيل. من ناحية، تأمل فلسطين من أن تخاف إسرائيل وتقدم تنازلات في محادثات السلام. من ناحية أخرى، تعزيز فلسطين القوة الشاملة لمواجهة إسرائيل.

محادثات السلام الفلسطينية الإسرائيلية المتعثرة

وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس،أنه لا تناقض بين المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية والمصالحة الوطنية، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو اصدر تحذيرا. وقال نتنياهو خلال لقائه مع وزير خارجية النمسا "سيباستيان كورتس يوم 23 ابريل الجاري بأن على السلطة الفلسطينية أن تختار بين صنع السلام مع حماس أو مع إسرائيل. وقال وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان أن طالما هناك اتفاق للسلطة الفلسطينية مع حماس فإن الاتفاق مع إسرائيل مستحيل. ووفقا للتقارير، فإن سلاح الجو الإسرائيلي قصف هدفاً في شمال قطاع غزة أصاب ستة أشخاص بعد وقت قريب من إصدار اتفاق الفصائل الفلسطينية.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكيةجين بساكى إن أمريكا تشعر بخيبة أمل بسبب اتفاق حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة ومنظمة التحرير الفلسطينية التي يقودها الرئيس محمود عباس على تنفيذ اتفاق مصالحة. وأضافت، التوقيت مثير للقلق، ويمكن أن يعقد ذلك جهود أمريكا بشكل خطير.

وقال السفير فيليب ويلكوكس، رئيس مؤسسة السلام في الشرق الأوسط والقنصل الأمريكي السابق، أن معارضة المصالحة بين فتح وحماس موقف ثابت لأمريكا، لكنه لا يتوافق مع الموقف الشخصي. وأن الأمريكي والإسرائيلي بشأن معارضة المصالحة الوطنية الفلسطينية ذات معايير مزدوجة. وبالنظر من الزاوية التاريخية، كان هناك مصالحة وطنية بين إسرائيل وجمعية عسكرية صهيونية خلال النضال ضد حكم بريطانيا. ويعتقد ولكوكس أن المصالحة الفلسطينية بين حماس وفتح يساعد فلسطين على التوحيد ومواجهة إسرائيل.

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/