تعليق: المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية في مرحلة انعطاف جديدة (2)

تجاذب الأطراف المتعددة تعيق تقدم المفاوضات

يقع مسؤولية تعثر جولة المفاوضات الفلسطينية- الإسرائيلية الحالية على الجانب الإسرائيلي. ووفقا للتقارير، يعتقد واصل أبو يوسف عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أن هناك اختلاف بين المواقف الفلسطينية و الإسرائيلية في مفاوضات السلام. وأضاف أن الجانب الإسرائيلي يركز على المسائل المبدئية في المفاوضات، مثل اعتراف فلسطين بـ"يهودية دولة إسرائيل" ، بدلا من حل قضية ترسيم الحدود ، تقسيم المياه وقضايا موضوعية أخرى.

كما أن المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية زادت تعقيدا وفشلا منذ بداية الصراع الداخلي بين الفصائل الفلسطينية الأساسية " فتح " و" حماس". وإﻥ ﺘﺘﻤﻜﻥ ﺤﻤﺎﺱ ﻭﻓﺘﺢ ﻓﻲ ﻨﻬﺎﻴﺔ ﺍﻟﻤﻁﺎﻑ ﻤﻥ ﺩﻓﻥ ﺃﺤﻘﺎﺩﻫﻤﺎ ﻭﺘﻜﻭﻴﻥ ﺤﻜﻭﻤﺔ ﻭﺤـﺩﺓ يمكن أن تكون بارقة أمل في إمكانية نجاح مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. ولكن الحكومة الإسرائيلية لا تعتقد ذلك.
.
يكمن السبب الجوهري وراء الركود وعدم قدرة مفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية على المضي قدما في القوة غير المتوازنة بين الطرفين. ويعتقد المحللون أن إسرائيل من غير الممكن أن تقدم تنازلات من اجل إبقاء فلسطين على طاولة المفاوضات.

تعتبر أمريكا الوسيط الرئيسي بين الفلسطينيين والإسرائيليين. لكن عوامل السياسة الداخلية الأمريكية لا توحي بوجود " إجراءات حقيقية" اتجاه إسرائيل، وإن الضغوطات التي مورست على إسرائيل حتى الآن غير كافية ، ما جعل مفاوضات السلام بشكل طبيعي" قلعة في الهواء".

التطلع إلى المستقبل وتحقيق السلام

اتفاق المصالحة الذي تم التوصل إليه مؤخرًا بين حركتي فتح وحماس سوف يحقق الاستقرار الداخلي. كما سوف يزيد بلا شك من العوامل الايجابية في مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. ومع ذلك، تجاهلت أمريكا وإسرائيل "غصن الزيتون" الفلسطيني واستبعدتهم آلاف الأميال بسبب عدم فهمهما المعمق للوضع.

تظهر أمريكا مرارا للبلدين أن هدفها تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ولكن ذلك كل نفاق لان الإجراءات العملية تعكس تماما الالتزامات اللفظية.

وأشار بعض المحللين إلى أنه يجب على إسرائيل الاهتمام بالوضع العام ويرد القوة باللين. وأنه بالرغم من أن إسرائيل تعتبر حماس " شوكة في خاصرة الجسد "، إلا أن سنوات الصراع تظهر أنه من الصعب أن تقضي إسرائيل على حماس.

تعتبر المصالحة الوطنية الفلسطينية جزء مهم في نجاح مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين إذا أرادت إسرائيل دعم بنشاط التحرر الوطني الفلسطيني. بالإضافة إلى ذلك، ينبغي على أمريكا بصفتها "صانع السلام" أن تستمر في الضغط على إسرائيل، وتحول المصالحة الوطنية الفلسطينية إلى عامل ايجابي في تعزيز محادثات السلام الفلسطينية الإسرائيلية، وبالتالي تعزيز محادثات السلام نحو اتجاه بناء والسعي لإحراز تقدم ملموس في وقت مبكر.

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/