تعليق: هل انتهت الحرب الأهلية في جنوب السودان؟ (2)

لعبة المصالح وراء الصراع

تعتبر جنوب السودان متخلفة اقتصاديا رغم أنها غنية بالموارد النفطية. وفقا لبيان رسمي، بلغ إنتاجها من النفط الخام 245 ألف برميل يوميا خلال الذروة، وتمثل 95% من الدخل القومي الإجمالي. وبالتالي، فإن السيطرة على شريان الحياة الاقتصادية مفتاح نجاح وفشل اتفاقية السلام بين الطرفين.

وفي ظل عدم التطابق بين السلطة والمصالح ،وهيمنة سلفاكير ميارديت على السلطة ورياك مشار على المناطق المنتجة للنفط في جنوب السودان، فإن سعى الطرفان للحصول على المزيد من المصالح النفطية وحماية مصالحهم الخاصة من خلال الحرب الأهلية أمر لا مفر منه.

ترغب الأطراف المتنازعة الحصول على المزيد من الأموال من خلال اتفاق وقف الحرب والمصالحة، لكنها سوف تنهي هذه الهدنة مباشرة بعد أن تحصل على فوائدها. وهذه احد خطط السلطة.

أين السلام في الحرب الأهلية ؟

لحق شبح الحرب الأهلية أضرار بعيدة المدى في جنوب السودان: من الناس المعوزين محليا إلى الأضرار التي لحقت بالاستثمارات الأجنبية، ركود إنتاج النفط. . وتعتقد خه وين بينغ أن الصين تأثرت كثيرا من الحرب الأهلية باعتبارها اكبر مستثمر في مجال النفط في جنوب السودان. وأن الموظفين الأجانب اضطروا إلى الانسحاب بسبب انقطاع إنتاج النفط القسري . وقد يؤثر توسع الحرب على المنشآت النفطية وغيرها من الأصول الثابتة، كما سوف تكون الممتلكات والأفراد الصينيين عرضة للتهديدات.

وتعتقد خه وين بينغ أن التوصل إلى اتفاق تقاسم السلطة صعب للغاية وأن المفاوضات لن تكون سهلة. لذلك فإنه ينبغي اخذ طريق السلام لمواجهة استمرار الحرب الأهلية.

يرجع السبب الرئيسي وراء اندلاع الحرب الأهلية في جنوب السودان إلى تضارب المصالح بين الشخصيات السياسية والقبلية ، لكن السبب الجذري لعدم إخماد هذه الحرب يعود إلى ضعف الأساس الاقتصادي، وصعوبة الحصول على التنمية الطويلة الأجل. وينبغي على السلطة النظر في كيفية تطوير الاقتصاد وتحسين معيشة الشعب.

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/