بكين   مشمس جزئياً 28/16 

صور ساخنة

التصويت  |  الأخبار الساخنة

ما هو السبب الرئيسي في رأيك وراء الضباب الدخاني الكثيف في الصين مؤخرا؟

  • كثرة انبعاث السيارات
  • نوعية الوقود الرديئة
  • رداءة الطقس
  • احراق الفحم للتدفئة في الشتاء
  • المصانع الكثيرة في الصين
  • سبب آخر
    1. أخبار باللغتين الصينية والعربية 双语新闻
    2. الحياة في الصين: أسئلة وإجابة

    تحقيق إخباري : أطفال سوريا يحلمون بمستقبل أفضل على الرغم من الأزمة الدموية

    2014:11:17.14:41    حجم الخط:    اطبع

    دمشق 16 نوفمبر 2014 / رغم قسوة الأيام وصعوبة الظروف التي يعيشها الاطفال في سوريا ، وبعد مضي أكثر من ثلاث سنوات ونصف من عمر الأزمة التي تعصف ببلادهم ، الإ أنهم مازالوا متمسكين بالحياة ويحلمون بمستقبل افضل، ويتطلعون إلى غد مشرق يخلو من العنف والدمار، متسلحين بمقولة " ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل ".

    ومع استمرار وجود الأزمة السورية لقرابة الأربعة أعوام ، التي ارهقت كاهل غالبية العوائل السورية، وخطفت من قاموسهم كل ما هو جميل، وباتت تحصر جل تفكيرها في كيفية الحصول على المأكل والمشرب والملبس، في ظل ظروف معيشية صعبة، تتلاشى الأحلام ، ويسود واقع أليم، يفرضه واقع الحال الذي تعيشه البلاد بسبب الاقتتال الدائر بين طرفي النزاع .

    وما أن يسير المرء لفترة في شوارع العاصمة دمشق، وخاصة في أسواقها القديمة والشهيرة، حتى يرى التعب والقلق قد اعترى وجوه تلك المارة ، لاسباب قد تبدو واضحة، هو الخوف مما سيحمله لهم القادم من الأيام ، لا سيما وأن الازمة المستعصية في سوريا قد كسبت مع مرور الوقت الكثيرمن التعقيدات .

    ومع ذلك كله فإن الأباء يحاولون أن يرسموا على وجوهم ابتسامة قسرية، أمام أطفالهم، ليجعلوهم اكثر فرحا بالمستقبل الذي ينتظرهم، وأن كان ذلك في بعض الأحيان محض خيال، الإ أنه ضروري ، كي لا يستسلم الطفل لواقعة المرير، ويبقى يحلم بغد مشرق ولو بعد حين .

    الأطفال في سوريا كان لهم نصيب وافر من الموت والعنف من جراء الحرب المستعرة في البلاد ، يبدو أنهم اليوم أكثر تصميما على عدم الاستسلام للواقع والنظر بعين الفرح للقادم من الأيام .

    وفي سوق الحميدية الشهيرة بدمشق القديمة تجد مئات الاطفال يمشون في السوق، فمنهم من يحمل ألعاب الأطفال ، يضعها أمامه وينادي عليها بصوت عال يشق عنان الصمت، وآخر يحمل بيده ورودا حمراء يقف بها أمام أحد المطاعم بدمشق القديمة يبيعها للفتيات والشبان، وثالث يحمل بكلتا يديه صينية نحاسية فيها فناجين قهوة يأخذها لتجار السوق، وآخر يبيع البسكويت والمسكة.

    أحمد، وهو صبي يبلغ من العمر 13 عاما، يمشي مع حشود المارة في سوق الحميدية، يحمل فناجين قهوة ليقدمها لأحد أصحاب المحلات في السوق التي تبيع القماش، يتلفت يمينا وشمالا ، خشية أن يصطدم به أحد وتسقط منه الفناجين على الأرض.

    وقال الطفل أحمد ، وعيناه تلمعان ، لوكالة (( شينخوا )) بدمشق "أنا أعمل في مقهى كنادل خدمة للقهوة والشاي منذ حوالي سنة تقريبا " ، مشيرا إلى أن الظروف المعيشية الصعبة جعلته يعمل بعد الانتهاء من دوامه بالمدرسة كي يساعد عائلته ببعض من المال .

    وأضاف احمد " أود أن أصبح صاحب متجر لبيع لعب الأطفال " ، مؤكدا انه جيد في المدرسة ولا يقصر في واجباته المدرسية .

    محمد بدوي، طفل سوري آخر يبلغ من العمر 14 ربيعا كان يقف بثقة في زاوية لأحد مطاعم دمشق يحمل دلوا من الورود الحمراء الداكنة مربوطة إلى خصره، يجري وراء شاب وفتاة " عاشقين " لإقناع الشاب بشراء وردة حمراء للفتاة التي تسير معه.

    وقال الشاب اليافع بدوي لوكالة ((شينخوا)) إ تركت المدرسة كي أساعد أسرته لكوني المعيل الوحيد لعائلتي " ، مشيرا إلى انه يكسب مالا من هذه الصنعة ، وهي مريحة، وتتطلب جرأة كي اقنع الشاب بشراء وردة لمن معه ، مضيفا " أحلم بأن يكون لدي في المستقبل محلا كبيرا لبيع الورود الطبيعية".

    رؤية الأولاد الصغار في سوق الحميدية وهم يجرون عربة فيها عدة صناديق، أصبحت عادة شائعة، ومألوفة لدى السوريين، ولكنها في تزايد، وهذا ما يشكل ظاهرة تستدعي التنبه لمخاطرها. ويقولون "العمل ليس عيبا أو عارا، العار هو على التسول أو البقاء محبطين".

    وقال عبد الرحمن، وهو طفل يبلغ من العمر 11 عاما، إنه لا يزال يذهب إلى المدرسة لكنه يساعد شقيقه في متجره في فترة ما بعد الظهر.

    وأضاف "أنا حاليا أقوم بمساعدة أخي في متجره عندما أعود من المدرسة كل يوم، ولكن عندما أكبر أريد أن أصبح طبيبا".

    وبدوره أشار محمد التلاوي، وهو صبي يبلغ من العمر 11 عاما، إلى أنه يأتي مع والده الى ساحة المرجة العريقة بقلب دمشق ليلتقط صورا لطيور الحمام حول الساحة .

    وقال تلاوي "أنا أحب الرياضة، وخاصة كرة القدم، وحلمي هو أن أصبح لاعب كرة قدم شهير لأنني أحب السفر في جميع أنحاء العالم." شقيقته، نور، شاركت حلم أخيها في السفر لجميع أنحاء العالم، قائلة "أنا في الصف التاسع. أحب الرياضيات واللغة الإنجليزية وأحلم أن أصبح مهندسة، وأسافر إلى جميع أنحاء العالم لبناء ناطحات السحاب والمباني الجميلة ".

    ومع ذلك، فهناك الكثير من الأسر السورية أصبحت في الآونة الأخيرة مترددة في إرسال أطفالها إلى المدارس أو نقلها إلى أماكن أكثر أمنا ، داخل العاصمة لتكون قريبة من مدارس أكثر أمنا أيضا.

    وخلال السنوات الماضية من الأزمة، شن أكثر من 40 هجوما استهدفت المدارس في جميع أنحاء سوريا. وتراوحت الهجمات من قذائف الهاون الى التفجيرات الانتحارية.

    وفي الشهر الماضي، قتل أكثر من 40 طفلا عندما انفجرت سيارة مفخخة في حي عكرمة الموالي للحكومة في محافظة حمص بوسط البلاد ، هذا التفجير سلط الضوء على التهديد الذي يواجه الأطفال في سوريا، كما دمرت الأزمة أيضا أكثر من 3400 مدرسة، وفقا لمنظمة إنقاذ الطفولة.

    كما بدأت المنظمات الإنسانية تدق ناقوس الخطر حول تداعيات الأزمة الطويلة على رفاه الأطفال السوريين.

    وأفاد المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره لندن ، أواخر أغسطس عام 2014، بأن عدد الأطفال الذين قتلوا في الصراع قد ارتفع إلى 9428 طفلا .

    ومن جانبه قال كومار تيكو، المتحدث الإعلامي مكتب اليونيسف بدمشق لـ ((شينخوا)) إن " عدد المصابين في سوريا مذهل"، مشيرا إلى أن "من المحتمل أن تكون أكبر أزمة إنسانية شهدها العالم على الإطلاق منذ الحرب العالمية الثانية" .

    وأضاف تيكو إن "أكثر من 12 مليون شخص تضرروا، نصفهم من الأطفال ". داخل سوريا نقدر أكثر من خمسة ملايين طفل هم الآن الذين في أمس الحاجة " ، مبينا أن" هناك حوالي 4.3 مليون شخص في مناطق يصعب جدا الوصول إليها، ومليون من هؤلاء الناس والأطفال غير قادرين على الوصول إلى المدرسة ، ونصف مليون طفل إضافة إلى جحافل المتسربين من المدرسة هذا العام ".

    قال المتحدث الإعلامي لليونيسف إن " منظمته تتطلع إلى الوصول إلى مليون طفل هذا العام مع ما يسمونه "العودة إلى المدرسة" ، محذرا من أن وصول المساعدات الإنسانية لا يزال يشكل عائقا رئيسيا أمام جهود منظمته للوصول إلى الأطفال في سوريا، مضيفا أن " أكثر من 750 ألف طفل يعيشون في مناطق الصراع النشطة جدا ".

    واشار تيكو إلى أن هناك أطفال آخرين تم جرهم إلى حمل الأسلحة ، كما رأينا في العديد من أشرطة الفيديو من قبل الدولة الإسلامية ( داعش ) في المناطق التي تسيطر عليها في أنحاء سوريا .

    ويشار الى أن الجماعات المتطرفة أفرجت عن العديد من أشرطة الفيديو خلال فترة الأزمة السورية، والتي تبين الأطفال الصغار والمراهقين يتدربون على استخدام البنادق. كما قامت بإغلاق المدارس في المناطق الخاضعة لسيطرتها أو غيرت المناهج لتناسب تعاليمه المتطرفة.

    وقال تيكو إن " تطرف الاطفال هو مصدر قلق كبير لليونيسف والمجتمع الدولي "، محذرا من أن تطرف الأطفال، واستخدامهم في أعمال التمرد المسلح، يشكل حقا انتهاكا خطيرا لحقوق الطفل، والمجتمع الدولي يشعر بالقلق الشديد حول هذا الاتجاه المتزايد لاستخدام الأطفال الصغار مثل 12 و 13 وعلى طول الطريق حتى 18 سنة"..

    وقال المتحدث الإعلامي لليونيسف إن " أفضل طريقة للتخفيف من معاناة الأطفال في سوريا هو التوصل الى وقف العنف، ولا يوجد شيء أفضل من وقف كامل للأعمال العدائية والعودة إلى الحياة الطبيعية كاملة في هذا البلد حتى نتمكن من الحصول على نحو ما في إعادة بناء حياة مع هؤلاء الأطفال الذين تضرروا بشكل مأساوي من الأزمة " .

    ومن جانبه أكد مسؤولون في الحكومة السورية العزم على تقديم كل احتياجات الأطفال السوريين.

    وقال فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري الشهر الماضي إن حكومته ملتزمة بتوفير كل شيء لتحقيق رفاهية الأطفال السوريين، بما في ذلك الخدمات الصحية والتعليمية.

    والجدير ذكره أن الحكومة السورية توفر التعليم للسوريين مجانا.

    وأشار المقداد إلى أن الجهود تفرز من قبل الحكومة لمساعدة أكثر من أربعة ملايين ونصف من الأطفال على العودة إلى مدارسهم عام 2014 على الرغم من الأزمة في سوريا، وحمل الجماعات المتطرفة المسؤولية عن تعطيل تعليم الأطفال في العديد من النقاط الساخنة في جميع أنحاء سوريا.

    /مصدر: شينخوا/
    تابعنا على