إن حادث إطلاق النار المميت الذي تعرض له شاب أسود أعزل على يد شرطى أبيض في فيرغسون بولاية ميسوري الأمريكية قبل أربعة أشهر وما تلاه من مظاهرات احتجاج واسعة النطاق قوبل بردود فعل متباينة، ولا سيما ما يميل منها إلى النقد، من قبل المجتمع الدولي.
ففي الـ9 من أغسطس، أطلق الضابط دارين ويلسون النار على مايكل براون (18 عاما) ليقتله في فيرغسون بعدما ارتكب جريمة سطو مسلح في أحد المتاجر. وفي الـ24 من نوفمبر، قررت هيئة محلفين عدم توجيه الاتهام إلى دارين ويلسون على أساس أنه لم يخرق القانون عندما أطلق النار على براون فأرداه قتيلا.
وأشعلت هذه التطورات غضبا وطنيا واحتجاجات ضد عنف الشرطة والتمييز العنصري في الولايات المتحدة وقوبلت بردود فعل متباينة من المنظمات الدولية والحكومات الأجنبية.
-- الأمم المتحدة
في الـ18 من أغسطس، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي-مون إلى حماية حقوق المتظاهرين في ضوء الاشتباكات الجارية حاليا بين الشرطة والمتظاهرين.
ودعا بان كي-مون، عبر متحدث باسم الأمم المتحدة، السلطات الأمريكية إلى "ضمان أن تكون حقوق التجمع السلمي وحرية التعبير مكفولة".
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريتش إن "الأمين العام يدعو الجميع إلى ممارسة ضبط النفس، ومسؤولي إنفاذ القانون إلى الالتزام بالمعايير الأمريكية والدولية عند التعامل مع المتظاهرين".
-- لجنة القضاء على التمييز العنصري
وفي الـ29 من أغسطس، أعربت لجنة القضاء على التمييز العنصري التابعة للأمم المتحدة عن بواعث قلق خطيرة إزاء الاستخدام المفرط للقوة من قبل مسؤولي إنفاذ القانون في الولايات المتحدة.
وقال نور الدين أمير عضو اللجنة إن قضية فيرغسون "تبين وجود مشكلات أكبر في الولايات المتحدة مثل التحيز العنصري بين مسؤولي إنفاذ القانون، والافتقار إلى التنفيذ الملائم للقواعد واللوائح التي تحكم استخدام القوة، وعدم كفاية تدريب مسؤولي إنفاذ القانون".
وأضاف أمير "يتعين على الولايات المتحدة اتخاذ إجراءات ملموسة وشاملة لمعالجة الأسباب الجذرية وتفادى أى تكرار لمثل هذه الحوادث المأساوية مستقبلا ".
-- المفوضية السامية لحقوق الإنسان
وفي الـ25 من نوفمبر، حث زيد رعد الحسين المفوض السامي لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة جميع المتظاهرين في الولايات المتحدة على تجنب العنف والتدمير في أعقاب الحكم الصادر في قضية إطلاق النار بفيرغسون وحث السلطات الأمريكية على فحص القضايا المتعلقة بالمسائل العرقية في نظمها الخاصة بإنفاذ القانون والعدالة.
وذكر زيد رعد الحسين في بيان أن "الناس لهم الحق في التعبير عن استيائهم إزاء قرار هيئة المحلفين أو عن اختلافهم معه، ولكن ليس لهم الحق في إلحاق الضرر بالآخرين، أو بممتلكاتهم، في هذه العملية".
وقال "إنني أحث السلطات الأمريكية على إجراء فحوص معمقة في الطريقة التي تؤثر بها القضايا ذات الصلة بالمسائل العرقية على إنفاذ القانون وإدارة العدل، على المستوى الفيدرالي ومستوي الولايات ".
-- الصين
في 25 نوفمبر، عندما طلب منها التعليق على قرار هيئة المحلفين العليا بشأن إطلاق الشرطة النار، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون ينغ " أن هذا الأمر شأن أمريكي داخلي" ولن تعلق على ذلك.
وأضافت هوا " لا شي يرقى إلى الكمال عندما يتعلق الأمر بسجل حقوق الإنسان.. ويتعين على كافة الدول أن تنخرط في الحوار والاتصال والتعاون بشأن قضايا حقوق الإنسان".
وتابعت" إننا يجب أن نتعلم من بعضنا البعض لتحسين سجل حقوق الإنسان معا بدلا من الإشارة بأصابع الاتهام إلى بعضنا البعض".
-- روسيا
وفي26 نوفمبر، قال المتحدث باسم الخارجية الروسية الكسندر لوكاشفيتش إن موسكو تشعر بالقلق إزاء الطرق التي تستعملها السلطات الأمريكية في التعامل مع الاحتجاجات في فيرغسون والمدن الأخرى.
وأضاف أن " روسيا تتابع التقارير حول الاضطرابات في بلدة فيرغسون الأمريكية بولاية ميسوري بقلق بالغ"، مشيرا إلى أن البلدة شهدت انتشارا لقوات الحرس الوطني والمعدات العسكرية مع استخدام الشرطة لوسائل خاصة ضد المتظاهرين مثل الغاز المسيل للدموع والقبض على أشخاص واحتجازهم عشوائيا.
وقال المتحدث إن " مثل هذا الانفجار الكبير من السخط الشعبي ورد فعل السلطات الأمنية غير المتناسب يدل على وجود عيوب منهجية في الديمقراطية الأمريكية التي لم تتمكن من التغلب على الانقسامات العنصرية العميقة والتمييز وعدم المساواة".
-- مصر
في 19 أغسطس، حثت مصر السلطات الأمريكية على التحلي بضبط النفس في التعامل مع الاحتجاجات في فيرغسون بعد اشتباكات بين القوات الأمنية والمتظاهرين على مقتل براون.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية بدر عبد العاطي إن " وزارة الخارجية المصرية تتابع عن كثب التصعيد في فيرغسون وتدعو السلطات الأمريكية الى التعامل مع المتظاهرين وفقا للمعايير الدولية".
-- إيران
في 24 أغسطس، قال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي إن العنف في فيرغسون هو مثال على النفاق الأمريكي حول حقوق الإنسان.
وكتب في حسابه على مواقع التواصل الاجتماعي " اليوم مثل الأعوام السابقة، الأمريكيون الأفارقة ما زالوا يتعرضون للضغط والقمع والتمييز".
وأشار إلى أن " التمييز العنصري ما زال يمثل ورطة في الولايات المتحدة".
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn