23°C~9°C

صور ساخنة

التصويت  |  الأخبار الساخنة

ما هو السبب الرئيسي في رأيك وراء الضباب الدخاني الكثيف في الصين مؤخرا؟

  • كثرة انبعاث السيارات
  • نوعية الوقود الرديئة
  • رداءة الطقس
  • احراق الفحم للتدفئة في الشتاء
  • المصانع الكثيرة في الصين
  • سبب آخر
    1. أخبار باللغتين الصينية والعربية 双语新闻
    2. الحياة في الصين: أسئلة وإجابة

    تعليق: مأزق سياسات التعددية الثقافية في أوروبا

    2015:01:14.15:28    حجم الخط:    اطبع

    أحدث الهجوم على مقر الصحيفة الفرنسية الأسبوعية "شارلي إيبدو" يوم 7 يناير الجاري صدمة في العالم. و اثار الهجوم قلق الكثير من الفرنسيين حيال زيادة شعبية " الجبهة الوطنية " ممثل القوى اليمينية في فرنسا. إلا أن التأثيرات العميقة التي خلفها الهجوم تكمن في قضية سياسة المسلمين في فرنسا و دمج المسلمين في فرنسا.

    منفذا الهجوم على مقر صحيفة “شارلي إيبدو” والذي راح ضحيته 12 شخصا، شقيقان شريف كواشي (32 عاما) مع شقيقه سعيد (34 عاما) من اصول جزائري،ولدا في باريس عاصمة اكبر الدول المنادية بالحرية والديمقراطية،ومن المفروض أن يكونا معتدلين في تفكيرهما، ولا يأخذان طريق التطرف، وهذ ما جعل الناس في حيرة وأمام مأزق.

    بعد الحرب العالمية الثانية، استوعبت الدول الأوروبية عددا كبيرا من المهاجرين من المستعمرات السابقة. ووفقا للاحصاءات، بلغ عدد المهاجرين في فرنسا بعد الحرب العالمية الثانية 20 مليون مهاجر. واصبحت الجزائر والمغرب وغيرها من المستعمرات الفرنسية السابقة المصدر الرئيسي للمهاجرين في فرنسا بحكم القرب الجغرافي. وتعتبر فرنسا اكبر دول أوروبية من حيث نسبة المهاجرين المسلمين، ومقدرا حاليا بـأكثر من 10%. ونظرا لاختلاف الثقافات ونقص المهارات، يشتغل معظم المهاجرين في ممارسة الاعمال الشاقة التي لا يرغب السكان الأصليين ممارستها ، لكن بأجور ضئيل نسبيا.

    نفذت فرنسا ومعظم الدول الاوروبية سياسات التعددية الثقافية لمواجهة موجة الهجرة. وتختلف هذه السياسة عن السياسات التي نفذتها امريكا واليابان ــ اليابان تفرض سياسة الثقافة الواحدة، ولا تقبل المهاجرين أساسا. و تنفذ امريكا سياسة الاندماج، ولا يهم من أين جئت، المهم الاعتراف بالقيم الاساسية في امريكا. في حين أن سياسة التعددية الثقافية تشجع المهاجرين على الحفاظ على خصائصهم الثقافية، وطلب منح الاقليات من نفس المجتمع المزيد من الحرية والحقوق في العديد من جوانب.

    ولكن، تواجه السياسة التعددية الثقافية في فرنسا نقصا في التنفيذ. ووفقا لدراسة استقصائية قبل بضع سنوات، 92% من الفرنسيين يعتقدون أن العنصرية سائدة في فرنسا، وأقل من 10% فقط من رأى أن المهاجرين في فرنسا يعيشون في وئام. وفي هذا الصدد، فإن صعود " الجبهة الوطنية" دليل مباشر. حيث تمثل " الجبهة الوطنية" النزعة القومية المتطرفة، التحريض على كراهية الأجانب، ضد التعددية الثقافية. كما فرضت فرنسا بعد حادث ( 9 – 11) سياسة تشديد واضحة على المهاجرين خاصة المسلمين في فرنسا. وفي عام 2003، سن الرئيس الفرنسي جاك شيراك قانون يمنع ظهور علامات التدين في المدارس العامة، مثل الحجاب الاسلامي.

    يتطلع الجيل الثاني من المهاجرين تلقى التعليم الأوروبي الذي يدعو للحرية والمساواة الى الاندماج في المجتمع الفرنسي،والمساواة في الحقوق مع اقرانهم الأصليين، لكن لون البشرة واللغة والعادات شكلت عائقا كبيرا أمام هذا الاندماج، كما أنه من الصعب أن يعودوا الى اوطان ابائهم. وأصبح العجز على مواجهة ازمة الهوية والشخصية مرتعا خصبا للتطرف.

    بعد الهجوم على مقر صحيفة “شارلي إيبدو”، بدأ الكثير من الفرنسيين الذين يدعمون حرية التعبير التفكير في السياسة اتجاه الاسلام. لكن يجب ان نعرف أن حل هذه المشكلة معقدا جدا. وتعتبر السياسية التعددية الثقافية في بريطانيا اكثر دقة مقارنة مع دول اوروبية اخرى، حيث يمكن للمسلمات ارتداء الحجاب الذي لا يتعارض مع لون الزي المدرسي، و يمكن للمسلمين في القوات البريطانية الحفاظ على اللحية القصيرة، وفتح قاعة صلاة ومطعم حلال للضباط والجنود المسلمين، كما أن الحجاب الذي ترتديه الشرطية المسلمة يتم تصميمه لهم خصيصا في بريطانيا. ولكن، لم تمنع هذه التدابير مقتل جندي من قبل مسلمين من الجيل الثاني من المهاجرين في وضح النهار في مايو عام 2013. أما النرويج، فتعتبر نموذجا للدمج العنصري، لكن، قتل بريفيك 77 شخصا في عام 2011.

    من الواضح، أن الدول الاوروبية تواجه معضلة ثقيلة في ظل هذه القضية. منذ عام 2011، اعلنت البلدان الاوروبية بما في ذلك فرنسا عن فشل سياسة التعددية الثقافية، ولكن ما هي افضل وسيلة، الجواب ليس سهلا.

    تابعنا على