نيروبي 14 يناير 2015 / يبدو أن العالم يتعامل بمكيالين في التعامل مع أشياء كثيرة، وقضية الإرهاب في إفريقيا ليست من هذا استثناء، فالهجمات في العواصم الغربية دائما تجذب الاهتمام العالمي، في حين الهجمات في إفريقيا تمر كما لو أنها لم تكن.
في أعقاب الهجمات الإرهابية في فرنسا الأسبوع الماضي والتي أودت بحياة 17 شخصا، تدفق الحزن والتعاطف من جميع أنحاء العام بشكل غير مسبوق.
وفي نفس الوقت تقريبا فقدت نيجيريا ما يقدر بنحو 150 شخصا في هجوم إرهابي لبوكو حرام، ومر الخبر مرور الكرام باستثناء إشارات عابرة في بعض الشبكات الرئيسية.
ويمكن أيضا رؤية مثل هذا التناقض في ديسمبر من العالم الماضي، عندما احتجز مسلح عددا من الزبائن في مقهى بسيدني في استراليا وأثار الحادث اهتماما عالميا، في حين دفنت المجزرة التي راح ضحيتها أكثر من 60 شخصا في شمال كينيا على يد حركة الشباب في طي النسيان سريعا.
لقد آثار هذا التعامل غضب الكثيرين في جميع أنحاء العالم الذي أعربوا عن صدمتهم إزاء "اللامبالاة القاسية" من جانب الإعلام للهجمات الإرهابية في إفريقيا، التي تأوي أكثر المناطق الإرهابية سخونة في العالم، مثل نيجيريا ومالي والصومال وكينيا والنيجر. وحتى بعض دول شمال إفريقيا لم تسلم من ضربات الإرهاب الموجعة.
وقد حذرت المؤسسات الفكرية الأمنية في إفريقيا باستمرار من تزايد التهديدات الإرهابية في القارة بسبب احتضان الأيدلوجيات المتطرفة من قبل الشباب العاطل عن العمل وضعف الشرطة وعدم كفاية موارد مكافحة الإرهاب.
وأشار مؤشر الإرهاب العالمي في 2014 إن إفريقيا قد شهدت تصاعدا في الإرهاب منذ عام 2011، محددا بشكل واضح بوكو حرام وحركة الشباب والقاعدة في المغرب كأكثر شبكات الإرهاب فزعا في القارة، التي شهدت مقتل الآلاف من مواطنيها في جميع أنحاء جنوب الصحراء الكبرى في العامين الماضيين.
وفي قرى ومدن شمال نيجيريا، روى الشهود روايات تقشعر لها الأبدان من المشي على الجثث بعد ذبح بوكو حرام أصحابها، وفي كينيا فقد 500 مدني أرواحهم وقتل 300 من رجال الأمن منذ عام 2010 عندما حاولت قواتها اقتلاع مسلحي حركة الشباب من قواعدهم في الصومال.
عن هذه المرارة، تحدثت وزيرة الخارجية الكينية أمينة محمد، في مقابلة مع وكالة ((شينخوا)) قائلة" أجزاء أخرى في العالم تحظى باهتمام كامل عندما يطرق الإرهاب، لكن الأمر مختلف في حالتنا. نطرق فقط بتحذيرات السفر عندما يضرب الإرهاب منطقتنا وحتى التعاطف غير مضمون".
إن العالم بحاجة إلى أن يؤكد أن حياة أي فرد لا تقدر بثمن بغض النظر عن وضعه الاجتماعي الاقتصادي ولونه وعقيدته، وأن الإرهاب هو عدو مشترك للبشرية جمعاء.
وكما قالت انيتا كيامبا، وهي محاضرة في مدرسة الدبلوماسية بجامعة نيروبي، إنه" يتعين علينا أن نفهم أن محاربة الإرهاب هي التزام نبيل من أجل الجميع بغض النظر عن الدين والعرق. وكانت مسيرة باريس لحظة العصر ويجب تكرارها هنا في إفريقيا".
في الوقت نفسه، من المهم أن ندرك أن الإرهاب في إفريقيا ليس تحديا أمنيا محليا، لأنه يشكل تهديدا مدمرا للسلام والأمن والتنمية في العالم.
ولمنع الانتشار المحتمل لهذه الآفة، فإن المجتمع الدولي يتعين عليه أن يعطي الاهتمام الواجب ويظهر التزاما حقيقيا ويوفر المساعدة الحقيقية للمساعدة في مكافحة الإرهاب في إفريقيا، التي تعاني بلادها من بنية أمنية هشة ونزاعات وفقر وبطالة الشباب.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn